آيات من القرآن الكريم

وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
ﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍﰎ

وعدهم بالحرب وأخذهم بالإيمان إن شاؤوا أو أبوا) (١)، هذا الذي ذكرنا قول جماعة المفسرين (٢).
وقال ابن عباس في رواية عطاء ﴿لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ﴾: (يريد: خبري وخبركم سوف يستقر عند رب العالمين، فيحكم بيني وبينكم ﴿وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ من له الحجة على صاحبه) (٣).
٦٨ - قوله تعالى: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا﴾ الآية، قال المفسرون (٤): (كان المشركون إذا جالسوا المؤمنين وقعوا في رسول الله والقرآن، فشتموا واستهزؤوا، فأمرهم الله أن لا يقعدوا معهم ﴿حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ﴾).
وهذا قول ابن عباس (٥) وسعيد بن جبير والسدي (٦) ومقاتل (٧)

(١) "معاني القرآن" ٢/ ٢٦٠، وفيه: (وأخذهم بالإيمان شاؤوا أو أبوا، إلا أن يعطي أهل الكتاب الجزية) ا. هـ.
(٢) انظر: "معاني النحاس" ٢/ ٤٤٢.
(٣) لم أقف عليه، وأخرج الطبري في "تفسيره" ٧/ ٢٢٧، وابن أبي حاتم ٤/ ١٣١٣ بسند جيد عنه قال: (﴿لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ﴾ يقول: حقيقة)، وأخرج الطبري بسند ضعيف عنه قال: (فعل وحقيقة ما كان منه في الدنيا وما كان منه في الآخرة)، وانظر: "الدر المنثور" ٣/ ٣٧.
(٤) انظر: "تفسير الطبري" ٧/ ٢٢٨، و"معاني النحاس" ٢/ ٤٤٢، و"تفسير السمرقندي" ١/ ٤٩٢، و"الكشف" للثعلبي ١٧٩ أ، و"أحكام القرآن" لابن العربي ٢/ ٧٣٩.
(٥) سوف يأتي تخريجه.
(٦) أخرجه الطبري ٨/ ٢٢٨، من طرق جيدة عن سعيد بن جير والسدى ومجاهد وأبي مالك غزوان الغفاري، وقتادة، وابن جريج، وأخرجه ابن أبي حاتم ٤/ ١٣١٤ - ١٣١٥، من طرق جيدة عن سعيد بن جبير والسدي، وأبي مالك ومقاتل بن حيان.
(٧) "تفسير مقاتل" ١/ ٥٦٧.

صفحة رقم 209

وغيرهم (١)، قالوا: (ومعنى: ﴿يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا﴾ أي: بالتكذيب والاستهزاء)، قال ابن عباس: (أمر الله رسوله فقال: إذا رأيت المشركين يكذبون بالقرآن وبك ويستهزئون فاترك مجالستهم ﴿حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ﴾ يقول: حتى يكون خوضهم في غير القرآن) (٢).
وقوله تعالى: ﴿وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ﴾ وقرأ ابن عامر (٣): ﴿يُنْسِيَنَّكَ﴾ بالتشديد، وفعّل وأفعل يجريان مجرى واحداً كما بينّا ذلك في مواضع [و] (٤) من التنزيل ﴿فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا﴾ [الطارق: ١٧]، والاختيار قرأه العامة لقوله تعالى (٥): ﴿وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ﴾ [الكهف: ٦٣]، قال ابن عباس: (يريد: إن نسيت فقعدت ﴿فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى﴾ وقم إذا

(١) وهو قول مجاهد في "تفسيره" ١/ ٢١٧، وأخرجه عبد الرزاق ١/ ٢/ ٢١٢ بسند جيد عن قتادة، وذكره عن عامة المفسرين، السيوطي في "الدر" ٣/ ٣٩.
(٢) "تنوير المقباس" ٢/ ٢٩، وذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ٦١.
وأخرج الطبري ٧/ ٢٢٨، وابن أبي حاتم ٤/ ١٤/ ١٣ بسند جيد عنه قال: (أمر الله المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله) ا. هـ
وذكره السيوطي في "الدر" ٣/ ٣٧.
(٣)) قرأ ابن عامر: ﴿يُنْسِيَنَّكَ﴾ بفتح النون الأولى وتشديد السين، وقرأ الباقون. بسكون النون الأولى وتخفيف السنن.
انظر: "السبعة" ص ٢٦٠، و"المبسوط" ص ١٧٠، و"التذكرة" ٢/ ٤٠١، و"التيسير" ص ١٠٣، و"النشر" ٢/ ٢٥٩.
(٤) لفظ: (الواو)، ساقط من (ش).
(٥) انظر: "معاني القراءات" ١/ ٣٦٣، و"إعراب القراءات" ١/ ١٦٠، و"الحجة" لابن خالويه ص ١٤٢، ولأبي علي ٣/ ٣٢٤، ولابن زنجلة ص ٢٥٦، و"الكشف" ١/ ٤٣٦.

صفحة رقم 210
التفسير البسيط
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي
الناشر
عمادة البحث العلمي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
سنة النشر
1430
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية