آيات من القرآن الكريم

وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ
ﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊ

(وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ... (٥٢)
* * *
جاء النهي من الله تعالى بألا يطرد أهل التقى ولو كانوا عبيدًا أو فقراء، فإن هؤلاء يقوم بهم عمود الدين، وإذا كانت الضلالة لَا تساوي الهداية، والعمى

صفحة رقم 2511

لا يستوي مع البصر، فإنه لَا يصح أنه يطرد الفقراء لرجاء إجابة الأغنياء، ولا يطرد الضعفاء لرجاء إجابة الأقوياء، يروى عن ابن مسعود أنه مر الملأ من قريش بالنبي - ﷺ -، وعنده صهيب وعمار وبلال وخباب ونحوهم من ضعفاء المسلمين، فقالوا: يا محمد رضيت بهؤلاء من قومك؛ أهؤلاء الذين مَنَّ الله عليهم من بيننا؟ أنحن نكون تبعًا لهؤلاء؛ فلعلك إن طردتهم أن نتبعك.
وروي عن خباب بن الأرت في قوله تعالى: (ووَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ) إلى قوله: (فَتَكُون مِنَ الظَّالمِينَ) قال: جاء الأقرع بن حابس التميمي، وعيينة بن حصن الفزارى فوجدوا النبي - ﷺ -قاعدًا مع بلال وصهيب وعمار وخباب في أناس من الضعفاء من المؤمنين؛ فلما رأوهم حوله أتوه، فقالوا: إنا نحب أن تجعل لنا منك مجلسا تعرف لنا العرب به فضلنا، فإن وفود العرب تأتيك، فنستحي أن ترانا العرب مع هؤلاء الأعْبُد، فإذا نحن جئناك فأقمهم عنا، فإذا نحن فرغنا فاقعد معهم إن شئمت، فنزل قوله تعالى: (وَلا تَطْرُدِ الَّذين يَدْعُونَ رَبَّهُم).
هذا ما قيل في سبب نزول هذه الآية، والنص يومئ إلى هذا المعنى، فقد قال تعالى، كما سنتلوا:
* * *

صفحة رقم 2512
زهرة التفاسير
عرض الكتاب
المؤلف
محمد بن أحمد بن مصطفى بن أحمد المعروف بأبي زهرة
الناشر
دار الفكر العربي
عدد الأجزاء
10
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية