آيات من القرآن الكريم

الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ ۘ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ
ﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻ ﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊ

بِاللَّهِ، وَقَدْ مَضَى الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ، فَلَوْ جَهِدَ الْخَلَائِقُ أَنْ يَنْفَعُوكَ بِمَا لَمْ يَقْضِهِ اللَّهُ تَعَالَى لَكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَلَوْ جَهِدُوا أَنْ يَضُرُّوكَ بِمَا لَمْ يَكْتُبِ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْكَ مَا قَدِرُوا عَلَيْهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَعْمَلَ بِالصَّبْرِ مَعَ الْيَقِينِ، فَافْعَلْ فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَاصْبِرْ فَإِنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا، [وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ] [١]، وَأَنَّ الفرج مع الكرب، وأنّ مع العسر يسرا».
[سورة الأنعام (٦) : الآيات ١٨ الى ٢٠]
وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (١٨) قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (١٩) الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (٢٠)
وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ، الْقَاهِرُ الْغَالِبُ، وَفِي الْقَهْرِ زِيَادَةُ مَعْنًى على القدرة، وهو مَنْعُ غَيْرِهِ عَنْ بُلُوغِ الْمُرَادِ، وَقِيلَ: هُوَ الْمُنْفَرِدُ بِالتَّدْبِيرِ [الَّذِي] [٢] يُجْبِرُ الْخَلْقَ عَلَى مُرَادِهِ فَوْقَ عِبادِهِ هُوَ صِفَةُ الِاسْتِعْلَاءِ الَّذِي تَفَرَّدَ بِهِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ. وَهُوَ الْحَكِيمُ، فِي أَمْرِهِ، الْخَبِيرُ، بِأَعْمَالِ عِبَادِهِ.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً؟ الْآيَةَ، قَالَ الْكَلْبِيُّ: أَتَى أَهْلُ مَكَّةَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا:
أَرِنَا مَنْ يَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ فَإِنَّا لَا نَرَى أَحَدًا يُصَدِّقُكَ، وَلَقَدْ سَأَلَنَا عَنْكَ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى فَزَعَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ [لَكَ] [٣] عِنْدَهُمْ ذِكْرٌ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى [٤] : قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً؟ فَإِنْ أَجَابُوكَ، وَإِلَّا قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، عَلَى مَا أَقُولُ، وَيَشْهَدُ لِي بِالْحَقِّ وَعَلَيْكُمْ بِالْبَاطِلِ، وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ، لِأُخَوِّفَكُمْ بِهِ يَا أَهْلَ مَكَّةَ، وَمَنْ بَلَغَ، [يَعْنِي:] [٥] وَمَنْ بَلَغَهُ الْقُرْآنُ مِنَ الْعَجَمِ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْأُمَمِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
«٨٦٦» حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ زِيَادُ بن محمد الْحَنَفِيِّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيُّ أَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ بِشْرٍ النَّقَّاشُ أَنَا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ أَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الله بن الضحاك البابلتّي [٦] أَنَا الْأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي كَبْشَةَ السَّلُولِيِّ [٧] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النار».

٨٦٦- حديث صحيح. إسناده ضعيف، يحيى بن عبد الله ضعفه غير واحد، والأكثر على أنه لم يسمع من الأوزاعي، راجع «التهذيب» (١١/ ٢١١) لكن توبع هو ومن دونه، الأوزاعي هو عبد الرحمن بن عمرو، أبو شعيب هو عبد الله بن الحسن.
وهو في «شرح السنة» ١١٣ بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري ٣٤٦١ والترمذي ٢٦٦٩ وابن أبي شيبة (٨/ ٧٦٠) وأحمد (٢/ ٢٠٢ و٢١٤ و١٥٩) والطحاوي في «المشكل» ١٣٣ و١٣٤ و٣٩٨ والطبراني في «الصغير» ٤٦٢ والخطيب في «تاريخه» (١٣/ ١٥٧) وابن حبان ٦٢٥٦ والقضاعي في «مسند الشهاب» ٦٦٢ وأبو نعيم في «الحلية» (٦/ ٧٨) والبيهقي في «الآداب» ١٠٤٩ من طرق عن الأوزاعي به.
(١) سقط من المطبوع.
(٢) زيادة عن المخطوط وط.
(٣) زيادة عن المخطوط وط.
(٤) عزاه المصنف للكلبي وسنده إليه في أول الكتاب والكلبي متروك وانظر «أسباب النزول» للواحدي ٤٢٤.
(٥) زيادة عن المخطوط.
(٦) وقع في الأصل «البلابلي» والتصويب عن «شرح السنة» و «الأنساب». [.....]
(٧) وقع في الأصل «السلوي» والتصويب عن «شرح السنة» ومصادر التخريج.

صفحة رقم 115

«٨٦٧» أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَطِيبُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ أَحْمَدَ الْخَلَّالِ أَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ أَنَا الرَّبِيعُ أَنَا الشَّافِعِيُّ أَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ [١] بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِيهِ:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «نَضَّرَ اللَّهُ عَبْدًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَحَفِظَهَا وَوَعَاهَا وَأَدَّاهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرِ فَقِيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مسلم أبدا: إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ، وَالنَّصِيحَةُ لِلْمُسْلِمِينَ، وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ، فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ».
قَالَ مُقَاتِلٌ: مَنْ بَلَغَهُ الْقُرْآنُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فَهُوَ نَذِيرٌ لَهُ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ: مَنْ بَلَغَهُ الْقُرْآنُ فَكَأَنَّمَا رَأَى مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَمِعَ مِنْهُ، أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرى؟ وَلَمْ يَقُلْ أُخَرَ لِأَنَّ الْجَمْعَ يَلْحَقُهُ التَّأْنِيثُ كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها [الْأَعْرَافِ: ١٨٠]، وَقَالَ: فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى [طه: ٥١]. قُلْ، يَا محمد إن شهدتم أنتم، لَا أَشْهَدُ، أَنَا أَنَّ مَعَهُ إِلَهًا، قُلْ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ، يَعْنِي: التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ، يَعْرِفُونَهُ، يَعْنِي: مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَعْتِهِ وَصِفَتِهِ، كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمُ، مِنْ بَيْنِ الصِّبْيَانِ، الَّذِينَ خَسِرُوا
، غَبِنُوا، أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ جَعَلَ لِكُلِّ آدَمِيٍّ مَنْزِلًا فِي الْجَنَّةِ وَمَنْزِلًا في النار، فإذا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَعَلَ اللَّهُ لِلْمُؤْمِنِينَ مَنَازِلَ أَهْلِ النَّارِ فِي الْجَنَّةِ، وَلِأَهْلِ النَّارِ مَنَازِلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِي النَّارِ، وَذَلِكَ الْخُسْرَانُ.

(١) زيد في الأصل «الله» بين «عبد» و «الملك» وهو إقحام.
٨٦٧- حديث صحيح. في الإسناد إرسال، الجمهور على أن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود لم يسمع من أبيه، لكن توبع، وللحديث شواهد.
وهو في «شرح السنة» ١١٢ بهذا الإسناد، وفيه «مسند الشافعي» (١/ ١٦) عن سفيان بن عيينة به.
وأخرجه الترمذي ٢٦٥٨ والحميدي ٨٨ والحاكم في «معرفة علوم الحديث» ص ٣٢٢ والخطيب في «الكفاية» ص ٢٩ وابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (١/ ٤٧) والبيهقي في «المعرفة» (١/ ١٥) من طرق عن سفيان بن عيينة به.
وأخرجه ابن عبد البر (١/ ٤٧، ٤٨) من وجه آخر عن الأسود عن ابن مسعود.
وأخرجه الترمذي ٢٦٥٧ وابن ماجه ٢٣٢ وأحمد (١/ ٤٣٧) وابن حبان ٦٦ وابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (١/ ٤٥) وأبو يعلى ٥١٢٦ و٥٢٩٦ والرامهرمزي في «المحدث الفاضل» ٦ و٧ و٨ والبيهقي في «الدلائل» (٦/ ٥٤٠) من طرق عن سماك عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الله بن مسعود به.
وله شاهد من حديث جبير بن مطعم عند ابن ماجه ٢٣١ وأحمد (٤/ ٨٠ و٨٢) والطحاوي في «المشكل» ١٦٠١ وابن عبد البر (١/ ٤١) والخطيب في «شرف أصحاب الحديث» ٢٥ وأبو يعلى ٧٤١٣ والطبراني في «الكبير» ١٥٤١ والحاكم (١/ ٨٧) وابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (١/ ١٠، ١١).
وفي الباب من حديث زيد بن ثابت عند أبي داود ٣٦٦٠ والترمذي ٥٦٥٦ وأحمد (٥/ ١٨٣) والدارمي (١/ ١٧٥) وابن عبد البر (١/ ٣٩) وابن حبان ٦٧ والرامهرمزي في «المحدث الفاضل» ٣ و٤ وابن أبي عاصم في «السنة» ٩٤ والطحاوي في «المشكل» ١٦٠٠ والطبراني ٤٨٩٠ و٤٨٩١ والخطيب في «شرف أصحاب الحديث» ٢٤.
ومن حديث أبي سعيد الخدري عن البزار ١٤١ والرامهرمزي ٥.
وحديث أنس عند ابن ماجه ٢٣٦ وأحمد (٣/ ٢٢٥) وابن عبد البر (١/ ٤٢).
وحديث النعمان بن بشير عند الحاكم (١/ ٨٨) وصححه ووافقه الذهبي.
وحديث أبي الدرداء عند الدارمي (١/ ٧٥ و٧٦).
الخلاصة: هو حديث صحيح بمجموع طرقه وشواهده.

صفحة رقم 116
معالم التنزيل
عرض الكتاب
المؤلف
محيي السنة، أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي الشافعي
تحقيق
عبد الرزاق المهدي
الناشر
دار إحياء التراث العربي -بيروت
سنة النشر
1420
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
5
التصنيف
كتب التفسير
اللغة
العربية