
﴿وَقَالُواْ﴾ حكايةٌ لفن آخرَ من فنون كفرِهم ﴿مَا فِى بُطُونِ هذه الانعام﴾ يعنون به أجنة البحائرِ والسوائبِ ﴿خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا﴾ حلالٌ لهم خاصة والناء للنقل إلى الاسمية أو للمبالغة أو لأن الخالصة مصدرٌ كالعافية وقع موقعَ الخالصِ مبالغةً أو بحذف المضاد أي ذو خالصة أو للتأنيث بناء على أنَّ ما عبارةٌ عن الأجنة والتذكير في قوله تعالى ﴿وَمُحَرَّمٌ على أزواجنا﴾ أي جنس أزواجِنا وهن الإناثُ باعتبار اللفظ وفيه كما ترى حملٌ للنظم الكريم على خلاف المعهودِ الذي هو الحملُ على اللفظ ولا على المعنى ثانياً كما في قوله تعالى وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا على قُلُوبِهِمْ الخ ونظائرِه وإما العكس فقد
صفحة رقم 190
الأنعام آية ١٤٠ ١٤١
قالوا إنمه لا نظيرَ له في القرآن وهذا الحكمُ منهم إن وُلد ذلك حيا وهو الظاهر المعتادُ ﴿وَإِن يَكُن مَّيْتَةً﴾ أي إن ولدت ميتة ﴿فَهُمُ﴾ أي الذكورُ والإناث ﴿فِيهِ﴾ أي فيما في بطون الأنعامِ وقيل المرادُ بالميتة ما يعُمّ الذكرَ والأنثى فغلب الأولُ على الثاني ﴿شُرَكَاء﴾ يأكلون منه جميعاً وقرىء خالصةً بالنصب على أنَّه مصدرٌ مُؤكدٌ والخبرُ لذكورنا أو حال من الضمير الذي في الظرف لا من الذي في ذكورنا ولا من الذكور لأنه لا يتقدم على العامل المعنويِّ ولا على صاحبه المجرورِ وقرىء خالصُهُ بالرفع والإضافة إلى الضمير على أنه بدل من ما أو مبتدأٌ ثانٍ ﴿سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ﴾ أي جزاءَ وصفِهم الكذبَ على الله تعالى في أمر التحليل والتحريم من قوله تعالى وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الكذب ﴿إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ﴾ تعليلٌ للوعيد بالجزاء فإن الحكيمَ العليمَ بما صدر عنهم لا يكاد يترك جزاءَهم الذي هو من مقتضَيات الحكمة