آيات من القرآن الكريم

فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ
ﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫ ﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸ ﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰ ﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾ ﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕ

وتمت كلمة ربك، وقرئ: «كلمات ربك»، نعم تم كلام الله فلا يحتاج إلى شيء آخر، وأصبح كافيا وافيا في الإعجاز، والدلالة على الصدق، وقيل: تمت كلمة ربك فيما وعدك به من النصر على الأعداء، وأوعد به المستهزئين والكافرين من الخذلان والهلاك: وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ. إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ. وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ «١».
نعم تمت كلمة ربك صدقا فيما أخبر به، وعدلا فيما حكم به، ومن أصدق من الله قيلا؟ من أعدل من الله حكما؟
ثم كان كل ما أخبر به- جل شأنه- من أمر ونهى، ووعد ووعيد، وقصص وخبر، صادقا عادلا، لا مبدل لكلماته، ولا راد لقضائه، فهو القادر على كل شيء، الحكيم في كل صنع، السميع لكل قول، العليم بكل حال ووضع، سبحانه وتعالى عما يشركون!!
عقائد المشركين وذبائحهم [سورة الأنعام (٦) : الآيات ١١٦ الى ١٢١]
وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (١١٦) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (١١٧) فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآياتِهِ مُؤْمِنِينَ (١١٨) وَما لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ ما حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيراً لَيُضِلُّونَ بِأَهْوائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ (١١٩) وَذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ وَباطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِما كانُوا يَقْتَرِفُونَ (١٢٠)
وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ لِيُجادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (١٢١)

(١) سورة الصافات الآيات ١٧١- ١٧٣.

صفحة رقم 655

المفردات:
يَخْرُصُونَ: يحدسون ويقدّرون، والخرص: الحدس والتخمين، والخارص يقطع بما لا يجوز القطع به إذ لا يقين معه. فَصَّلَ: بيّن وأزال عنكم اللبس في المحرمات. الْإِثْمِ: القبيح، وفي لسان الشرع: ما حرمه الله. لَفِسْقٌ:
معصية وخروج عن دائرة الدين.
المعنى:
لا ينبغي الالتفات إلى ما يقوله الضالون والمشركون، فإنهم يسلكون سبل الضلال والإضلال ويتبعون الظنون الفاسدة، وإن تطع أكثر من في الأرض من الكفار والمشركين، إن تطعهم في أمور الدين، وتخالف ما أنزل الله عليك، يضلوك عن سبيل الله، سبيل الحق والعدل والصراط المستقيم، إذ هم لا يتبعون فيما يصدر عنهم إلا الهوى والظن، ويتجافون عن الحجج العقلية والبراهين الإلهية، إن يتبعون إلا الظن، وإن هم إلا يحدسون كالخارص في ثمر النخل، فاعتقادهم مبنى على الحدس والتخمين، لا على الحجة واليقين، وصدق الله: فكل النظريات المخالفة ليس مع أصحابها حجة ولا يقين وإنما كله ظن وتخمين.

صفحة رقم 656

أليس هذا من أخبار السماء الصادقة؟ فها نحن أولاء بين الأمم كالشعرة البيضاء في الثور الأسود، ولم يكن النبي صلّى الله عليه وسلّم يعلم من أخبار الأمم وأحوالها إلا النزر اليسير.
لا تطعهم أبدا، إن ربك هو أعلم منك ومن غيرك بمن يضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين.
وإذا كان الأمر كذلك، فكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقت الذبح. إن كنتم بآياته مؤمنين.
وقد كان المشركون من العرب يجعلون الذبائح من أمور العبادات، فيتعبدون بالذبح للآلهة والأصنام، ويقولون: كيف تعبدون الله، وما قتله الله لا تأكلونه؟ أى: ما مات حتف أنفه بلا ذبح. وما قتلتموه بأيديكم تأكلونه على أنه حلال.
أىّ مانع لكم من أن تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه عند الذبح، والحال أنه قد فصل لكم، وبين ما أحل وما حرم: قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً [الأنعام ١٤٥].. فقد حرم الله هذه المحرمات، وذكرها في سورة المائدة بالتفصيل، آية ٣..
إلا في حال الاضطرار والضرورة فحينئذ يزول التحريم بقدر الضرورة (فالضرورات تبيح المحظورات) وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم الزائفة، وشهواتهم الفاسدة، من غير علم منهم بصحة ما يقولون، يضلون غيرهم، ويصدونهم عن سبيل الله، إن ربك هو أعلم بالمعتدين.
وذروا الإثم واتركوه، سواء منه ما ظهر للناس واكتسبته الجوارح، أو ما خفى عن الناس وكان من عمل القلب، فالله يعلم الغيب والشهادة، إن الذين يكسبون الإثم، ويجترحون الذنب سيجزون بما كانوا يقترفون. أما من يعمل السوء بجهالة ويتوب إلى الله من قريب فأولئك يتوب الله عليهم، فرحمته وسعت كل شيء.
ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه، بأن ذبح للصنم، أو ذكر عليه غير اسم الله، أو مات حتف أنفه ولم يذكر عليه شيء، وإنه- أى: الأكل من هذا- لفسق ومعصية وخروج عن الدين وحدوده.
وقال مالك: كل ما لم يذكر اسم الله عليه بأن ترك سهوا أو عمدا فهو حرام، أخذا

صفحة رقم 657
التفسير الواضح
عرض الكتاب
المؤلف
محمد محمود حجازي
الناشر
دار الجيل الجديد
سنة النشر
1413
الطبعة
العاشرة
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية