
بعلمه واستخلصهم لنفسه وهم أربعون رجلا على مثل قلب ابراهيم عليه السلام لا يموت الرجل منهم حتى يكون الله قد انشأ من يخلفه واعلم انهم لا يسبون شيأ ولا يلعنون ولا يؤذون من تحتهم ولا يحقرونه ولا يحسدونه من فوقهم أطيب الناس خبرا وألينهم عريكة وأسخاهم نفسا لا تدركهم الخيل المجراة ولا الرياح العواصف فيما بينهم وبين ربهم انما قلوبهم تصعد فى السقوف العلى ارتباحا الى الله تعالى فى استباق الخيرات أولئك حزب الله ألا ان حزب الله هم المفلحون وهذا بعض كلامه وفى قوله تعالى فَأَهْلَكْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ اشارة الى ان الهلاك مطلقا صوريا ومعنويا بدنيا وماليا انما هو بشؤم المعصية وكفران النعمة: ونعم ما قيل
شكر نعمت نعمتت افزون كند | كفر نعمت از كفت بيرون كند |
دريغ آدمي زاده پر محل | كه باشد چوانعام بل هم أضل |

يطيرون فى الهواء لقالوا هذا سحر وهؤلاء شياطين وَقالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ شروع فى قدحهم فى النبوة صريحا بعد ما أشير الى قدحهم فيها ضمنا ولولا تحضيضية بمعنى الأمر والضمير فى عليه للنبى عليه السلام اى هلا انزل عليه ملك بحيث نراه ويكلمنا انه نبى وَلَوْ أَنْزَلْنا مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُ ولو أنزلنا ملكا على هيئة حسبما اقترحوه والحال انه من هول المنظر بحيث لا يطيق مشاهدته قوى الآحاد البشرية لقضى الأمر اى هلاكهم بالكلية ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ اى لا يمهلون بعد نزوله طرفة العين ومعنى ثم بعد ما بين الامرين قضاء الأمر وعدم الانظار وجعل عدم الانظار أشد من قضاء الأمر لان مفاجأة العذاب أشد من نفس العذاب وأشق وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً الهاء للمطلوب وهو ان يكون الشاهد على نبوته عليه السلام ملكا لَجَعَلْناهُ رَجُلًا اى لمثلنا ذلك الملك رجلا لما مر من عدم استطاعة الآحاد لمعاينة الملك على هيكله وكان جبرائيل عليه السلام يأتى النبي عليه السلام فى صورة دحية الكلبي وجاء الملكان الى داود عليه السلام فى صورة رجلين مختصمين اليه وجاءت الملائكة الى ابراهيم فى صورة الضيفان فان القوة البشرية لا تقوى على رؤية الملك وصورته وانما رآهم كذلك الافراد من الأنبياء لقوتهم القدسية وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ جواب محذوف اى ولو جعلناه رجلا لخلطنا عليهم بتمثيله رجلا ما يَلْبِسُونَ على أنفسهم حينئذ بان يقولوا له انما أنت بشر ولست بملك والتعبير عن تمثيله تعالى رجلا باللبس لكونه سببا للبسهم وفيه تأكيد لاستحالة جعله ملكا كأنه قيل لو فعلناه لفعلنا ما لا يليق بشأننا من لبس الأمر عليهم من لبست الأمر على القوم البسه من باب ضرب إذا شبهت وجعلته مشكلا عليهم وأصله الستر بالثوب وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ برسل متعلق باستهزئ ومن ابتدائية متعلقة بمحذوف وقع صفة لرسل وهو تسلية لرسول الله عليه السلام عما يلقاه من قومه اى وبالله لقد استهزىء برسل اولى شأن خطير وذوى عدد كثير كائنين من زمان قبل زمانك على حذف المضاف واقامة المضاف اليه مقامه فَحاقَ عقيبه اى أحاط او نزل او حل او نحو ذلك فان معناه يدور على الشمول واللزوم ولا يكاد يستعمل الا فى الشر والحيق ما يشتمل على الإنسان من مكروه فعله بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ ما موصولة اسمية والعائد الهاء فى به وبه متعلق بيستهزئون والموصول مع صلته فاعل حاق اى فاحاط بهم الذي كانوا يستهزئون به حيث اهلكوا لاجله فاسناد الإحاطة والإهلاك الى الرسل من قبيل الاسناد الى السبب والمعنى أحاط الله بهم واهلكهم بسبب استهزائهم بالرسل وقد أنجز الله ذلك يوم بدر أي انجاز قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ اى سافروا فى الأرض لتعرف احوال الأمم الماضية ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ اى تفكروا فى انهم كيف اهلكوا بعذاب الاستئصال وثم لتفاوت ما بين الواجبين فان وجوب السير ليس الا لكونه وسيلة الى النظر ومثله قوله توضأ ثم صل والعاقبة مصدر وهى منتهى الأمر ومآله اعلم ان الاستهزاء من شيم النفوس المتمردة بأرباب الدين من الأنبياء والأولياء فى كل زمان وحين- يروى- ان النبي عليه السلام كان جالسا فى المسجد الحرام مع جماعة من المستضعفين بلال وصهيب وعمار
صفحة رقم 12
وغيرهم فمر بهم ابو جهل فى ملا من قريش فقال يزعم محمد ان هؤلاء ملوك الجنة فاستهزأ بفقراء المسلمين وقد فعل الله به ما فعل يوم بدر فنال جزاء استهزائه وذلك محل العبرة لاولى الابصار: وفى المثنوى
نى ترا حفظ زبان از راز كس | نى نظر كردن بعبرت پيش و پس |
پيش چهـ بود ياد مرك ونزع خويش | پس چهـ باشد مردن ياران ز پيش |
بدرين ظلمت سرا تا كى ببوى دوست بنشينم | كهى انكشت در دندان كهى سر بر سر زانوا |
تناهى الصبر مذخلت بمأوى الأسد سرحان | وطار العقل إذ غنت بمغنى الورق غربان |
بيا اى طائر فرخ بياور مژده دولت | عسى الأيام ان يرجعن قوما كالذى كانوا |

لا يعجل عليهم بالعقوبة ويقبل منهم التوبة والانابة ومعنى كتب الرحمة على نفسه التزمها وأوجبها تفضلا وإحسانا لانه تعالى منزه عن ان يجب عليه شىء حقيقة وفى التعبير عن الذات بالنفس حجة على من ادعى ان لفظ النفس لا يطلق على الله تعالى لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ جواب قسم محذوف اى والله ليجمعنكم فى القبور مبعوثين او محشورين الى يوم القيامة فيجازيكم على شرككم وسائر معاصيكم وان أمهلكم بموجب رحمته ولم يعاملكم بالعقوبة الدنيوية لا رَيْبَ فِيهِ اى فى اليوم او فى الجميع الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ اى بتضييع رأس مالهم وهو الفطرة الاصلية والعقل السليم وهو مبتدأ وخبره قوله فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ والفاء لتضمن المبتدأ معنى الشرط والاشعار بان عدم ايمانهم بسبب خسرانهم فان ابطال العقل باتباع الحواس والوهم والانهماك فى التقليد واغفال النظر أدى بهم الى الإصرار على الكفر والامتناع من الايمان والخروج عن دائرة الرحمة الخاصة قال القاضي والمراد بالرحمة ما يعم الدارين ومن ذلك الهداية الى معرفته والعلم بتوحيده بنصب الادلة وإنزال الكتب والامهال على الكفر وفى تفسير الكاشفى [مراد رحمت ذاتيه باشد كه رحمت مطلقه كونيد واين رحمتيست كه بر همه چيز فرا رسيده ونتيجه آن عطاء ادنيست بي سابقه سؤال واستدعا ورابطه حاجت واستحقاق چنانچهـ در مثنوى معنوى واردست]
در عدم ما مستحقان كى بديم | كه برين جان وبرين دانش زديم «١» |
ما نبوديم وتقاضامان نبود | لطف تو نا كفته ما مى شنود «٢» |
آتش از قهر خدا خود ذره ايست | بهر تهديد لئيمان دره ايست «٣» |
با چنين قهرى كه زفت وفايقست | برد لطفش بين بر آتش سابقست |
رحمت بيچون چنين دان اى پدر | نايد اندر وهم از وى جز اثر «٤» |
(٢) در أوائل دفتر يكم در بيان اعتراض كردن مر مدان بر خلوت وزير إلخ
(٣) در اواخر دفتر چهارم در بيان باز التماس كردن ذو القرنين از كوه فاف إلخ
(٤) در اواخر دفتر سوم در بيان شناختن هر حيوان ببوى عدو خويش إلخ