
الفحشاء / ولا التفحش، فقلت: يا رسول الله ألست ترى ما يقولون؟ فقال: ألست تراني أرد عليهم ما يقولون، أقول: وعليكم، فنزلت هذه الآية في ذلك ".
ثم قال: ﴿وَيَقُولُونَ في أَنفُسِهِمْ لَوْلاَ يُعَذِّبُنَا الله بِمَا نَقُولُ﴾ أي: يقول هؤلاء الذين يحيونك بما لم يحيك به الله هلا يعاقبنا الله بقولنا. وقال ابن زيد السام: الموت. قال قتادة: ومجاهد: هم اليهود. وعن ابن عباس أنهم المنافقون.
ثم قال: ﴿حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ المصير﴾ أي: كفاهم دخولهم جهنم يوم القيامة عقوبة لهم فبئس المنقلب والمرجع، فلا يستعجلوا العذاب والعقوبة بقولهم: " لولا يعذبنا الله بما نقول ".
قال: ﴿يا أيها الذين آمنوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلاَ تَتَنَاجَوْاْ بالإثم والعدوان وَمَعْصِيَتِ الرسول﴾ أي: لا تفعلوا ذلك كما فعله المنافقون، ولكن تناجوا بالبر والتقوى، أي: بطاعة الله تعالى،

وما يقربكم إليه سبحانه وأداء ما كلفكم من فرائضه (جلت عظمته).
﴿واتقوا الله الذي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ أي: وخافوا الله الذي إليه مصيركم في معادكم أن تخالفوا طاعته ثم قال: ﴿إِنَّمَا النجوى مِنَ الشيطان لِيَحْزُنَ الذين آمَنُواْ﴾.
قال قتادة: كان المنافقون يتناجون بينهم فكان ذلك يغيظ المؤمنين وتكبر عليهم، فانزل الله تعالى هذه الآية.
ثم أعلمهم أن ذلك لا يضرهم فقال: ﴿وَلَيْسَ بِضَآرِّهِمْ شَيْئاً﴾ أي: ليس تناجي المنافقين فيما بينهم بضار للمؤمنين إلا بإذن الله.
﴿وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ المؤمنون﴾ قال ابن زيد: كان الرجل يأتي رسول الله ﷺ فيسأله الحاجة ليرى الناس أنه قد ناجى النبي ﷺ، وكان النبي ﷺ لا يمنع من ذلك أحداً، قال: والأرض يومئذ حرب على أهل هذا البلد، وكان إبليس يأتي القوم فيقول لهم: إنما يتناجون في أمور قد حضرت وجموع قد جمعت لكم، فقال الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا النجوى مِنَ الشيطان﴾ الآية. وقال عطية العوفي هي الأحلام التي يراها الإنسان في