آيات من القرآن الكريم

فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
ﯞﯟﯠﯡ ﯣﯤﯥ ﯧﯨﯩﯪ ﰿ ﯮﯯﯰﯱ ﯳﯴﯵ ﯷﯸﯹﯺ ﯼﯽﯾﯿ ﰁﰂﰃﰄ ﭑﭒﭓ ﭕﭖﭗﭘ ﭚﭛﭜﭝ ﭟﭠﭡﭢ ﭤﭥﭦﭧﭨﭩ ﭫﭬﭭﭮ ﭰﭱﭲﭳﭴﭵ ﭷﭸﭹﭺ ﭼﭽﭾﭿﮀﮁ

إلى غيرهم، وهن أبكار لم يفض بكارتهن قبل أزواجهن إنس ولا جان، وهن كالياقوت صفاء والمرجان بياضا، وقيل: كالمرجان حمرة، فبأى آلاء ربكما تكذبان؟.
هل جزاء الإحسان إلا الإحسان «١» أى: ما جزاء الإحسان في العمل إلا الإحسان في الثواب والجزاء.
من نعمه على المؤمنين يوم القيامة [سورة الرحمن (٥٥) : الآيات ٦١ الى ٧٨]
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٦١) وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ (٦٢) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٦٣) مُدْهامَّتانِ (٦٤) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٦٥)
فِيهِما عَيْنانِ نَضَّاخَتانِ (٦٦) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٦٧) فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (٦٨) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٦٩) فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ (٧٠)
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٧١) حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ (٧٢) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٧٣) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ (٧٤) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٧٥)
مُتَّكِئِينَ عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسانٍ (٧٦) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٧٧) تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ (٧٨)
المفردات:
مُدْهامَّتانِ المراد: شديدة الخضرة من كثرة الري، والدهمة في اللغة:
السواد. ضَّاخَتانِ
فوارتان بالماء، والنضخ بالخاء أكثر من النضح. خَيْراتٌ حِسانٌ

(١) - الاستفهام بمعنى النفي، والجملة استئناف مقرر لمضمون ما قبله.

صفحة رقم 589

: جمع خيرة على معنى ذوات خير. حُورٌ: نساء بيض، والحور: شدة بياض بياض العين مع شدة سواد سوادها. مَقْصُوراتٌ: محبوسات ومستورات.
رَفْرَفٍ: هو ثوب يطرح على ظهر الفراش للنوم عليه، وقيل: هو فضول الفرش والبسط واشتقاقه من: رف يرف إذا ارتفع. وَعَبْقَرِيٍّ: هي ثياب أو بسط منقوشة، وقيل العبقري: هو كل ما يعجب من حذقه وجودته وصنعته وقوته.
وهذا وصف آخر لجنان خصصت لأصحاب اليمين، وما قبل هذا كان وصفا لجنان السابقين المقربين. والذي نفهمه أن هذه الصفات كلها تقريبية، وردت ليقف الخلق على بعض ما في الجنة، وفي الواقع هي كما قال الله: وَلَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ...
[سورة فصلت آية ٣١].
المعنى:
ومن دون هاتين الجنتين التي مضى وصفهما جنتان أخريان، والكل أعد للخائفين الوجلين المسارعين في الخيرات، السابقين، وأصحاب اليمين، فبأى آلاء ربكما تكذبان؟! هاتان الجنتان مدهامتان، وقد وسط القرآن قوله: فبأى آلاء ربكما تكذبان بين الجنة وصفتها للإشارة إلى أن تكذيبهم بوجود الجنة فضلا عن تكذيبهم بصفتها حقيق بالإنكار والتوبيخ.
هاتان الجنتان اشتدت خضرتهما لكثرة مائهما، فبأى آلاء ربكما تكذبان؟! فيهما عينان فوارتان بالماء الكثير، فبأى آلاء ربكما تكذبان؟! فيهما فاكهة يتفكه بها، وخاصة النخل والرمان، ولعل تخصيصهما بالذكر لكثرة وجودهما في الجزيرة العربية، فبأى آلاء ربكما تكذبان؟!.
فيهن نساء خيرات حسان في الخلق والخلق، وإذا وصفهن بالحسن ربك فكيف تقف من مخلوق على بيان كنهه والوقوف على مداه؟ فبأى آلاء ربكما أيها الثقلان تكذبان؟.
هؤلاء النساء حور شديدات البياض، وفي عيونهن حور، وهن مقصورات في الخيام، محبوسات محجبات، لا يتبذلن في شارع أو سوق، ولا يخرجن لبيع أو شراء، والحجاب الذي يقصده الشارع ويصف به الحور العين هو البعد عن التبذل والولوج إلى

صفحة رقم 590

المجتمعات والنوادي، وأنهن مقصورات على أزواجهن لا ينظرن إلى رجال غيرهم، وكلنا بينه وبين نفسه لا يحب إلا المرأة المقصورة عليه، أما التي تتركه وتصادق غيره، وتراقصه وتستضيفه الأيام والليالى، ففي الواقع ليست هذه امرأته وحده، تلك طبيعة الرجال، أما الذين طغت على عقولهم المدنية الكاذبة، حتى فقدوا رجولتهم، وتركوا نساءهم للأصدقاء والخلان تحت اسم الحرية والمدنية فهؤلاء قوم لم يعد للعقل وللمنطق معهم سبيل!! ونساء الجنة حور مقصورات في الخيام أبكار لم يمسسهن قبل أزواجهن إنس ولا جان، فبأى آلاء ربكما تكذبان!.
أصحاب هذه الجنان يتمتعون متكئين على رفرف خضر، وثياب تشبه الرياض عبقرية عجيبة غريبة، بلغت منتهى الحسن والجمال، فبأى آلاء ربك تكذبان!.
تبارك الرحمن الذي أنعم بتلك النعم، وتعالى اسمه، وتقدست ذاته، وتنزهت عن كل نقص، سبحانه وتعالى صاحب الفضل، وواهب الخير، ومصدر النعم، تبارك اسم ربك ذي الجلال والكمال، وصاحب العطاء والإكرام، سبحانه وتعالى عما يصفون، سبحانه جل جلاله هو الرحمن الرحيم.

صفحة رقم 591
التفسير الواضح
عرض الكتاب
المؤلف
محمد محمود حجازي
الناشر
دار الجيل الجديد
سنة النشر
1413
الطبعة
العاشرة
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية