آيات من القرآن الكريم

فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
ﭟﭠﭡﭢ ﭤﭥﭦﭧ ﭩﭪﭫﭬﭭﭮ ﭰﭱﭲﭳ

ت: ولا شَكَّ في اطِّرَاحِهَا، فمنها نقله عن الثوريِّ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ: فاطمة وعليٌّ، اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ: الحَسَنُ والحُسَيْنُ، ثم تمادى في نحو هذا مِمَّا كان الأولى به تركُهُ، ومَرِجَ الشَّيْءُ، أي: اختلط، و «البَرْزَخُ» : الحاجز، قال البخاريُّ لاَّ يَبْغِيانِ: لا يختلطان، انتهى، قال ابن مسعود «١» : وَالْمَرْجانُ: حجر أحمر، وهذا هو الصواب، قال عطاء الخراسانيّ «٢» : وهو البسذ «٣».
[سورة الرحمن (٥٥) : الآيات ٢٢ الى ٢٥]
يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ (٢٢) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٢٣) وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ (٢٤) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٢٥)
وقوله سبحانه: يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ قال جمهور من المتأولين: إنما يخرُج ذلك من «الأُجَاجِ» في المواضع التي تقع فيها الأنهار والمياه العذبة فلذلك قال:
مِنْهُمَا.
ت: وهذا بناء على أَنَّ الضمير في مِنْهُمَا للعذب وللمالح، وأَمَّا على قول/ مَنْ قال: إنَّ البحرين بَحْرُ فَارِسَ والرُّومِ، أو بَحْر القُلْزُمِ وبَحْرُ الشَّامِ- فلا إشكالَ- إذْ كُلُّها مالحةٌ، وقد نقل الأخفش عن قوم أَنَّهُ يخرج اللؤلؤ والمرجان من المالح ومن العذب، وليس لِمَنْ رَدَّهُ حُجَّةٌ قاطعة، ومَنْ أَثْبَتَ أولى مِمَّنْ نفى، قال أبو حيَّان «٤» :
والضمير في مِنْهُمَا يعود على البحرين، يعني: العَذْبَ والمَالِحَ، والظاهرُ خروجُ اللؤلؤِ والمَرْجَانِ منهما، وحكاه الأخفَشُ عن قوم، انتهى، والجَوَارِي: جمع جارية، وهي السُّفُنُ، وقرأ حمزة وأبو بكر «٥» :«المنْشِئَاتُ» - بكسر الشين-، أي: اللواتي أنشأْنَ جَرْيَهُنَّ، أي: ابتدأْنَهُ، وقرأ الباقون- بفتح الشين-، أي: أنشأها اللَّهُ أو الناس، وقال مجاهد:
الْمُنْشَآتُ: ما رُفِعَ قِلْعُهُ من السفن كَالْأَعْلامِ، أي: كالجبال «٦».

(١) أخرجه الطبري (١١/ ٥٨٩) برقم: (٣٢٩٩٥)، وذكره ابن عطية (٥/ ٢٢٨).
(٢) أخرجه الطبري (١١/ ٥٨٩) برقم: (٣٢٩٩٠) عن كعب الأحبار، وذكره البغوي (٤/ ٢٦٩).
(٣) البسّذ: نوع من الجوهر. وهي كلمة غير عربية.
ينظر: «لسان العرب» (٢٧٩).
(٤) ينظر: «البحر المحيط» (٨/ ١٩٠).
(٥) ينظر: «السبعة» (٦٢٠)، و «الحجة» (٦/ ٢٤٧)، و «إعراب القراءات» (٢/ ٣٣٧)، و «معاني القراءات» (٣/ ٤٦)، و «شرح الطيبة» (٦/ ٣٠)، و «العنوان» (١٨٤)، و «حجة القراءات» (٦٩١)، و «شرح شعلة» (٥٩٣)، و «إتحاف» (٢/ ٥١٠).
(٦) أخرجه الطبري (٥/ ٥٩١) برقم: (٣٣٠٠٠)، وذكره ابن عطية (٥/ ٢٢٨)، وابن كثير في «تفسيره» (٤/ ٢٧٢)، والسيوطي في «الدر المنثور» (٦/ ١٩٦)، وعزاه للفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير.

صفحة رقم 350
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
عرض الكتاب
المؤلف
أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي
تحقيق
عادل أحمد عبد الموجود
الناشر
دار إحياء التراث العربي - بيروت
سنة النشر
1418
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية