آيات من القرآن الكريم

وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ ۖ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ
ﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯ ﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚ ﭜﭝﭞﭟﭠﭡ ﭣﭤﭥﭦﭧ

ودخان بواطنهم دخان النفس الامارة والأهواء المختلفة التي تغير سماء قلوبهم بغبار الشهوات وظلمة الغفلات وقال سهل قدس سره الدخان فى الدنيا قسوة القلب والغفلة عن الذكر وفى التأويلات النجمية فى الآية اشارة الى مراقبة سماء القلب عن تصاعد دخان أوصاف البشرية يغشى الناس عن شواهد الحق هذا عذاب أليم لارباب المشاهدة كما قال السرى قدس سره اللهم مهما عذبتنى فلا تعذبنى بذل الحجاب ربنا اكشف عنا عذاب الحجاب انا مؤمنون بانك قادر على رفع الحجاب وارخائه فاذا أخذوا فى الاستغاثة يقال لهم أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين بالهام تقواهم وفجورهم ثم خالفوه وقالوا خاطر شيطانى انا كاشفوا العذاب عن صورتهم فى الدنيا قليلا لان جميع الدنيا عندنا قليل ولكن يوم نبطش البطشة الكبرى نورثهم خزنا طويلا ولا يجدون فى ضلال انتقامنا مقيلا يقول الفقير ظهر من هذه التقريرات انه لا خير فى الدخان فى الظاهر والباطن ألا ترى ان من رآه فى المنام يعبر بالهول العظيم والقتال الشديد وبالظلمات والحجب والكدورات فعلى العاقل ان يجتهد فى الخروج من الظلمات الى النور والدخول فى دائرة الصفاء والحضور فانه ان بقي مع دخان الوجود يظلم عليه وجه المقصود وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ پيش از كفار مكه قَوْمَ فِرْعَوْنَ اى القبط والمعنى امتحناهم اى فعلنا بهم فعل الممتحن بإرسال موسى عليه السلام إليهم ليؤمنوا ويظهر منهم ما كان مستورا فاختاروا الكفر على الايمان فالفعل حقيققة او اوقعناهم فى الفتنة بالامهال وتوسيع الرزق عليهم فهو مجاز عقلى من اسناد الفعل الى سببه لان المراد بالفتنة حينئذ ارتكاب المعاصي وهو تعالى كان سببا لارتكابها بالامهال والتوسيع المذكورين وَجاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ على الله تعالى وهو موسى عليه السلام بمعنى انه استحق على ربه أنواعا كثيرة من الإكرام او كريم على المؤمنين او فى نفسه لان الله تعالى لم يبعث نبيا الا من كان أفضل نسبا وأشرف حسبا على ان الكريم بمعنى الخصلة المحمودة وقال بعضهم لمكالمته مع الله واستماع كلامه من غير واسطة وفى الآية اشارة الى انه تعالى جعل فرعون وقومه فيما فتنهم فدآء امة محمد عليه السلام لتعتبر هذه الامة بهم فلا يصرون على جحودهم كما أصروا ويرجعوا الى طريق الرشد ويقبلو دعوه نبيهم ويؤمنوا بما جاء به لئلا يصيبهم ما أصابهم بعد أن جاءهم رسول كريم أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبادَ اللَّهِ ان مصدرية اى بأن أدوا الى بنى إسرائيل وسلموهم وأرسلوهم معى لأذهب بهم الى موطن آبائهم الشام ولا تستعبدوهم ولا تعذبوهم اى جئتكم من الله لطلب تأدية عباد الله الى (قال فى كشف الاسرار) فرعون قبطى بود وقوم وى قبط بودند وبنى إسرائيل در زمين ايشان غريب بودند از زمين كنعان بايشان افتادند نژاد يعقوب عليه السلام بودند با پدر خويش يعقوب بمصر شدند بر يوسف وآن روز هشتاد ودو كس بودند وايشانرا در مصر توالد وتناسل بود بعد از غرق فرعون چون از مصر بيرون آمدند با موسى بقصد فلسطين هزار هزار وششصد هزار بودند فرعون ايشانرا در زمين خويش زبون كرفته بود وايشانرا معذب همى داشت وكارهاى صعب ودشوار همى فرمود تا رب العزة موسى را به پيغمبرى بايشان فرستاد بدو كار يكى آوردن ايمان

صفحة رقم 409

بوحدانيت حق تعالى وعبادت وى كردند ديكر بنى إسرائيل را موسى دادن وايشانرا از عذاب رها كردن اينست كه رب العالمين فرمود أن أدوا الى عباد الله يقول الفقير فتكون التأدية بعد الايمان كما قالوا فى آية اخرى لنؤمنن لك ولنرسلن معك بنى إسرائيل ونظيره قول نوح عليه السلام لابنه يا بنى اركب معنا ولا تكن مع الكافرين اى آمن واركب فان الراكب انما هو المؤمنون والركوب متقرع على الايمان وقال بعضهم عباد الله منصوب بحرف النداء المحذوف اى بان أدوا الى يا عباد الله حقه من الايمان وقبول الدعوة إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ على وحيه ورسالته صادق فى دعواه بالمعجزات وهو علة للامر بالتأدية وفيه اشارة الى ان بنى إسرائيل كانوا امانة الله فى أيدي فرعون وقومه يلزم تأديتهم الى موسى لكونه أمينا فخانوا تلك الامانة حتى آخذهم الله على ذلك وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ اى وبان لا تتكبروا عليه تعالى بالاستهانة بوحيه وبرسوله واستخفاف عباده واهانتهم إِنِّي آتِيكُمْ اى من جهته تعالى يحتمل ان يكون اسم فاعل وان يكون فعلا مضارعا بِسُلْطانٍ مُبِينٍ تعليل للنهى اى آتيكم بحجة واضحه لا سبيل الى إنكارها يعنى المعجزات وبالفارسية بدرستى كه من بشما آرنده ام حجتى روشن وبرهانى آشكارا بصدق مدعاى خود وفى إيراد الأداء مع الامين والسلطان مع العلاء من الجزالة ما لا يخفى وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ اى التجأت اليه وتوكلت عليه أَنْ تَرْجُمُونِ من ان ترجمونى فهو العاصم من شركم والرجم سنكسار كردن يعنى الرمي بالرجام بالكسر وهى الحجارة او تؤذوني ضربا او شتما بان تقولوا هو ساحر ونحوه او تقتلونى قيل لما قال وان لا تعلوا على الله توعدوه بالقتل وفى التأويلات النجمية وانى عذت بربي من شر نفسى وربكم من شر نفوسكم ان ترجمونى بشىء من الفتن وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ الايمان يتعدى باللام باعتبار معنى الإذعان والقبول والباء باعتبار معنى الاعتراف وحقيقة آمن به أمن المخبر من التكذيب والمخالفة وقال ابن الشيخ اللام للاجل بمعنى لاجل ما أتيت به من الحجة والمعنى وان كابرتم مقتضى العقل ولم تصدقونى فكونوا بمعزل منى لا على ولالى ولا نتعرضوا لى بشر ولا أذى لا باليد ولا باللسان فليس ذلك من جزاء من يدعوكم الى ما فيه فلا حكم فالاعتزال كناية عن الترك ولا يراد به الاعتزال بالأبدان قال القاضي عبد الجبار من متأخرى المعتزلة كل موضع جاء فيه لفظ الاعتزال فى القرآن فالمراد منه الاعتزال عن الباطل وبهذا صار اسم الاعتزال اسم مدح وهو منقوض بقوله تعالى فان لم تؤمنوا لى فاعتزلون فان المراد بالاعتزال هنا العزلة عن الايمان التي هى الكفر لا العزلة عن الكفر والباطل كذا فى بعض كتب الكلام اخبر الله بهذه الآية ان المفارقة من الاضداد واجبة قيل ان بعض اصحاب الجنيد قدس سره وقع له عليه انكار فى مسألة جرت له معه فكتب اليه ليعارضه فيها فلما دخل على الجنيد نظر اليه وقال يا فلان وان لم تؤمنوا لى فاعتزلون نقلست كه امام احمد حنبل رحمه الله شبى نزد بشر حافى قدس سره رفتى ودر حق او أرادت تمام داشت تا بحدى كه شاكردانش كفتند تو امام عالم باشى ودر فقه وأحاديث وجمله علوم واجتهاد نظير ندارى هر دم از پس شوريده با برهنه مى دوى

صفحة رقم 410
روح البيان
عرض الكتاب
المؤلف
إسماعيل حقي بن مصطفى الإستانبولي الحنفي الخلوتي , المولى أبو الفداء
الناشر
دار الفكر - بيروت
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية