آيات من القرآن الكريم

وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ
ﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤ ﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛ ﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪ ﯬﯭﯮﯯﯰ ﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹ ﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆ

الى قريش ولم يخرج وكانوا منتظرين لخبره فلما احتبس عنهم قالوا ما نرى عتبة الا قد صبا يعنى صابى ومائل دين محمد شد فانطلقوا اليه وقالوا يا عتبة ما حبسك عنا الا انك قد صبأت فغضب ثم قال والله لقد كلمته فاجابنى بشىء والله ما هو شعر ولاكهانة ولا سحر ولما بلغ صاعقة عاد وثمود أمسكت بفيه وناشدته بالرحم ان يكف وقد علمتم ان محمدا إذا قال شيئا لم يكذب فخفت ان ينزل بكم العذاب راى من آنست كه اين مرد را فرو كذاريد با دين خويش وتعرض نرسانيد اگر عرب برو دست يابند خود شغل شما كفايت كردند واگر او بر عرب دست يابد ملك او ملك شماست وعز او عز شماست ابو جهل كفت چنان ميدانم كه سحر او بر تو اثر كرده وترا از حال خود بگردانيده عتبه كفت راى من اينست كه شما هر چهـ ميخواهيد بكنيد فكان من أمرهم الإصرار حتى قتلوا فى وقعة بدر وابى الله الا ان يتم نوره ويظهر دينه فما كان الا ما أراد الله دون ما أرادوا فَأَمَّا عادٌ لما كان التفصيل مسببا عن الإجمال السابق ادخل عليه الفاء السببية پس آماده كرده وعاديان فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ در زمين احقاق در بلاد يمن اى تعظموا فيها على أهلها بِغَيْرِ الْحَقِّ اى بغير الاستحقاق للتعظيم وركنوا الى قوة نفوسهم وَقالُوا اغترارا بتلك القوة الموقوفة على عظم الأجسام مَنْ استفهام أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً وكان طول كل واحد منهم ثمانية عشر ذراعا وبلغ من قوتهم أن الرجل كان يقتلع الصخرة من الجبل ويجعلها حيث شاء وكانوا يظنون انهم يقدرون على دفع العذاب بفضل قوتهم فخانتهم قواهم لما استمكن منهم بلواهم وقد رد الله عليهم بقوله أَوَلَمْ يَرَوْا آيا ندانستند مغرور شدكان بقوت خود اى أغفلوا ولم يعلموا علما جليا شبيها بالمشاهدة والعيان أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ وخلق الأشياء كلها خصوصا الاجرام العظيمة كالسموات والجبال ونحوها وانما أورد فى حيز الصلة خلقهم دون خلق السموات والأرض لادعائهم الشده فى القوة هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً اى قدرة لأن قدرة الخالق لا بد وان تكون أشد من قدرة المخلوق إذ قدرة المخلوق مستفادة من قدرة الخالق والقوة عبارة عن شدة البنية وصلابتها المضادة للضعف ولما كانت صيغة التفضيل تستلزم اشتراك المفضل المفضل عليه فى الوصف الذي هو مبدأ اشتقاق افعل ولا اشتراك بينه تعالى وبين الإنسان فى هذه القوة لكونه منزها عنها أريد بها القدرة مجازا لكونها مسببة عن القوة بمعنى صلابة البنية وَكانُوا وبودند وقوم عاد كه از روى تعصب بِآياتِنا المنزلة على الرسل يَجْحَدُونَ الجحود الإنكار مع العلم اى ينكرونها وهم يعرفون حقيقتها كما يجحد المودع الوديعة وينكرها فهو عطف على فاستكبروا وما بينهما اعتراض للرد على كلمتهم الشنعاء والمعنى أنهم جمعوا بين الاستكبار وطلب العلو فى الأرض وهو فسق وخروج عن الطاعة بترك الإحسان الى الخلق وبين الجحود بالآيات وهو كفر وترك لتعظيم الحق فكانوا فسقة كفرة وهذان الوصفان لما كانا أصلي جميع الصفات الذميمة لا جرم سلط الله عليهم العذاب كما قال فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً لتقلعهم من أصولهم اى باردة تهلك وتحرق بشدة بردها كاحراق النار بحرها من الصر وهو البرد الذي

صفحة رقم 243

يصر اى يجمع ويقبض اى ريحا عاصفة تصر صرأى تصوت فى هبوبها من الصرير وبالفارسية باد صرصر بآواز مهيب قيل انها الدبور مقابل القبول اى الصبا التي تهب من مطلع الشمس فيكون الدبور ما تهب من مغربها والصرصر تكرير لبناء الصر قال الراغب الصر الشد والصرة ما يعقد فيه الدراهم والصرصر لفظه من الصر وذلك يرجع الى الشد لما فى البرودة من التعقيد إذ هى من الفعليات لأنها كشيفة من شأنها تفريق المتشاكلات وجمع المختلفات فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ جمع نحسة من نحس نحسا نقيض سعد سعدا كلاهما على وزن علم والنحسان زحل والمريخ وكذا آخر شباط وآخر شوال ايضا من الأربعاء الى الأربعاء وذلك سبع ليال وثمانية ايام يعنى كانت الريح من صبيحة الأربعاء لثمان بقين من شوال الى غروب الأربعاء الآخر وهو آخر الشهر ويقال لها ايام الحسوم وسيأتى تفصيلها فى سورة الحاقة وما عذب قوم الا فى يوم الأربعاء وقال الضحاك امسك
الله عنهم المطر ثلاث سنين ودامت الرياح عليهم من غير مطر وعن جابر بن عبد الله رضى الله عنه إذا أراد الله بقوم خيرا أرسل عليهم المطر وحبس عنهم كثرة الرياح وإذا أراد بقوم شرا حبس عنهم المطر وسلط عليهم كثرة الرياح والمعنى فى ايام منحوسات مشئومات ليس فيها شىء من الخير فنحوستها أن الله تعالى ادام تلك الرياح فيها على وتيرة وحالة واحدة بلا فتور وأهلك القوم بها لا كما يزعم المنجمون من أن بعض الأيام قد يكون فى حد ذاته نحسا وبعضها سعدا استدلالا بهذه الآية لأن اجزاء الزمان متساوية فى حد ذاتها ولا تمايز بينها الا بحسب تمايز ما وقع فيها من الطاعات والمعاصي فيوم الجمعة سعد بالنسبة الى المطيع نحس بالنسبة الى العاصي وان كان سعدا فى حد نفسه قال رجل عند الأصمعي فسد الزمان فقال الأصمعي

ان الجديدين فى طول اختلافهما لا يفسد ان ولكن يفسد الناس
وقيل ندم زماننا والعيب فينا ولو نطق الزمان إذا هجانا
وقال الشيخ صدر الدين القنوى قدس سره الملابس إذا فصلت وخيطت فى وقت رديىء اتصل بها خواص رديئة انتهى يقول الفقير لعله أراد عروض الرداءة لها بسبب من الأسباب كيوم الأربعاء بما وقع فيه من العذاب لا أن الله خلقه رديئا فلا تنافى بين كلامه وبين ما سبق والظاهر أن الله تعالى خلق اجزاء الزمان والمكان على تفاوت وكذا سائر الموجودات كما لا يخفى لِنُذِيقَهُمْ بالريح العقيم عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا اضافة العذاب الى الخزي من قبيل اضافة الموصوف الى الصفة على طريق التوصيف بالمصدر للمبالغة اى العذاب الخزي اى الذليل المهان على ان الذليل المهان فى الحقيقة اهل العذاب لا العذاب نفسه وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ وهر آينه عذاب آن سراى أَخْزى اى أذل وأزيد خزيا من عذاب الدنيا وبالفارسية سختتر است از روى رسوايى. وهو فى الحقيقة ايضا وصف للمعذب وقد وصف به العذاب على الاسناد المجازى لحصول الخزي بسببه وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ بدفع العذاب عنهم بوجه من الوجوه لا فى الدنيا ولا فى الآخرة لأنهم لم ينصروا الله ودينه واما المؤمنون فانهم وان كانوا

صفحة رقم 244

مقام النفس ودخل فى مقام القلب كان آمنا سالما من انواع الألم فى الدنيا والآخرة والا كان معذبا (حكى) أن أبا يزيد البسطامي قدس سره دخل الحمام يوما فاصابه الحر فصاح فسمع نداء من الزوايا الأربع يا أبا يزيد مالم تسلط عليك نار الدنيا لم تذكرنا ولم تستغث بنا وفيه اشارة الى أن المقبول هو التدارك وقت الاختيار والايمان وقت التكلف وإلا خرج الأمر من اليد ولا تفيد الصيحة وقت الوقوع فى العذاب تو پيش از عقوبت در عفو كوب كه سودى ندارد فغان زير چوب والكافر تنزل عليه ملائكة العذاب والمؤمن تصافحه الملائكة قال الله تعالى اسمع يا موسى ما أقول فالحق ما أقول انه من تكبر على مسكين حشرته يوم القيامة على صورة الذر ومن تواضع لعالم رفعته فى الدنيا والآخرة ومن رضى بهتك ستر مسلم هتكت ستره سبعين مرة ومن أهان مسلما فقد بارزني بالمحاربة ومن أمن بي صافحته الملائكة فى الدنيا والآخرة جهرا اللهم وفقنا لما ترضى وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْداءُ اللَّهِ الحشر إخراج الجماعة من مقرهم وازعاجهم عنه الى الحرب وغيرها ولا يقال الا فى الجماعة ويوم منصوب با ذكر المقدر والمعنى واذكر يا محمد لقومك يوم يحشر أعداء الله المذكورون من عاد وثمود لا الأعداء من الأولين والآخرين بمعنى انهم يجمعون الى النار كقوله قل ان الأولين والآخرين لمجموعون الى ميقات يوم معلوم لما سياتى من قوله تعالى فى امم قد خلت من قبلهم من الجن والانس والتعبير بالاعداء للذم والإيذان بعلة ما يحيق بهم من فنون العذاب إِلَى النَّارِ الى موقف الحساب إذ هناك تتحقق الشهادة الآتية لا بعد تمام السؤال والجواب وسوقهم الى النار والتعبير عنه بالنار اما للايذان بانها عاقبة حشرهم وانهم على شرف دخولها واما لأن حسابهم يكون على شفيرها وفى الآية اشارة الى ان من لم يمتثل الى أوامر الله ولم يجتنب عن نواهيه ولم يتابع رسوله فهو عدو الله وان كان مؤمنا بالله مقرا بوحدانيته وان ولى الله من كان يؤمن بالله ورسله ويمتثل أوامر الله فى متابعة الرسول ويحشر الأولياء الى الله وجنته كما يحشر الأعداء الى نار البعد وجحيمه فَهُمْ يُوزَعُونَ يقال وزعته عن كذا كوضع كففته اى يحبس أولهم على آخرهم ليتلاحقوا وهو كناية عن كثرة اهل النار وفيه اشارة الى ان فى الوزع عقوبة لهم حَتَّى إِذا ما جاؤُها غاية ليحشر وليوزعون اى حتى إذا حضروا النار جميعا وبالفارسية تا وقتى كه بيابند بآتش وما مزيدة لتاكيد اتصال الشهادة بالحضور يعنى ان وقت مجيئهم النار لا بد ان يكون وقت الشهادة عليهم شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ إلخ لأنهم كانوا استعملوها فى معاصى الله بغير اختيارهم فشهدت الآذان بما سمعت من شر وأفرد السمع لكونه مصدرا فى الأصل وَأَبْصارُهُمْ بما نظرت الى حرام وَجُلُودُهُمْ ظواهر أنفسهم وبشراتهم بما لا مست محظورا والجلد قشر البدن وقيل المراد بالجلود الجوارح والأعضاء وأول عضوى كه تكلم كند زان كف دست راست بود بِما كانُوا يَعْمَلُونَ فى الدنيا ويقال تخبر كل جارحة بما صدر من أفاعيل صاحبها لا ان كلا منها تخبر بجناياتها المعهودة فقط فالموصول عبارة عن جميع أعمالهم السيئة وفنون كفرهم ومعاصيهم وتلك الشهادة بان ينطقها الله كما انطق اللسان إذ ليس نطقها باغرب من نطق

صفحة رقم 247
روح البيان
عرض الكتاب
المؤلف
إسماعيل حقي بن مصطفى الإستانبولي الحنفي الخلوتي , المولى أبو الفداء
الناشر
دار الفكر - بيروت
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية