آيات من القرآن الكريم

وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ
ﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴ ﭶﭷﭸﭹﭺ ﭼﭽﭾﭿﮀ ﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊ ﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒ ﮔﮕﮖﮗﮘ ﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠ ﮢﮣﮤﮥﮦ ﮨﮩﮪﮫﮬ ﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕ

إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ (٤٨) هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ (٤٩) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ (٥٠) مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ (٥١) وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ (٥٢) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ (٥٣) إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ (٥٤)
شرح الكلمات:
واذكر عبادنا: أي اذكر صبرهم على ما أصابهم فإن لك فيه أسوة.
أولي الأيدي: أي أصحاب القوى في العبادة.
والأبصار: أي البصائر في الدين بمعرفة الأسرار والحكم.
بخالصة: أي هي ذكر الدار الآخرة والعمل لها.
لمن المصطفين الأخيار: أي من المختارين الأخيار جمع خيّر.
هذا ذكر: أي لهم بالثناء الحسن الجميل هنا في الدنيا.
وإن للمتقين: أي هم وغيرهم من سائر المؤمنين والمؤمنات.
لحسن مآب: أي مرجع أي عندما يرجعون إلى ربهم بالوفاة.
متكئين فيها: أي على الأرائك.
يدعون فيها بكل فاكهة: أي يطالبون فيها بفاكهة وذكر الفاكهة دون الطعام والشراب إيذاناً بأن طعامهم وشرابهم لمجرد التلذذ لا للتغذية كما في الدنيا.
قاصرات الطرف: أي حابسات العيون على الأزواج فلا ينظرون إلى غيرهم.
أتراب: أي أسنانهن متساوية وهي ثلاث وثلاثون سنة.
ماله من نفاد: أي ليس له انقطاع أبداً.
معنى الآيات:
ما زال السياق في ذكر الأنبياء وما أكرموا به على صبرهم ليكون ذلك مثبتا للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على دعوته والصبر عليها والتحمل في سبيل الوصول بها إلى غاياتها فقال تعالى له ﴿وَاذْكُرْ﴾ أي يا نبينا

صفحة رقم 454

﴿عِبَادَنَا﴾ لتتأسى بهم وهم ﴿إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ (١) ﴾ ولد و ﴿وَيَعْقُوبَ﴾ حفيده ﴿أُولِي﴾ أي أصحاب ﴿الْأَيْدِي (٢) ﴾ أي القوى في العبادة والطاعة ﴿وَالْأَبْصَارِ﴾ أي أبصار القلوب وذلك بالفقه في الدين ومعرفة أسرار التشريع، وقوله تعالى ﴿إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ﴾ أي خصصناهم ﴿بِخَالِصَةٍ (٣) ﴾ أي بخاصة امتازوا بها هي ذكر الدار أي الدار الآخرة بالعمل لها والدعوة إليها بالإيمان والتقوى، وقوله ﴿وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ﴾ أي المختارين ﴿الْأَخْيَارِ﴾ جمع خيّر (٤) وهو المطبوع على الخير وقوله ﴿وَاذْكُرْ﴾ أي نبينا للائتساء ﴿وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ﴾ وقوله ﴿وَكُلٌّ﴾ أي من داود ومن ذكر بعده من الأنبياء كانوا من الأخيار، وقوله ﴿هَذَا ذِكْرٌ﴾ أي لهم بالثناء الحسن لهم في الدنيا، ﴿وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ﴾ (٥) هم وغيرهم من المؤمنين والمؤمنات ﴿لَحُسْنَ مَآبٍ﴾ أي مرجع وهو الجنة حيث يرجعون إلى الله تعالى بعد الموت، وفسر ذلك المرجع بقوله تعالى ﴿جَنَّاتِ عَدْنٍ﴾ أي إقامة ﴿مُفَتَّحَةً (٦) لَهُمُ الْأَبْوَابُ﴾ ﴿مُتَّكِئِينَ فِيهَا﴾ أي على الأرائك الأسرة بالحجلة، ﴿يَدْعُونَ فِيهَا﴾ أي يطالبون فيها ﴿بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ﴾ ولم يذكر الطعام إشارة إلى أن مآكلهم ومشاربهم لمجرد التلذذ لا للتغذي بها كما في الدنيا، وقوله ﴿وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ﴾ يخبر تعالى أن لأولئك المتقين في الجنة قاصرات الطرف أي نساء قاصرات الطرف حابسات له على أزواجهن لا ينظرن إلى غيرهم من الأزواج وقوله ﴿أَتْرَابٌ﴾ أي في سن واحدة وهي ثلاث وثلاثون سنة. وقوله ﴿هَذَا مَا تُوعَدُونَ﴾ أي يقال لهم هذا ما توعدون ﴿لِيَوْمِ الْحِسَابِ﴾ أي هذا المذكور من النعيم هو ما يعدكم به ربكم يوم القيامة. وقوله ﴿إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ﴾ أي ليس له انقطاع ولا فناء.
هداية الآيات
من هداية الآيات:
١- فضيلة القوة في العبادة والبصيرة في الدين وفي الحديث (٧) "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير".
٢- فضل ذكر الدار الآخرة وتذكرها دائماً لأنها تساعد (٨) على الطاعة.

١ - أما إبراهيم فقد ذكر الله تعالى ما ابتلاه به من إلقائه في النار وكذا يعقوب من فقده ليوسف عليهم السلام وأما إسحاق فلم يذكر له في القرآن ابتلاء ولعله ذكر بين مبتلين وهما أصله وفرعه فكان ذلك ابتلاء له أيضا.
٢ - جمع يد والمراد بها القوة لا الجارحة نحو والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون.
٣ - قرأ نافع بخالصة ذكر الدار بإضافة خالصة إلى الدار وقرأ حفص بتنوين خالصة فتكون ذكر الدار عطف بيان على خالصة.
٤ - جائز أن يكون الأخيار جمع خير بإسكان الياء وجمع خير بتشديدها مكسورة نحو أموات جمع ميت وميت.
٥ - اللام للاختصاص ليس للملك ولا للتعليل بل للاختصاص إذ هي مختصة بالمتقين دون غيرهم.
٦ - مفتحة منصوبة على الحال والأبواب مرفوع بمفتحة لأنه نائب فاعل.
٧ - أخرجه مسلم في صحيحه.
٨ - شاهده حديث " كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكركم الآخرة " حديث صحيح".

صفحة رقم 455
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
عرض الكتاب
المؤلف
جابر بن موسى بن عبد القادر بن جابر أبو بكر الجزائري
الناشر
مكتبة العلوم والحكم بالمدينة المنورة
سنة النشر
1424
الطبعة
الخامسة
عدد الأجزاء
5
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية