آيات من القرآن الكريم

وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ
ﯺﯻﯼﯽﯾ

أخرج عبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن قَتَادَة فِي قَوْله ﴿وَلَقَد نادانا نوح فلنعم المجيبون﴾ قَالَ: أَجَابَهُ الله تَعَالَى
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَت: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا صلى فِي بَيْتِي فَمر بِهَذِهِ الْآيَة ﴿وَلَقَد نادانا نوح فلنعم المجيبون﴾ قَالَ: صدقت رَبنَا أَنْت أقرب من دعِي وَأقرب من يُعْطي فَنعم الْمُدَّعِي وَنعم الْمُعْطِي وَنعم المسؤول وَنعم الْمولى وَأَنت رَبنَا وَنعم النصير
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن السّديّ رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿ونجيناه وَأَهله من الكرب الْعَظِيم﴾ قَالَ: من غرق الطوفان
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَعبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن

صفحة رقم 98

قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وَجَعَلنَا ذُريَّته هم البَاقِينَ﴾ قَالَ: فَالنَّاس كلهم من ذُرِّيَّة نوح عَلَيْهِ السَّلَام ﴿وَتَركنَا عَلَيْهِ فِي الآخرين﴾ قَالَ: أبقى الله عَلَيْهِ الثَّنَاء الْحسن فِي الْآخِرَة
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿وَجَعَلنَا ذُريَّته هم البَاقِينَ﴾ يَقُول: لم يبْق إِلَّا ذُرِّيَّة نوح عَلَيْهِ السَّلَام ﴿وَتَركنَا عَلَيْهِ فِي الآخرين﴾ يَقُول: يذكر بِخَير
وَأخرج التِّرْمِذِيّ وَحسنه وَابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَابْن مرْدَوَيْه عَن سَمُرَة بن جُنْدُب رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قَوْله ﴿وَجَعَلنَا ذُريَّته هم البَاقِينَ﴾ قَالَ: سَام وَحَام وَيَافث
وَأخرج ابْن سعد وَأحمد وَالتِّرْمِذِيّ وَحسنه وَأَبُو يعلى وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَالطَّبَرَانِيّ وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن سَمُرَة رَضِي الله عَنهُ
أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: سَام أَبُو الْعَرَب وَحَام أَبُو الْحَبَش وَيَافث أَبُو الرّوم
وَأخرج الْبَزَّار وَابْن أبي حَاتِم والخطيب فِي تالي التَّلْخِيص عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ولد نوح ثَلَاثَة
سَام وَحَام وَيَافث
فولد سَام الْعَرَب وَفَارِس وَالروم وَالْخَيْر فيهم
وَولد يافث يَأْجُوج وَمَأْجُوج وَالتّرْك والصقالبة وَلَا خير مِنْهُم
وَأما ولد حام القبط والبربر والسودان
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قَوْله ﴿وَجَعَلنَا ذُريَّته هم البَاقِينَ﴾ قَالَ: ولد نوح ثَلَاثَة
فسام أَبُو الْعَرَب وَحَام أَبُو الْحَبَش وَيَافث أَبُو الرّوم
وَأخرج الْحَاكِم عَن ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ
أَن نوحًا عَلَيْهِ السَّلَام اغْتسل فَرَأى ابْنه ينظر إِلَيْهِ فَقَالَ: تنظر إِلَيّ وَأَنا أَغْتَسِل حَار الله لونك
فاسود فَهُوَ أَبُو السودَان
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وَتَركنَا عَلَيْهِ فِي الآخرين﴾ قَالَ: لِسَان صدق للأنبياء عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام كلهم
وَأخرج عبد بن حميد عَن عِكْرِمَة رَضِي الله عَنهُ ﴿وَتَركنَا عَلَيْهِ فِي الآخرين﴾ قَالَ: هُوَ السَّلَام كَمَا قَالَ ﴿سَلام على نوح فِي الْعَالمين﴾

صفحة رقم 99

وَأخرج عبد الله بن أَحْمد فِي زَوَائِد الزّهْد عَن الْحسن رَضِي الله عَنهُ ﴿وَتَركنَا عَلَيْهِ فِي الآخرين﴾ قَالَ: الثَّنَاء الْحسن
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿وَإِن من شيعته﴾ قَالَ: من أهل ذُريَّته
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وَإِن من شيعته لإِبراهيم﴾ قَالَ: من شيعَة نوح إِبْرَاهِيم
على منهاجه وسننه ﴿إِذْ جَاءَ ربه بقلب سليم﴾ قَالَ: لَيْسَ فِيهِ شكّ
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وَإِن من شيعته لإِبراهيم﴾ قَالَ: على دينه ﴿إِذْ جَاءَ ربه بقلب سليم﴾ من الشّرك (أئفكا آلِهَة دون الله تُرِيدُونَ فَمَا ظنكم بِرَبّ الْعَالمين) إِذا لقيتموه وَقد عَبدْتُمْ غَيره
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَعبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن سعيد بن الْمسيب فِي قَوْله ﴿فَنظر نظرة فِي النُّجُوم﴾ قَالَ: رأى نجماً طالعاً فَقَالَ ﴿إِنِّي سقيم﴾ قَالَ [] كايديني فِي النُّجُوم قَالَ: كلمة من كَلَام الْعَرَب يَقُول الله عز دينه
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿فَنظر نظرة فِي النُّجُوم﴾ قَالَ: كلمة من كَلَام الْعَرَب يَقُول إِذا تفكر
نظر فِي النُّجُوم
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن الضَّحَّاك رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿فَنظر نظرة فِي النُّجُوم﴾ قَالَ: فِي السَّمَاء ﴿فَقَالَ إِنِّي سقيم﴾ قَالَ: مطعون
وَأخرج عبد بن حميد عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿إِنِّي سقيم﴾ قَالَ: مَرِيض
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن سُفْيَان رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿إِنِّي سقيم﴾ قَالَ: مطعون
وَأخرج عبد بن حميد عَن سعيد بن جُبَير رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿إِنِّي سقيم﴾ قَالَ: مطعون
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن سُفْيَان رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿إِنِّي سقيم﴾ قَالَ: طعين وَكَانُوا يفرون من المطعون
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن زيد بن أسلم رَضِي الله عَنهُ قَالَ: أرسل إِلَيْهِ ملكهم

صفحة رقم 100

فَقَالَ: إِن غَدا عيدنا فَاخْرُج قَالَ: فَنظر إِلَى نجم فَقَالَ: إِن ذَا النَّجْم لم يطلع قطّ إِلَّا طلع بسقم لي ﴿فتولوا عَنهُ مُدبرين﴾
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن قَتَادَة فِي قَوْله ﴿فتولوا عَنهُ مُدبرين﴾ قَالَ: فنكصوا عَنهُ منطلقين ﴿فرَاغ﴾ قَالَ: فَمَال ﴿إِلَى آلِهَتهم فَقَالَ أَلا تَأْكُلُونَ﴾ يستنطقهم [] منطلقين ﴿مَا لكم لَا تنطقون فرَاغ عَلَيْهِم ضربا بِالْيَمِينِ﴾ أَي فاقبل عَلَيْهِنَّ فكسرهن ﴿فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يزفون﴾ قَالَ: يسعون ﴿قَالَ أتعبدون مَا تنحتون﴾ من الْأَصْنَام ﴿وَالله خَلقكُم وَمَا تَعْمَلُونَ﴾ قَالَ: خَلقكُم وَخلق مَا تَعْمَلُونَ بِأَيْدِيكُمْ ﴿فأرادوا بِهِ كيداً فجعلناهم الأسفلين﴾ قَالَ: فَمَا ناظرهم الله بعد ذَلِك حَتَّى أهلكهم ﴿وَقَالَ إِنِّي ذَاهِب إِلَى رَبِّي﴾ قَالَ: ذَاهِب بِعَمَلِهِ وَقَلبه وَنِيَّته
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن الْحسن قَالَ: خرج قوم إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى عيد لَهُم وَأَرَادُوا إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام على الْخُرُوج فأضطجع على ظَهره و ﴿فَقَالَ إِنِّي سقيم﴾ لَا أَسْتَطِيع الْخُرُوج وَجعل ينظر إِلَى السَّمَاء فَلَمَّا خَرجُوا أقبل على آلِهَتهم فَكَسرهَا
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يزفون﴾ قَالَ: يجرونَ
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ ﴿فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يزفون﴾ قَالَ: يَنْسلونَ
والزفيف النسلان
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَعبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر عَن الضَّحَّاك رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿يزفون﴾ قَالَ: يسعون
وَأخرج البُخَارِيّ فِي خلق أَفعَال الْعباد وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْأَسْمَاء وَالصِّفَات عَن حُذَيْفَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن الله صانع كل صانع وصنعته
وتلا عِنْد ذَلِك ﴿وَالله خَلقكُم وَمَا تَعْمَلُونَ﴾
وَأخرج ابْن جرير عَن السّديّ قَالَ ﴿قَالُوا ابْنُوا لَهُ بنياناً فألقوه فِي الْجَحِيم﴾ قَالَ: فحبسوه فِي بَيت وجمعوا لَهُ حطباً حَتَّى إِن كَانَت الْمَرْأَة لتمرض فَتَقول: لَئِن عافاني الله لأجمعن حطباً لإِبراهيم فَلَمَّا جمعُوا لَهُ وَأَكْثرُوا من الْحَطب حَتَّى إِن كَانَت

صفحة رقم 101

الطير لتمر بهَا فتحترق من شدَّة وهجها فعمدوا إِلَيْهِ فَرَفَعُوهُ على رَأس الْبُنيان فَرفع إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام رَأسه إِلَى السَّمَاء فَقَالَت السَّمَاء وَالْأَرْض وَالْجِبَال وَالْمَلَائِكَة إِبْرَاهِيم يحرق فِيك فَقَالَ: أَنا أعلم بِهِ وَإِن دعَاكُمْ فاغيثوه
وَقَالَ إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام حِين رفع رَأسه إِلَى السَّمَاء: اللَّهُمَّ أَنْت الْوَاحِد فِي السَّمَاء وَأَنا الْوَاحِد فِي الأَرْض لَيْسَ فِي الأَرْض ولد يعبدك غَيْرِي حسبي الله وَنعم الْوَكِيل فناداها (يَا نَار كوني بردا وَسلَامًا على إِبْرَاهِيم) (الْأَنْبِيَاء ٦٩)
وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿وَقَالَ إِنِّي ذَاهِب إِلَى رَبِّي سيهدين﴾ قَالَ: حِين هَاجر
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن السّديّ فِي قَوْله ﴿رب هَب لي من الصَّالِحين﴾ قَالَ: ولدا صَالحا
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن أبي حَاتِم عَن الْحسن فِي قَوْله ﴿فبشرناه بِغُلَام حَلِيم﴾ قَالَ: بِوِلَادَة إِسْحَق عَلَيْهِ السَّلَام
وَأخرج عبد بن حميد عَن مُجَاهِد
مثله
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ ﴿فبشرناه بِغُلَام حَلِيم﴾ قَالَ: بشر بِإسْحَاق قَالَ: وَلم يثن الله بالحلم على أحد إِلَّا على إِبْرَاهِيم وَإِسْحَاق عَلَيْهِمَا السَّلَام
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن الشّعبِيّ رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿فبشرناه بِغُلَام حَلِيم﴾ قَالَ: هُوَ إِسْمَاعِيل عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ: وبشره الله بنبوة إِسْحَاق بعد ذَلِك
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن الْمُنْذر من طَرِيق الزُّهْرِيّ عَن الْقَاسِم رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿فبشرناه بِغُلَام حَلِيم﴾ قَالَ: قَالَ ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا هُوَ إِسْحَاق عَلَيْهِ السَّلَام وَكَانَ ذَلِك بمنى
وَقَالَ كَعْب رَضِي الله عَنهُ: هُوَ إِسْحَاق عَلَيْهِ السَّلَام وَكَانَ ذَلِك بِبَيْت الْمُقَدّس
وَأخرج سعيد بن مَنْصُور وَابْن الْمُنْذر عَن مُحَمَّد بن كَعْب رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿فبشرناه بِغُلَام حَلِيم﴾ قَالَ: إِسْمَاعِيل عَلَيْهِ السَّلَام
وَأخرج ابْن جرير عَن عِكْرِمَة رَضِي الله عَنهُ ﴿فبشرناه بِغُلَام حَلِيم﴾ قَالَ: هُوَ إِسْحَاق عَلَيْهِ السَّلَام

صفحة رقم 102

وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن الْمُنْذر عَن عبيد بن عُمَيْر رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿فبشرناه بِغُلَام حَلِيم﴾ قَالَ: هُوَ إِسْحَاق عَلَيْهِ السَّلَام
من آيَة ١٠٢ - ١١١

صفحة رقم 103
الدر المنثور في التأويل بالمأثور
عرض الكتاب
المؤلف
جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد ابن سابق الدين الخضيري السيوطي
الناشر
دار الفكر - بيروت
سنة النشر
1432 - 2011
عدد الأجزاء
8
التصنيف
كتب التفسير
اللغة
العربية