آيات من القرآن الكريم

أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ
ﭶﭷﭸ

فانطلق الكافر وتركه. قال: فَلَمَّا رَآهُ الْمُؤْمِنُ لَيْسَ يَلْوِي عَلَيْهِ رَجَعَ وَتَرَكَهُ، يَعِيشُ الْمُؤْمِنُ فِي شِدَّةٍ مِنَ الزَّمَانِ، وَيَعِيشُ الْكَافِرُ فِي رَخَاءٍ مِنَ الزَّمَانِ، قَالَ: فَإِذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَةِ وَأَدْخَلَ اللَّهُ الْمُؤْمِنَ الْجَنَّةَ يَمُرُّ فَإِذَا هُوَ بِأَرْضٍ وَنَخْلٍ وَثِمَارٍ وأنهار، فيقول: لمن هذا؟ فيقال: هذا لك: فيقول: يا سبحان الله. أو بلغ مِنْ فَضْلِ عَمَلِي أَنْ أُثَابَ بِمِثْلِ هَذَا؟! قَالَ: ثُمَّ يَمُرُّ فَإِذَا هُوَ بِرَقِيقٍ لَا تُحْصَى عِدَّتُهُمْ، فَيَقُولُ: لِمَنْ هَذَا؟ فَيُقَالُ: هَؤُلاءِ لك. فيقول: يا سبحان الله، أو بلغ مِنْ فَضْلِ عَمَلِي أَنْ أُثَابَ بِمِثْلِ هَذَا؟! قَالَ: ثُمَّ يَمُرُّ فَإِذَا هُوَ بِقُبَّةٍ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ مُجَوَّفَةٍ، فِيهَا حَوْرَاءُ عَيْنَاءُ، فَيَقُولُ: لِمَنْ هَذِهِ؟ فَيُقَالُ:
هَذِهِ لَكَ. فَيَقُولُ: يَا سبحان الله! أو بلغ مِنْ فَضْلِ عَمَلِي أَنْ أُثَابَ بِمِثْلِ هَذَا؟! قَالَ: ثُمَّ يَذْكُرُ الْمُؤْمِنُ شَرِيكَهُ الْكَافِرَ فَيَقُولُ: إني كان لي قرين. يقول: أإنك لمن المصدقين أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لَمَدِينُونَ قَالَ فَالْجَنَّةُ عَالِيَةٌ، وَالنَّارُ هَاوِيَةٌ قَالَ: فَيُرِيهِ اللَّهُ شَرِيكَهُ فِي وَسَطِ الْجَحِيمِ، مِنْ بَيْنَ أَهْلِ النَّارِ، فَإِذَا رَآهُ الْمُؤْمِنُ عَرَفَهُ، فَيَقُولُ: تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ إِلا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ بِمِثْلِ مَا مَنَّ عَلَيْهِ. قَالَ: فَيَتَذَكَّرُ الْمُؤْمِنُ مَا مَرَّ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا مِنَ الشِّدَّةِ فَلا يَذْكُرُ مِمَّا مَرَّ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا مِنَ الشِّدَّةِ أَشَدَّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ «١».
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ
١٨١٩٢ - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِأَهْلِ الْجَنَّةِ: كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: قَوْلُهُ: هَنِيئًا أَيْ: لَا يَمُوتُونَ فِيهَا. فَعِنْدَهَا قَالُوا أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ إِلا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ «٢».
قَوْلُهُ تَعَالَى: هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ
١٨١٩٣ - عَنِ ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: هَلْ أَنْتُمُ مُطَّلِعُونَ يَقُولُ:
مُطَّلِعُونَ إِلَيْهِ حَتَّى أُنْظُرَ إِلَيْهِ فِي النار «٣».

(١) ابن كثير ٧/ ١٤- ١٦.
(٢) ابن كثير ٧/ ١٧.
(٣) الدر ٧/ ٩٤.

صفحة رقم 3215

قَوْلُهُ تَعَالَى: سَوَاءِ الْجَحِيمِ
١٨١٩٤ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ: سَوَاءِ الْجَحِيمِ قَالَ: وَسَطِ الْجَحِيمِ «١».
١٨١٩٥ - عَنْ قَتَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُ قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ كَعْبَ الْأَحْبَارِ رضي، عَنْهُ قَالَ: فِي الْجَنَّةِ كُوًى. فَإِذَا أَرَادَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهَا أَنْ يَنْظُرَ إِلَى عَدُوِّهِ فِي النَّارِ اطَّلَعَ فَازْدَادَ شُكْرًا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ
١٨١٩٦ - عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: هَلْ أَنتُمُ مُطَّلِعُونَ قَالَ: سَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يُطْلِعَهُ فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ يَقُولُ: فِي وَسَطِهَا فَرَأَى جَمَاجِمَهُمْ تَغْلِي فَقَالَ: فُلانٌ... ! فَلَوْلا أَنَّ اللَّهَ عَرَّفَهُ إِيَّاهُ لَمَا عَرَفَهُ. لَقَدْ تَغَيَّرَ خَبَرُهُ وَسَبْرُهُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ: تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ يَقُولُ: لَتُهْلِكُنِي لَوْ أَطَعْتُكَ وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ قَالَ: فِي النَّارِ أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ إِلَى قَوْلِهِ: الْفَوْزُ الْعَظِيمُ قَالَ: هَذَا قَوْلُ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَقُولُ اللَّهُ: لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ «٢».
١٨١٩٧ - عَنِ الْحَسَنِ فِي الْآيَةِ قَالَ: عَلِمُوا أَنَّ كُلَّ نَعِيمٍ بَعْدَ الْمَوْتُ يَقْطَعُهُ فَقَالُوا أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ إِلا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ قِيلَ: لَا. قَالُوا: إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ «٣».
١٨١٩٨ - عَنْ قَتَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُ قَالَ: لَمَّا ذَكَرَ اللَّهُ شَجَرَةَ الزُّقُومِ افْتَتَنَ بِهَا الظَّلَمَةُ فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: يَزْعُمُ صَاحِبُكُمْ فِي هَذَا أَنَّ فِي النَّارِ شَجَرَةً، وَالنَّارُ تَأْكَلُ الشَّجَرَ، وَإِنَّا وَاللَّهِ مَا نَعْلَمُ الزَّقُّومَ إِلا التَّمْرَ، وَالزَّبَدَ، فَتُرقَمُوا فَأَنْزَلَ اللَّهُ حِينَ عَجِبُوا أَنْ يَكُونَ فِي النَّارِ شَجَرٌ إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أصل الجحيم، أي غذيت بالنار، ومنها خلقت، طلعها كأنه رؤس الشَّيَاطِينِ قَالَ: يُشَبِّهُهَا بِذَلِكَ «٤».
قَوْلُهُ تَعَالَى: طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رؤس الشَّيَاطِينِ
١٨١٩٩ - عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ في قوله: طلعها كأنه رؤس الشَّيَاطِينِ قَالَ: شُعُورُ الشَّيَاطِينِ، قَائِمَةٌ إِلَى السَّمَاءِ «٥».

(١) الدر ٧/ ٩٤.
(٢) الدر ٧/ ٩٥. [.....]
(٣) الدر ٧/ ٩٥.
(٤) الدر ٧/ ٩٥.
(٥) الدر ٧/ ٩٥.

صفحة رقم 3216
تفسير ابن أبي حاتم
عرض الكتاب
المؤلف
أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر التميمي، الحنظلي الرازي
تحقيق
أسعد محمد الطيب
الناشر
مكتبة نزار مصطفى الباز - المملكة العربية السعودية
سنة النشر
1419
الطبعة
الثالثة
عدد الأجزاء
1
التصنيف
كتب التفسير
اللغة
العربية