
الى تحقيق الحق ببيان ان ذوقهم العذاب ليس الا من جهتهم لا من جهة غيرهم أصلا ولكون الاستثناء منقطعا والا بمعنى لكن قال فى كشف الاسرار تم الكلام هاهنا اى عند قوله تعالى (إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) والمعنى انكم لذائقوا العذاب الأليم لكن عباد الله المخلصين لا يذوقونه. والمخلصون بالفتح من أخلصه الله لدينه وطاعته واختاره لجناب حضرته كقوله تعالى (وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى) اى اصطفاهم الله تعالى فلهم سلامة من الأزل الى الابد. والمخلص بالكسر من أخلص عبادته لله تعالى ولم يشرك بعبادته أحدا كقوله تعالى (وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ) وحقيقة الفرق بينهما على ما قال بعض العارفين ان الصادق والمخلص بالكسر من باب واحد وهو من تخلص من شوائب الصفات النفسانية مطلقا والصديق والمخلص بالفتح من باب واحد وهو من تخلص من شوائب الغيرية ايضا والثاني أوسع فلكا واكثر احاطة فكل صديق ومخلص بالفتح صادق ومخلص بالكسر من غير عكس فرحم الله حفصا حيث قرأ بالفتح حيثما وقع فى القرآن أُولئِكَ إلخ استئناف فكأن سائلا سأل ما لهؤلاء المخلصين من الاجر والثواب فقيل أولئك الممتازون عما عداهم بالاضافة والإخلاص لَهُمْ بمقابلة إخلاصهم فى العبودية رِزْقٌ لا يدانيه رزق ولا يحيط به وصف على ما يفيده التنكير والرزق اسم لما يسوقه الله الى الحيوان فيأكله مَعْلُومٌ الخصائص من حسن المنظر ولذة الطعم وطيب الرائحة ونحوها من نعوت الكمال والظاهر ان معناه معلوم وجودا وقدرا وحسنا ولذة وطيبا ووقتا بكرة وعشيا او دواما كل وقت اشتهوه فان فيه فراغ الخاطر وانما يضطرب اهل الدنيا فى حق الرزق لكون أرزاقهم غير معلومة لهم كما فى الجنة
تشنكانرا نمايد اندر خواب | همه عالم بچشم چشمه آب |
هر كرا چشمه شد جدا لب او | كى بماند بآنكه در لب جو |