آيات من القرآن الكريم

مَلْعُونِينَ ۖ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا
ﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱ

وفي "بحر العلوم" ريثما يرتحلون بأنفسهم وعيالهم.
ومعنى الآية: والله لئن لم يكف أهل النفاق الذين يستسرون الكفر، ويظهرون الإيمان، وأهل الريب الذين غلبتم شهواتهم، وركنوا إلى الخلاعة والفجور، وأهل الإرجاف في المدينة الذين ينشرون الأخبار الملفقة الكاذبة التي فيها إظهار عورات المسلمين، وإبراز ما استكن من خفاياهم، كضعف جنودهم، وقلة سلاحهم، وكراعهم، ونحو ذلك مما في إظهاره مصلحة للعدو، وحضد لشوكة المسلمين.. لنسلطنك عليهم، وندعونك إلى قتالهم وإجلائهم عن البلاد، فلا يسكنون معك فيها إلا قليلًا، وتخلو المدينة منهم بالموت أو بالإخراج.
والخلاصة: أن الله سبحانه قد توعد أصنافًا ثلاثة من الناس بالقتال والقتل، أو النفي من البلاد، وهم:
١ - المنافقون الذين يؤذون الله سرًا.
٢ - مَنْ في قلوبهم مرض، فيؤذون المؤمنين باتباع نسائهم.
٣ - المرجفون الذين يؤذون النبي - ﷺ - بنحو قولهم: غلب محمد، وسيخرج محمد من المدينة، وصميؤخذ أسيرًا إلى نحو ذلك مما يراد به إظهار ضعف المؤمنين، وسخط الناس منهم.
وعبارة النسفي هنا: والمعنى: لئن لم ينته المنافقون عن عداوتهم وكيدهم، والفسقة عن فجورهم، والمرجفون عما يؤلِّفون من أخبار السوء.. لنأمرنك بأن تفعل الأفعال التي تسؤهم، ثم بأن نضطرهم إلى طلب الجلاء من المدينة، وإلى أن لا يساكنوك فيها إلا زمانًا قليلًا ريثما يرتحلون، فسُمِّي إغراء، وهو التحريش على سبيل المجاز.
٦١ - ثم بيَّن مآل أمرهم من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، فقال: ﴿مَلْعُونِينَ﴾ حال من مقدر حذف هو وعامله، تقديره: يخرجون منها حال كونهم مطرودين عن الرحمة والمدينة، أو حال من فاعل ﴿لَا يُجَاوِرُونَكَ﴾ على أن حرف الاستثناء داخل على الظرف والحال معًا؛ أي: لا يجاورنك إلا حال كونهم ملعونين، ولا (١) يجوز أن

(١) البيضاوي.

صفحة رقم 140
حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن
عرض الكتاب
المؤلف
محمد الأمين بن عبد الله بن يوسف بن حسن الأرمي العلوي الهرري الشافعي
راجعه
هاشم محمد علي مهدي
الناشر
دار طوق النجاة، بيروت - لبنان
سنة النشر
1421
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية