آيات من القرآن الكريم

لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا
ﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿ

كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا}، وهذا يدل على أن الكلام متصل.
قال الكلبي: ﴿إِلَّا قَلِيلًا﴾ رميًا بالحجارة (١). ولو كان ذلك القليل لله كان كثيرًا.
وقال مقاتل: يعني ما قاتلوا إلا رياء وسمعة من غير خشية (٢).
٢١ - ثم عاتب من تخلف بالمدينة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقوله: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ قال المفسرون (٣): قدوة صالحة. يقال: فلان أسوتك في هذا الأمر أي: مثلك (٤)، وفلان يأتسي فلان (٥) أي: يرضى لنفسه ما رضي، ويقتدي به وكان في مثل حاله، والقوم أسوة في هذا الأمر أي: حالتهم (٦) فيه واحدة.
قال الليث: والتأسي في (٧) الأمور من الأسوة (٨). وفيها لغتان: أسوة وإسوة، ويقال: لي في فلان أسوة أي: لي به اقتداء، والأسوة من الاتساء كالقدوة من الاقتداء، اسم يوضع موضع المصدر.
قال ابن عباس: يريد يقتدون به حيث خرج بنفسه (٩).
ومعنى الآية على ما ذكره أهل التفسير: أن الله يقول: كان لكم رسول

(١) ذكر هذا القول ابن الجوزي في "زاد المسير" ٦/ ٣٦٧، ونسبه لابن السائب.
(٢) "تفسير مقاتل" ٩٠ أ.
(٣) انظر: "تفسير الثعلبي" ٣/ ١٩١ أ، "تفسير الطبري" ٢١/ ١٤٣.
(٤) في (أ) زيادة: (أي [حللتم فيه] مثلك)، وهو خطأ.
(٥) هكذا في النسخ! ولعل الصواب: يأتسي بفلان.
(٦) في (ب): (حاللتم).
(٧) في (ب): (من).
(٨) "تهذيب اللغة" ١٣/ ١٤٠ (أسى).
(٩) لم أجد من نسب هذا القول لابن عباس.

صفحة رقم 213
التفسير البسيط
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي
الناشر
عمادة البحث العلمي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
سنة النشر
1430
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية