آيات من القرآن الكريم

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا ۚ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ
ﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪ

﴿يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير﴾ قوله تعالى: ﴿يَأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُم وَاخْشُوْاْ يَوْماً لاَّ يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ﴾ فيه ثلاثة تأويلات:

صفحة رقم 348

أحدها: معناه لا يغني والد عن ولده يقال جزيت عنك بمعنى أغنيت عنك، قاله ابن عيسى. عيسى. الثاني: لا يقضي والد عن ولده، قاله المفضل وابن كامل. الثالث: لا يحمل والد عن ولده، قال الراعي:

(وأجزأت أمر العالمين ولم يكن ليجزي إلا كاملٌ وابن كامل)
أي حملت. ﴿وَلاَ مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حقٌّ﴾ يعني البعث والجزاء. ﴿فَلاَ تَغُرَّنَّكُمْ الحَيَاةُ الدُّنْيَا﴾ يحتمل وجهين: أحدهما: لا يغرنكم الإمهال عن الانتقام. الثاني: لا يغرنكم المال عن الإسلام. ﴿وَلاَ يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾ وهي تقرأ على وجهين: أحدهما: بالضم. الثاني: بالفتح وهي قراءة الجمهور. ففي تأويلها بالضم وجهان: أحدهما: أن الغُرور الشيطان، قاله مجاهد. الثاني: الأمل وهو تمني المغفرة في عمل المعصية، قاله ابن جبير. ويحتمل ثالثاً: أن تخفي على الله ما أسررت من المعاصي. ﴿إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير﴾ قوله: ﴿إن الله عنده علم الساعة﴾ يحتمل وجهين: أحدهما: أن قيامها مختص بعلمه. الثاني: أن قيامها موقوف على إرادته. ﴿وينزل الغيث﴾ فيما يشاء من زمان ومكان. ﴿ويعلم ما في الأرحام﴾ فيه وجهان: أحدهما: من ذكر وأنثى، سليم وسقيم.

صفحة رقم 349

الثاني: من مؤمن وكافر وشقي وسعيد. ﴿وما تدري نفس ماذا تكسب غدا﴾ فيه وجهان: أحدهما: من خير أو شر. الثاني: من إيمان أو كفر. ﴿وما تدري نفس بأي أرض تموت﴾ فيه وجهان: أحدهما: على أي حكم تموت من سعادة أو شقاء، حكاه النقاش. الثاني: في أي أرض يكون موته ودفنه وهو أظهر. وقد روى أبو مليح عن أبي عزة الهذلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أراد الله تعالى قبض روح عبد بأرض جعل إليها حاجة فلم ينته نحتى يقدمها، ثم قرأ صلى الله عليه وسلم: ﴿إن الله عنده علم الساعة﴾ إلى قوله: ﴿بأي أرض تموت﴾. وقال هلال بن إساف: ما من مولود يولد إلا وفي سرته من تربة الأرض التي يدفن فيها. ﴿إن الله عليم خبير﴾ يحتمل وجهين:

صفحة رقم 350

أحدهما: عليم بالغيب خبير بالنية. الثاني: عليم بالأعمال خبير بالجزاء. ويقال إن هذه الآية نزلت في رجل من أهل البادية يقال له الوارث بن عمرو بن حارثة أتى النبي ﷺ فقال: إن امرأتي حبلى فأخبرني ماذا تلد، وبلادنا جدية فأخبرني حارثة متى ينزل الغيث، وقد علمت متى ولدت فأخبرني متى يقوم الساعة؟ فنزلت هذه الآية. والله أعلم.

صفحة رقم 351

سورة السجدة
مكية في قول الجميع إلا الكلبي ومقاتل فإنهما قالا: إلا ثلاث آيات منها من: ﴿أفمن كان مؤمنا﴾ إلى آخرهن. وقال غيرهما: إلا خمس آيات من ﴿تتجافى جنوبهم﴾ إلى ﴿الذي كنتم به تكذبون﴾. بسم الله الرحمن الرحيم

صفحة رقم 352
النكت والعيون
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن محمد بن محمد البصري الماوردي الشافعي
تحقيق
السيد بن عبد الرحيم بن عبد المقصود
الناشر
دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان
عدد الأجزاء
6
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية