آيات من القرآن الكريم

فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ
ﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛ ﯝﯞﯟﯠﯡ ﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫ ﯭﯮﯯﯰﯱ ﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻ

الشبهات على بطلان ما جاء به الأنبياء من الشرائع والتوحيد وسموها الحكمة وسموا أنفسهم الحكماء فالآن بعض المتعلمين من الفقهاء اما لوفور حرصهم على العلم والحكمة واما لخباثة الجوهر ليتخلصوا من تكاليف الشرع يطالعون تلك الكتب ويتعلمونها وبتلك الشبهات التي دونوا بها كتبهم يهلكون فى اودية الشكوك ويقعون فى الكفر وهذه الآفة وقعت فى الإسلام من المتقدمين والمتأخرين منهم وكم من مؤمن عالم قد فسدت عقدتهم بهذه الآفة واخرجوا ربقة الإسلام من عنقهم فصاروا من جملتهم ودخلوا فى زمرتهم ولعل هذه الآفة تبقى فى هذه الامة الى قيام الساعة فان فى كل يوم يزداد تقل طلبة علوم الدين من التفسير والحديث والمذهب وتكثر طلبة علوم الفلسفة والزندقة ويسمونها الأصول والكلام

علم دين فقهست وتفسير وحديث هر كه خواند غير از ين كردد خبيث «١»
وقد قال الشافعي رحمه الله من تكلم تزندق ثم وبال هذه جملة الى قيام الساعة يكتب فى ديوان من سن هذه السنة السيئة ومن أوزار من عمل بها من غير ان ينقص من أوزارهم شىء على ان كذبوا بالقرآن وسموا الأنبياء عليهم السلام اصحاب النواميس وسموا الشرائع الناموس الأكبر عليهم لعنات الله تترى كذا فى تأويلات حضرة الشيخ نجم الدين قدس سره اللَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ يخلقهم اولا فى الدنيا وهو الإنسان المخلوق من النطفة ثُمَّ يُعِيدُهُ بعد الموت احياء كما كانوا اى يحييهم فى الآخرة ويبعثهم وتذكير الضمير باعتبار لفظ الخلق ثُمَّ إِلَيْهِ اى الى موقف حسابه تعالى وجزائه تُرْجَعُونَ تردون لا الى غيره والالتفات للمبالغة فى الترهيب. وقرئ بياء الغيبة والجمع باعتبار معنى الخلق وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ التي هى وقت إعادة الخلق ورجعهم اليه للجزاء. والساعة جزء من اجزاء الزمان عبر بها عن القيامة تشبيها لها بذلك لسرعة حسابها كما قال (وَهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ) او لما نبه عليه قوله (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ) يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ يسكنون سكوت من انقطع عن الحجة متحيرين آيسين من الاهتداء الى الحجة او من كل خير قال الراغب الإبلاس الحزن المعترض من شدة اليأس ومنه اشتق إبليس ولما كان المبلس كثيرا ما يلزم السكوت وينسى ما يعينه. قيل ابلس فلان إذا سكت وانقطعت حجته وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكائِهِمْ أوثانهم التي عبدوها رجاء الشفاعة شُفَعاءُ يجيرونهم من عذاب الله ومجيئه بلفظ الماضي لتحققه فى علم الله وصيغة الجمع لوقوعها فى مقابلة الجمع اى لم يكن لكل واحد منهم شفيع أصلا وكتب فى المصحف شفعواء بواو قبل الالف كما كتب علمواء بنى إسرائيل فى الشعراء والسواى بالألف قبل الياء اثباتا للهمزة على صورة الحرف الذي منه حركتها وَكانُوا بِشُرَكائِهِمْ كافِرِينَ يكفرون بآلهتهم حيث يئسوا منهم. يعنى [چون از مطلوب نااميد كردند از ايشان بيزار شوند] وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أعيد لتهويله وتفظيع ما يقع فيه يَوْمَئِذٍ [آن هنكام] يَتَفَرَّقُونَ تهويل له اثر تهويل وفيه رمز الى ان التفرق يقع فى بعض منه وضمير يتفرقون لجميع الخلق المدلول عليهم بما تقدم من بدئهم واعادتهم
(١) لم أجد فى المثنوى فليراجع

صفحة رقم 12

ورجوعهم لا المجرمين خاصة. والمعنى يتفرق المؤمنون والكافرون بعد الحساب الى الجنة والنار فلا يجتمعون ابدا قال الحسن رحمه الله لئن كانوا اجتمعوا فى الدنيا ليتفرقن يوم القيامة هؤلاء فى أعلى عليين وهؤلاء فى أسفل سافلين [يكى در درجه وصلت يكى در دركه فرقت آن بر سرير محبت واين بر حصير محنت آنرا انواع ثواب واين را اصناف عقاب جمعى از دولت تلاقى نازان وبرخى بر آتش فراق كدازان]
يكى خندان بصد عشرت... يكى نالان بصد عسرت
يكى در راحت وصلت... يكى در شدت هجرت
قال ابو بكر بن طاهر قدس سره يتفرق كل الى ما قدر له من محل السعادة ومنزل الشقاوة ومن كان تفرقته الى الجمع كان مجموع السر ثم لا يألف الخلق ابدا فينقلب الى محل السعداء ومن كان تفرقته الى الفرق كان متفرق السر ثم لا يألف الحق ابدا فيرجع الى محل اهل الشقاوة ثم فصل احوال الفريقين وكيفية تفرقهم فقال فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ عظيمة وهى كل ارض ذات نبات وماء ورونق ونضارة والمراد بها الجنة قال الراغب الروض مستنقع الماء والخضرة وفى روضة عبارة عن رياض الجنة وهى محاسنها وملاذها انتهى. وخص الروضة بالذكر لانه لم يكن عند العرب شىء احسن منظرا ولا أطيب نشرا من الرياض. ففيه تقريب المقصود من افهامهم. والمعنى بالفارسية [پس ايشان در مرغزارهاى مشتمل بر ازهار وانهار] يُحْبَرُونَ يسرون سرورا تهللت له وجوههم: يعنى [شادمان كردانيده باشند چنان شادمانى كه اثر آن بر صفحات وجنات ايشان ظاهر باشد] فالحبور السرور يقال حبره إذا سره سرورا تهلل له وجهه وفى المفردات يفرحون حتى يظهر عليهم حبار نعميهم اى اثره يقال حبر فلان بقي بجلده اثر من قرح. والحبر العالم لما يبقى من اثر علومه فى قلوب الناس ومن آثار أفعاله الحسنة المقتدى بها والى هذا المعنى أشار امير المؤمنين رضى الله عنه بقوله «العلماء باقون ما بقي الدهر أعيانهم مفقودة وآثارهم فى القلوب موجودة» ويقال التحبير التحسين الذي يسر به يقال للعالم حبر لانه يتخلق بالأخلاق الحسنة. وللمداد حبر لانه يحسن به الأوراق فيكون الحبرة كل نعمة حسنة قال فى الإرشاد واختلف فيه الأقاويل لاختلاف وجوه. فعن ابن عباس رضى الله عنهما ومجاهد يكرمون. وعن قتادة ينعمون. وعن ابن كيسان يحلون. وعن ابى بكر بن عياش يتوّجون [متوج سازندشان]. وعن وكيع يسرون بالسماع: يعنى [آواز خوش شنوانند ايشانرا وهيچ لذت برابر سماع نيست. در خبر است كه أبكار بهشت تغنى كنند باصواتى كه خلائق مثل آن نشنيده باشد واين أفضل نعيم بهشت بود از ابى درداء رضى الله عنه را پرسيدند كه مغنيات بهشت بچهـ چيز تغنى كنند فرموده كه با تسبيح. از يحيى بن معاذ رازى رضى الله عنه را پرسيدند كه از آوازها كدام دوستر دارى فرمود مزامير انس فى مقاصير قدس بألحان تحميد فى رياض تمجيد]- وروى- ان فى الجنة أشجارا عليها اجراس من فضة فاذا أراد اهل الجنة السماع يهب الله ريحا من تحت العرش فتقع فى تلك الأشجار فتحرك تلك الاجراس بأصوات لو سمعها اهل الدنيا لماتوا

صفحة رقم 13

طربا وفى الحديث (الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين منها كما بين السماء والأرض والفردوس أعلاها سموا وأوسطها محلا ومنها يتفجر انهار الجنة وعليها يوضع العرش يوم القيامة) فقام اليه رجل فقال يا رسول الله انى رجل حبب الىّ الصوت فهل فى الجنة صوت حسن فقال (اى نعم والذي نفسى بيده ان الله سبحانه ليوحى الى شجرة فى الجنة ان اسمعي عبادى الذين اشتغلوا بعبادتي وذكرى عن عزف البرابط والمزامير فترفع صوتا لم يسمع الخلائق مثله قط من تسبيح الرب وتقديسه) [فردا دوستان خدا در روضات بهشت ميان رياحين انس بشادى وطرب سماع كنند فرمان آيد بداود عليه السلام كه يا داود بآن نغمه دلپذير وصوت شوق انگيز كه ترا داده ايم زبور بخوان. اى موسى تلاوت تورات كن. اى عيسى بتلاوت إنجيل مشغول شو. اى درخت طوبى آواز دل آراى بتسبيح ما بگشاى.
اى اسرافيل تو قرآن آغاز كن] قال الأوزاعي ليس أحد من خلق الله احسن صوتا من اسرافيل فاذا أخذ فى السماع قطع على اهل سبع سموات صلاتهم وتسبيحهم [اى ماه رويان فردوس چهـ نشينيد خيزيد ودوستانرا اقبال كنيد. اى تلهاى مشك أذفر وكافور معنبر بر سر مشتاقان ما نثار شويد. اى درويشان كه در دنيا غم خورديد اندوه بسر آمد ودرخت شادى ببر آمد خيزيد وطرب كنيد در حظيره قدس وخلوتكاه انس بنازيد. اى مستان مجلس مشاهده. اى مخمور خمر عشق. اى عاشقان سوخته كه سحركاهان در ركوع وسجود چون خون از ديدها روان كرده ودلها باميد وصال ما تسكين داده كاه آن آمد كه در مشاهده ما بياساييد بار غم از خود فرو نهيد وبشادى دم زنيد. اى طالبان ساكن شويد كه نقد تزديكست. اى شب روان آرام كيريد كه صبح نزديكست. اى مشتاقان طرب كنيد كه ديدار نزديكست] فيكشف الحجاب ويتجلى لهم تبارك وتعالى فى روضة من رياض الجنة ويقول انا الذي صدقتكم وعدي وأتممت عليكم نعمتى فهذا محل كرامتى فسلونى

روزى كه سراپرده برون خواهى كرد دانم كه زمانه را زبون خواهى كرد
كر زيب وجمال ازين فزون خواهى كرد يا رب چهـ جكر هست كه خون خواهى كرد
[حاصل سخن آنكه شريفترين لذتى بعد از مشاهده أنوار تجلى در بهشت سماع خواهد بود واز ينجا كفته آن عزيز در شرح مثنوى كه سماع منادى است كه درماندكان بيابان محنت افزاى دنيا را از عشرت آباد بهشت نورانى ياد ميدهد]
مؤمنان كويند كاثار بهشت نغز كردانيد هر آواز زشت «١»
ما همه اجزاء آدم بوده ايم در بهشت آن لحن را بشنوده ايم
كر چهـ بر ما ريخت آب وكل شكى ياد ما آيد از انها اندكى
پس نى و چنك ورباب وسازها چيزكى ماند بدان آوازها «٢»
عاشقان كين نغمها را بشنوند جزؤ بگذارند وسوى كل روند
قال بعض العارفين ان الله تعالى بجوده وجلاله يطيب اوقات عشاقه بكل لسان فى الدنيا وكل صوت حسن فى الآخرة ورب روضة فى الدنيا للعارف العاشق الصادق يرى الحق فيها
(١) در أوائل دفتر چهارم در بيان سبب هجرت ابراهيم أدهم إلخ
(٢) لم أجد

صفحة رقم 14
روح البيان
عرض الكتاب
المؤلف
إسماعيل حقي بن مصطفى الإستانبولي الحنفي الخلوتي , المولى أبو الفداء
الناشر
دار الفكر - بيروت
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية