آيات من القرآن الكريم

وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ ۖ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ
ﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖ ﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯ ﯱﯲﯳﯴﯵﯶ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠ ﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳ ﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌ ﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙ ﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡ

وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين، إن في ذلك كله لآيات لقوم يؤمنون، وأى آية أظهر من تلك؟ يلقى إنسان في النار المحرقة فلا تؤثر فيه شيئا سبحانك يا رب أنت القادر على كل شيء!! وقال إبراهيم بعد خروجه من النار: يا قوم: إنما اتخذتم من دون الله أوثانا تعبدونهم لا ينفعون ولا يضرون.
إن الذي اتخذتموه أوثانا لأجل المودة بينكم، أى: لتتوادوا بينكم وتتواصلوا لاجتماعكم على عبادتها لا ينفعكم بل يكون عليكم، بدليل قوله بعد ذلك ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً على معنى أن هذه المودة التي في الدنيا ستنقلب بينكم إلى تلاعن وتباغض، وتعاد، يتلاعن المتبوعون والتابعون، ويتلاعن العبدة كلهم مع الأصنام وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا، ومأواكم النار جزاء ما عبدتم غير الله، وما لكم من ناصرين ينصرونكم وقت الشدة، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم خالص من الذنوب..
ولما خرج من النار إبراهيم سليما معافى آمن لوط بنبوة إبراهيم.
وقال إبراهيم: إنى مهاجر إلى أمر ربي أى: حيث أمرنى، وقد هاجر من سواد العراق ومعه زوجته سارة، ولوط ابن أخيه أو ابن أخته، والله أعلم، هاجر من سواد العراق إلى حران ثم منها إلى فلسطين، ونزل لوط قرية سدوم.
ووهبنا إلى إبراهيم- بعد إسماعيل- إسحاق ومن نسله يعقوب، وجعلنا في ذريته النبوة فكانت الأنبياء كلها بعد إبراهيم من ذريته، وآتيناه الكتب فنزلت التوراة على موسى والزبور على داود والإنجيل على عيسى والقرآن على محمد، وكلهم من نسله، وآتيناه أجره في الدنيا حيث يحمده الكل، ويؤمن به ويمجده، وهو في الآخرة من الصالحين الذين لهم الدرجات العلا.
قصة لوط مع قومه [سورة العنكبوت (٢٩) : الآيات ٢٨ الى ٣٥]
وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ (٢٨) أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قالُوا ائْتِنا بِعَذابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٢٩) قالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (٣٠) وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَها كانُوا ظالِمِينَ (٣١) قالَ إِنَّ فِيها لُوطاً قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ (٣٢)
وَلَمَّا أَنْ جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقالُوا لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلاَّ امْرَأَتَكَ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ (٣٣) إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (٣٤) وَلَقَدْ تَرَكْنا مِنْها آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٣٥)

صفحة رقم 867

المفردات:
الْفاحِشَةَ أى: الفعلة الفاحشة المتناهية في القبح، قيل: هي إتيان الرجال في أدبارها وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ أى: الطريق الْمُنْكَرَ الأمر المخالف للشرع المجافى للطبع السلم كاللواط وأنواع الفحش بِالْبُشْرى بالبشارة بإسحاق ويعقوب الْغابِرِينَ الباقين في العذاب سِيءَ بِهِمْ جاءته المساءة والغم بسبهم

صفحة رقم 868

ضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً أى: ضاق ذرعه بهم، وذرع الإنسان كقولهم: ضاقت يده عن كذا مثلا رِجْزاً مِنَ السَّماءِ عذابا شديدا منها، وسمى بذلك لأنه يقلق المعذب مأخوذ من قولهم: ارتجز إذا ارتجس أى: اضطرب.
المعنى:
- واذكر لوطا وقت أن قال لقومه: إنكم لتأتون الفعلة المتناهية في الفحش، التي ما سبقكم بفعلها أحد من الجن والإنس لأنها مما تشمئز منها الطباع، وتعافها النفوس.
أإنكم لتأتون الرجال في أدبارهم، وتتركون النساء، وتقطعون السبيل حيث تفعلون الفاحشة بمن يمر بكم فترك الناس الطريق لذلك: وتأتون في ناديكم المنكر شرعا وعقلا وعرفا، وذلك أنهم ابتدعوا منكرات ما سبقهم إليها أحدا من خلق الله وقد وعظهم لوط ونصحهم كثيرا وخوفهم عاقبة هذا العمل فلم يأبهوا ولم يرتدعوا، فلما ألح عليهم بالعظات والإنذار ما كان جواب قومه إلا أن قالوا استهزاء به: ائتنا بعذاب الله الذي تعدنا، إن كنت من الصادقين في دعواك، قال لوط لما يئس منهم، ونفد صبره:
يا رب انصرني بإنزال العذاب على هؤلاء القوم الذين عاثوا في الأرض الفساد فاستجاب الله الدعاء، فأرسل ملائكة لإهلاكهم، وأمرهم أن يبشروا إبراهيم بذرية طيبة مباركة فجاءوا أولا لإبراهيم بالبشرى بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب، وقالوا له: إنا مهلكوا أهل قرية لوط إن أهلها كانوا ظالمين وكافرين.
قال إبراهيم: إن فيها لوطا، وأنتم تعرفون من هو.. قالوا: نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته إنها كانت من القوم الفاسقين، فاستحقت أن تكون من الباقين في العذاب المهين.
ولما أن جاءت رسل الهلاك إلى لوط سىء بهم وحزن، وضاق بهم صدره، لأنهم جاءوا في صورة غلمان مرد حسان، فجاء أهل القرية إلى لوط طالبين ضيوفه ليفعلوا معهم الفاحشة، وقد جهد لوط في ردهم، وبالغ في ذلك حتى طلب إليهم أن يأخذوا بناته فلم يصغوا إليه، فلما رأت الملائكة حيرته وتغير حاله، قالوا له: لا تخف ولا تحزن إنا جئنا للتنكيل بأولئك القوم، وإنا منجوك وأهلك إلا امرأتك إنها كانت من الباقين في العذاب، وإنا يا لوط منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء وعذابا تضطرب له النفس وتتزلزل، كل ذلك بما كانوا يفسقون، وقد أخرجت الملائكة لوطا

صفحة رقم 869
التفسير الواضح
عرض الكتاب
المؤلف
محمد محمود حجازي
الناشر
دار الجيل الجديد
سنة النشر
1413
الطبعة
العاشرة
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية