آيات من القرآن الكريم

فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۖ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ
ﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍﰎﰏﰐ ﭑﭒﭓﭔ ﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞ ﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧ ﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳ ﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃ

من أساسه وأمر رسوله أن ينبههم إلى السير في أرض الحجاز والشام واليمن لينظروا بأعينهم كيف كانت عاقبة الكفار المجرمين؟ هؤلاء هم الذين اغتروا بدنياهم، وافتتنوا بزخرفها وما هي إلا ساعة حتى فارقوها وتركوا ديارهم تنعاهم لمن بعدهم فيا أيها الناس آمنوا وصدقوا ولا تغتروا بالدنيا فهي متاع زائل، وعرض حائل، والآخرة خير وأبقى.
وأنت يا محمد لا تحزن عليهم، ولا تك في ضيق وكرب مما يمكرون، فإن الله معك وناصرك، وعاصمك من الناس ومؤيدك.
وانظر إليهم وهم يقولون: متى هذا الوعد؟ إن كنتم أيها القائلون به صادقون وهذا سؤال المراد منه الإنكار واستبعاد تحقق الوعد، فيرد الله عليهم: قل لهم يا محمد عسى أن يكون ردفكم ولحقكم، واقترب منكم بعض الذي تستعجلون من العذاب، وعسى في كلام الله للتحقق، وقد تحقق هذا في غزوة بدر ويتحقق في عذاب القبر قريبا.
وإن ربك لذو فضل على الناس جميعا مؤمنهم وكافرهم حيث يمن على الجميع بنعمة في الدنيا، وعلى المؤمن خاصة بنعمة الهداية، وعلى الكافر بتأخير العذاب لعله يثوب إلى رشده، وإن ربك ليعلم السر وأخفى، ويعلم الغيب والشهادة، وهو العليم بذات الصدور، وما من شيء يغيب عنه ويخفى خفاء شديدا أينما كان في السماء أو الأرض إلا كان في كتاب مسطور، كتاب مبين يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ [سورة لقمان آية ١٦].
القرآن الكريم والنبي صلّى الله عليه وسلم [سورة النمل (٢٧) : الآيات ٧٦ الى ٨١]
إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (٧٦) وَإِنَّهُ لَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (٧٧) إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (٧٨) فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (٧٩) إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (٨٠)
وَما أَنْتَ بِهادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (٨١)

صفحة رقم 804

المعنى:
لقد كان الكتاب الذي سطر فيه ما مضى من أدلة تثبت لله صفات الكمال وتؤيد البعث للثواب والعقاب- وهذان أصلان مهمان للدين الإسلامى- هو القرآن الكريم، فمن الخير التعرض له ببيان أنه من عند الله، وأنه معجزة دالة على صدق محمد صلّى الله عليه وسلم فيما يدعيه.
إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ فإنه الكتاب الذي أنزل مصدقا لما بين يديه من الكتاب، ومهيمنا عليه، وقد بقي عند اليهود والنصارى من كتبهم الشيء القليل على أصله أى: بدون تحريف والأكثر حرف وبدل فهم مختلفون، دليل ذلك قوله- تعالى- فيهم أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ [النساء: ٤٤] يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ.. مِنَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى أَخَذْنا مِيثاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ أقرأ الآيتين ١٣، ١٤ من سورة المائدة.
فضياع جزء من التوراة نسيانا. وتحريف جزء آخر منها عمدا- ومثل هذا حصل في الإنجيل- وليس هذا تجنّيا بل ثبت بنص القرآن كما مر.. هذا جعلهم يختلفون في كثير من المسائل بينهم وبين بعض، بل بين أتباع الدين الواحد وقع اختلاف كثير وقد جاء القرآن بالقصص المحكم، والقضاء العادل، مخاطبا لهم جميعا بقوله: يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ [سورة النساء آية ١٧١].
اختلف بنو إسرائيل في عيسى ابن مريم اختلافا كثيرا فاليهود كذبوا ورموا أمه بالزنا، وحاولوا قتله وصلبه، والنصارى صدقوه ثم عظموه وألهوه حتى قالوا: إنه إله أو ابن الإله أو ثالث ثلاثة: تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، وقد جاء القرآن يقص عليهم

صفحة رقم 805
التفسير الواضح
عرض الكتاب
المؤلف
محمد محمود حجازي
الناشر
دار الجيل الجديد
سنة النشر
1413
الطبعة
العاشرة
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية