
٤٤ - ﴿الصرح﴾ بركة بنيت من قوارير، أو صحن الدار، وصرحه الدار وساحتها وباحتها وقاعتها كلها واحد من التصريح وهو الإظهار، أو القصر. ﴿حَسِبَتْهُ لُجَّةً﴾ لأنه أمر الجن أن يبنوه من قوارير في ماء فبنوه وجعلوا حوله أمثال السمك فأمرها بالدخول إليه لأنها وصفت له فأحب أن يراها وكانت
صفحة رقم 468
هلباء الشعر وقدماها كحافر حمار وأمها جنية وخافت الجن إن تزوجها أن تطلعه على أشياء كانت الجن تخفيها ويبعد أن يتولد بين الإنس والجن ولد لأن الجن لطيف والإنس كثيف. ﴿وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا﴾ فرأهما شعراوين فصنعت له الجن النورة وقصد بدخولها الصرح. وكشف ساقيها اختبار عقلها، أو أُخبر أن ساقيها ساقاً حمار فأراد أن يعلم ذلك، أو أراد تزوجها فأحب مشاهدتها. ﴿مُّمَرَّدٌ﴾ مملس، أو واسع في طوله وعرضه. ﴿ظَلَمْتُ نَفْسِى﴾ بالشرك، أو ظنت أن سليمان أراد تغريقها لما أمرها بدخول الصرح فلما بان أنه صرح علمت أنها ظلمت نفسها بذلك الظن، قاله سفيان. ﴿وَأَسْلَمْتُ﴾ استسلمت طاعة لله قبل تزوجها سليمان عليه الصلاة والسلام، واتخذ لها بالشام حماماً ونورة، وكان أول من اتخذ ذلك. ﴿ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحاً أن اعبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون قالو أطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله بل أنتم قومٌ تفتنون﴾
صفحة رقم 469