آيات من القرآن الكريم

إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ
ﮤﮥﮦ ﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮ ﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙ ﯛﯜﯝﯞﯟ ﯡﯢﯣﯤ ﯦﯧﯨﯩﯪﯫ ﯭﯮﯯﯰ ﯲﯳﯴ ﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁ ﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉ ﰋﰌﰍ ﰏﰐﰑﰒﰓﰔﰕﰖﰗ

وشأننا «لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ» ١٦٧ من قرانا لأنك لست منا ولا فينا من ينظرك «قالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقالِينَ» ١٦٨ المبغضين وهو أبلغ من قال، كما إذا قلت فلان من العلماء فقد جعلته منهم مساهما معهم بالعلم فهو أبلغ من قولك عالم، لأن العالم من علم مسألة واحدة، وفيه دليل على عظم هذه المعصية، ولما رأى عدم ميلهم لقوله وتهديدهم له قال «رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ» ١٦٩ فأجاب الله دعاءه بقوله «فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ ١٧٠ إِلَّا عَجُوزاً» هي امرأته منهم بقيت «فِي الْغابِرِينَ» ١٧١ الهالكين لأنها كانت راضية عن عمل قومها والراضي بحكم الفاعل في شريعتهم أما في شريعتنا فلا الا الرضاء بالكفر فهو كفر
«ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ» ١٧٢ تدميرا فظيعا بأن قلبنا قراهم كما مر في الآية ٨٤ من الأعراف المارة، «وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً» من حجارة فكان عذابهم عذابا عظيما «فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ» ١٧٣ الذي أنزلناه عليهم من السماء وجعلنا أعالي أراضيهم أسفلها على صورة عجيبة هائلة «إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ١٧٤ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ» ١٧٥ كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ» ١٧٦ هي الغيضة المنبتة ناعم الشجر كالسدر والأراك، وهي بلدة قريبة من مدين من جهة البحر «إِذْ قالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ»
بن ثوبب بن مدين بن ابراهيم وقيل بن مكيك بن يشجر بن مدين وأم مكيك بنت لوط عليهم السّلام، ولم يقل هنا أخوهم، لأنه ليس منهم أيضا، وليس له معهم مصاهرة ولا نسبة، وكانوا طائفة على حدة «أَلا تَتَّقُونَ ١٧٧ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ١٧٨ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ» ١٧٩ لأن طاعتي طاعته «وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ» ١٨٠ لأني مأمور من قبله وأجر المأمور على آمره، ثم طفق يأمرهم وينهاهم بما تلقاه عن ربه فقال «أَوْفُوا الْكَيْلَ» إذا كلتم للناس «وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ» ١٨١ حقوقهم بالتطفيف لأن فيه نقص حقهم، والكيل ثلاثة: واف وهو مأمور به، ومطفف وهو منهي عنه، وزائد وهو مسكوت عنه، فإن فعله فقد أحسن، وإلا فلا شيء عليه، وفي الآية دليل على الوفاء وهو لا يخلو من الزيادة، لأنه

صفحة رقم 286

لا يكون إلا بالرجحان، فمن رجح الموزون على الوزن فقد أوفى به «وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ» أي الميزان العدل أو القبان.
مطلب ما قيل إن في القرآن لغات أجنبية لا صحة له وهي هذه كلها:
قالوا إن هذه الكلمة في الأصل ليست عربية، وانها من جملة ما جاء بالقرآن من الكلمات الاعجمية الكثيرة، إذ أبلغوها إلى ما يزيد على مئتي كلمة وقد جاءت في القرآن لا لعجز في اللغة العربية لأن لها كما لا يخفى مترادفات كثيرة، ولكن ليعتني الناس بأمر اللغات وليعلموا أن معرفتها كمال للإنسان لا نقص ولا عيب ولا سيما لاستعمال الأشياء المحدثة إذ لا يمكن أن يعبر عنها بكلمة واحدة كأصلها وإن في تجدد اللغة تجدد معارف لم تكن وإن في ازديادها تحصيلا لها فتكون نموا وحياة لآخذها في عوامل الارتقاء من نواحيه كافة، وهذا من إرشادات القرآن العظيم لأن معرفة كل لسان بإنسان. هذا، وان القول الحق في هذه الكلمات أنها عربية في الأصل، لأن العرب استعملوها قبل نزول القرآن، ولغتهم قديمة، لأن هودا وصالحا وأممهم عرب كما مر في الآية ١٢٣ ولغاتهم متفرقة ولها مترادفات كثيرة، ويوجد كلمات مستعملة عند طائفة منهم بمعنى، وعند أخرى بمعنى آخر، وقد توجد كلمات عند فرقة دون أخرى لبعد الشقة بينهم، حتى ان حرفي الجيم والكاف الفارسيين الذين لم يعدّا من الحروف العربية لا بد وأن يكون أصلهما عربيا، لأن عرب البادية قديما وحديثا ينطقون بها، وهذا بالطبع بطريق التنافل، فلو لم يكن أصلهما عربيا لما تعمم هذا التعميم ونطق بها من لم يعرف الحاضرة ولم يختلط بالفرس، إذ قد يكون بالاختلاط أيضا كما هو الحال الآن، إذ يدخلون بالكلام العربي كلمات أجنبية تسربت لهم بسبب الخلطة، وبعد أن علمت هذا فقد أحببنا أن نورد لك الكلمات الموجودة في القرآن المقول عنها بأنها أجنبية تتميما للفائدة مما وقفنا عليه، فمنها ما قيل إنه بلغة الحبشة وهي كلمة (شطر) : بمعنى تلقاء ٢ والجبت:
بمعنى الشيطان، ٣ والطاغوت: الكاهن، ٤ والحوب: الإثم، ٥ والأواه: الموقن والمؤمن والرحيم، ٦ ابلعي ماءك: ازدرديه، ٧ المتكأ: الأترج، ٨ طوبى:

صفحة رقم 287

الجنة، ٩ السكر: الخل، ١٠ طه: يا رجل، ١١ حرّم وجب، ١٢ طي السجل: الرجل، ١٣ المشكاة: الكوة، ١٤ أوّبي: سبحي، ١٥ سيل العرم:
المسناة التي يجتمع إليها الماء ثم ينبثق، ١٦ منسأته: عصاه، ١٧ يس: يا إنسان، ١٨ أوّاب: مسيح، ١٩ كفلين: ضعفين، ٢٠ ناشئة الليل: رغبة قيامه، ٢١ منفطر: ممتلىء، ٢٢ قسورة: الأسد، ٢٣ يمور: يرجع، ٢٤ طور سينين:
الحش وهو إيقاد النار والمحش هو المكان الكثير الكلأ والخير، ٢٥ الأرائك:
السرر عليها الوسائد، ٢٦ يصدون: يضجون، ٢٧ دريّ: مضيء، ٢٨ غيض الماء: نقص، ومنها ما جاء بالفارسية في قوله تعالى (وَإِسْتَبْرَقٍ) : الحرير الثخين ويسمى ديباجا، ٢٩ و ٣٠ سجيل كل ما أوله حجر وآخره طين وقالوا هو الطين المحرق كالآجر، ٣١ كورت: غورت، ٣٢ مقاليد مفاتيح، ٣٣ أباريق: كل آنية لها خرطوم وعروة، ٣٤ بيع: بيوت عبادة النصارى، ٣٥ كنائس: بيوت عبادة اليهود، ٣٦ التنور: جهنم، ٣٧ دينار: اسم لما يعادل ثلث مثقال من الذهب المتعامل، ٣٨ الرّس: البئر غير المطوي وقيل هو المطوي ٣٩ الروم:
علم لقبيلة بني الأصفر، ٤٠ زنجبيل: اسم لنبات حار خص به، ٤١ سجين:
اسم لكتاب اهل النار، ٤٢ سرادق: قماش يمد فوق صحن البيت، ٤٣ سقر:
من أسماء جهنم، ٤٤ سلسبيل: اسم لعين ماء في الجنة، ٤٥ وردة كالدهان:
الزهرة في النّبات، ٤٦ سندس: مارق من الحرير المنسوج، ٤٧ قرطاس:
الورق، ٤٨ أقفالها: غالاتها: ٤٩ كافور: اسم لنبات مخصوص ذو رائحة يطيب فيه أكفان الموتى غالبا ٥٠ كنز: ما ادخر من ذهب وفضة وجوهر، ٥١ المجوس:
طائفة من اليهود افترقت عنهم لمخالفتها بعض طقوسهم، ٥٢ الياقوت: اسم لحجر كريم يتزين به ويوضع فصا للخاتم وهو ألوان كثيرة، ٥٣ المرجان: كذلك إلا أنه بحري وذلك برّى، ٥٤ مسك معلوم ويكون من نوع من الغزال كالفسارة في بطنه فيه وقيل:

فإن تفق الأنام وأنت منهم فإن المسك بعض دم الغزال
٥٥ و ٥٦ و ٥٧ هود وهاد وهدنا واليهود: بمعنى التوبة والإنابة والرجوع

صفحة رقم 288

والخضوع، ومنها ما جاء بالرومية في قوله تعالى فصرهنّ: قطعهن أو ضمهن، ٥٧ الفردوس: البستان والجنة، ٥٨ القسط: العدل، ٥٩ القسطاس: الميزان، ٦٠ طفقا:
قصدا وشرعا، ٦١ الرقيم: اللوح والكتاب، ٦٢ الصراط: الطريق، ٦٣ القنطار:
إثنا عشر ألف اوقية، ٦٤ عدن: اقامة دائمة، ومنها ما جاء بالهندي في قوله تعالى ابلعي: اشربي وتقدم أنه بلغة الحبشة بمعنى از دردي والمعنى واحد، ٦٥ طوبى:
الجنة وهي كذلك بلغة الحبشة، ٦٦ سندس: رقيق الحرير الديباج، وهو كذلك بالفارسية، وهذا مما يدل على أن اللغات آخذة بعضها من بعض وهو كذلك، فإنك لا تجد لغة إلا وفيها من غيرها، وبما أن أوسع اللغات هي العربية فنقول إن هذه الكلمات وغيرها في الأصل عربية وتناقلتها اللغات الأخرى فأدمجتها في لغتها وها هي ذي لغة الترك مركبة من عربي وفارسي وبربري، ومنها ما جاء بالسريانية في قوله تعالى سريّا: نهرا، أو جدولا صغيرا وبالعربية كذلك، وبمعنى شريف ونبيل، راجع الآية ٢٣ من سورة مريم المارة، ٦٧ طه: يا رجل وهو كذلك بالحبشية، ٦٨ جنات عدن: الكروم والأعناب، ٦٩ الفردوس: جنات الأعناب فقط، ٧٠ الطور:
الجبل، ٧١ يمشون هونا: حلماء موقرين، ٧٢ هيت لك: عليك أن تفعل، ٧٣ ولات:
وليس وهي باللغة العربية كذلك، ٧٤ و ٧٥ ربيّون: ربانيون علماء عارفون، ٧٦ رهوا:
ساكتا، ٧٧ سجدا: مقنعي رؤوسكم، ٧٨ القيوم: الذي لا ينام، ٧٩ الاسفار:
الكتب وهذه كلها بالعربية كذلك، ٨٠ القمل: الذباب، ٨١ اليم: البحر، ٨٢ صلوات كنائس اليهود، ٨٣ آزر: اسم أبي ابراهيم، ٨٤ قنطار: اسم لملء جلد الثور ذهبا أو فضة وتقدم أنه في الرومية لوزن مخصوص، ومنها ما جاء بالعبرانية كفّر عنهم:
محا عنهم ٨٥ هونا: صلحاء وهو كذلك بالسريانية، ٨٦ أخلد في الأرض: ركن إليها، ٨٧ هدنا إليك: ثبتنا على ما تريد، ٨٨ كتاب مرقوم: مكتوب، ٨٩ رمزا: تحريك الشفتين، ٩٠ فومها: الحنطة، ٩١ أواه: الداعي وتقدم أنه بمعنى الموقن بالحبشية، ٩٢ طوى: اسم واد بفلسطين وبمعنى رجل، ٩٣ اليم: البحر وهو كذلك بالسريانية، ٩٤ الرحمن: كثير الرحمة، ٩٥ الأليم: الموجع، ٩٦ حمل بعير: الحمار أو الدابة، ٩٧ درست: تعلمت وقرأت، ٩٨ حطة: حط عنا أوزارنا، ٩٩ الأسباط: الأفخاذ، ١٠٠

صفحة رقم 289

راعنا: انظرنا ١٠١ من لينة: شجرة طرية، ١٠٢ قسيسين: علماء النصارى، ومنها ما جاء بالنبطية طور سينين المحشي وتقدم في اللغة الحبشية كذلك، ١٠٣ أسفارا: كتبا كما تقدم في السريانية، ١٠٤ الحواريون: الغسّالون، ١٠٥ الأكواب: الاواني التي لا عرى لها ولا خرطوم، ١٠٦ وليتبّروا ما علوا: يهلكوا إهلاكا عظيما، ١٠٧ سريا:
نهرا، وهو في السريانية كذلك، ١٠٨ سفرة: قراء ١٠٩ فصرهن: قطعهن وهي بالرومية كذلك، ١٠٩ طه: يا رجل، وهي كذلك في الحبشية والسريانية: ١١٠ الطور:
الجبل وهو في السريانية كذلك، ١١١ إلا: عهدا وموثقا، ١١٢ الفردوس: الكرم وهو كذلك في السريانية، ١١٣ الملكوت: الملك، ١١٤ هيت لك: هلم لك وتقدمت انها في السريانية بمعنى آخر قريب من هذا، ١١٥ رهوا: سهلا، وتقدم أنه بمعنى ساكن في السريانية، ١١٦ عبدت: قتلت، ١١٧ وراءهم: ملك أمامهم، ١١٧ قطّنا: كتابنا، ١١٩ إصري: عهدي وميثاقي، ١٢٠ كفّر: أمح وهي كذلك في السريانية والعبرانية، ١٢١ وزر: الجبل والملجأ وهذه كلها بالعربية كذلك بزيادة في معناها من الكلمات المترادفة بما يدل على أن النبطيين أخذوها من العرب ١٢٧ ومنها ما جاء بالقبطية في قوله تعالى متكأ: الأترج، ١٢٢ مناص: فرار ومهرب، ١٢٣ مزجاة: قليلة، ١٢٤ فناداها من تحتها: من بطنها، ١٢٥ بطائنها من إستبرق أي ظواهرها، ١٢٦ الجاهلية الأولى: الأخيرة، ١٢٧ الجاهلية الأخرى: الأولى لأنهم يسمون الآخرة أولى والأولى أخرى ومنها ما جاء بالتركية، غسّاق: الماء البارد والمنتن، ومنها ما جاء بالزّنجية في قوله تعالى حصب جهنم: حطبها، ١٢٨ الأليم: الموجع وهو كذلك بالعبرانية، ١٢٩ منسأته: عصاه وهو كذلك بالحبشية، ومنها ما جاء بالبربرية في قوله المهل: عكر الزيت، ١٣٠ ناظر في إناء:
نضجه، ١٣١ حمّ: منتهى الحرارة، ١٣٢ عين آنية: جارية، ١٣٣ يصهر ما في بطونهم: ينضج به، ١٣٤ أبّا: الحشيش، ١٣٥ قنطار: ألف مثقال من ذهب وفضة، ١٣٦ هذا ما عثرنا عليه، وما قيل إن عمر بن يحيى الحافظ أوصلها إلى مئنين فهو من غير المترادف منها والمتداخل فيها، ولو حسب هذا لبلغت ذلك وأكثر.
واعلم أن هذه الكلمات بوجودها في القرآن العظيم تعد عربية بحتة، وعلى فرض أن

صفحة رقم 290
بيان المعاني
عرض الكتاب
المؤلف
عبد القادر بن ملّا حويش السيد محمود آل غازي العاني
الناشر
مطبعة الترقي - دمشق
الطبعة
الأولى، 1382 ه - 1965 م
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية