آيات من القرآن الكريم

لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا
ﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊ ﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕ ﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡ ﮣﮤﮥﮦﮧﮨ ﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖ

الاستعاذة بالله ليمنع منه الخطر. وقيل هم الملائكة تقول للكفار: حراما محرما أن تبشروا بخير كما يبشّر المؤمنون يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ ما يَشاءُ «١» فللمؤمن من الملائكة التحية والبشارة والتثبيت، وللكفار الإنذار والإيلام والإضلال وسوء المصير.
هؤلاء الكفار كانوا يعملون بعض البر من صدقة وإكرام، وفك أسير وخدمة البيت والحجيج، وكانوا يعتزون بذلك، ويعلقون عليه آمالا كبارا فقال الله لهم: وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فيه خير فَجَعَلْناهُ لا خير فيه، ولا جزاء له، بل صار كالهباء المبثوث مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ «٢» ولا تعجب من هذا فهم قوم لم يؤمنوا بالله، ولم يقدروه حق قدره، وقاسوه بالأصنام والأوثان، وعبدوا معه غيره، وجعلوا له ولدا أو شريكا أو شبهوه ببعض خلقه فأولى بهؤلاء أن يثيبهم على عملهم آلهتهم!! أما المؤمنون بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد من رسله فأولئك هم أصحاب الجنة الفائزون، وهم- يومئذ يتلظى الكفار بنار جهنم- خير مستقرا، وأحسن مقيلا إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ لَهُمْ فِيها فاكِهَةٌ وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ [سورة يس الآيات ٥٥- ٥٧].
وفي الحديث «إن الله- تبارك وتعالى- يفرغ من حساب الخلق في مقدار نصف يوم فيقيل أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار»
وهذا معنى أحسن مقيلا...
من مشاهد يوم القيامة [سورة الفرقان (٢٥) : الآيات ٢٥ الى ٢٩]
وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلاً (٢٥) الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ وَكانَ يَوْماً عَلَى الْكافِرِينَ عَسِيراً (٢٦) وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (٢٧) يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً (٢٨) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً (٢٩)

(١) سورة ابراهيم الآية ٣٧.
(٢) سورة ابراهيم الآية ١٧.

صفحة رقم 718

المفردات:
تَشَقَّقُ تتفتح السماء عن الغمام: الْحَقُّ الثابت الذي لا يزول عَسِيراً شديدا يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ كناية عن الندم خَلِيلًا صاحبا وصديقا الذِّكْرِ المراد القرآن خَذُولًا الخذل الترك من الإعانة.
المعنى:
واذكر يوم تتشقق السماء عن الغمام. وتتفتح عنه، وتنزل عنه، وتنزل الملائكة من السماء ومعها صحائف الأعمال لتحاسب الخلق! وهذه الآية قريبة من قوله تعالى:
هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ [البقرة ٢١٠].
الملك يوم إذ تنتهي الخلائق إلى يوم الفصل، وتزول الدنيا ومعالمها، الملك الحق يومئذ للرحمن «لمن الملك اليوم؟ لله الواحد القهار» وكان هذا اليوم على الكافرين عسيرا وشديدا، إذ هو يوم الفصل والقول الحق فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ عَلَى الْكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ [سورة المدثر الآيتان ٩ و ١٠] أما المؤمنون فلا يحزنهم الفزع الأكبر، واذكر يوم يعض الظالم على يديه ندما وأسفا على ما فرط منه، ويقول: يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا نافعا، وطريقا موصلا الى الخير، وتركت طرق الغي والشيطان التي أتبعتها وكانت عاقبة أمرها خسرا.
يا ويلتى احضرى، فهذا أوانك! ليتني لم أتخذ فلانا هذا الذي أضلنى لم أتخذه خليلا وصديقا حميما أتبعه فيما يشير علىّ به.
روى أنها نزلت في عقبة بن أبى معيط، وكان صديقا لأمية بن خلف وأطاعه في إيذاء الرسول صلّى الله عليه وسلم

صفحة رقم 719
التفسير الواضح
عرض الكتاب
المؤلف
محمد محمود حجازي
الناشر
دار الجيل الجديد
سنة النشر
1413
الطبعة
العاشرة
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية