
سمّي صوت الحليّ وسواسا «١».
٣٣ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً: قوة على الاحتراف «٢». وقيل «٣» : صدقا ووفاء.
وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللَّهِ: هو حطّ شيء من الكتابة على الاستحباب «٤». أو سهمهم من الصّدقة «٥».
٣٥ اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ: هادي أهلها، ومدبّر أمرها.
أو منوّرهما «٦»، كما يقال: هو زادي، أي: مزوّدي/.
كَمِشْكاةٍ: كوّة لا منفذ لها.
كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ: منسوب إلى الدّر في حسنه وصفائه «٧».
(٢) أخرج الطبريّ هذا القول في تفسيره: ١٨/ ١٢٧ عن ابن عمر، وابن عباس رضي الله عنهم.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ١٢٧ عن ابن عمر، وابن عباس أيضا.
(٣) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (١٨/ ١٢٧، ١٢٨) عن الحسن، ومجاهد، وطاوس، وعطاء، وابن زيد.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ١٢٧ عن طاوس، وقتادة. وابن الجوزي في زاد المسير:
٦/ ٣٧ عن إبراهيم النخعي.
(٤) هذا مذهب أبي حنيفة رحمه الله تعالى كما في أحكام القرآن للجصاص: ٣/ ٣٢٢.
وحمله الشافعي- رحمه الله- على الوجوب، ذكره الماوردي في تفسيره: ٣/ ١٢٧.
(٥) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٨/ ١٣١ عن إبراهيم النخعي.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ١٢٧ عن الحسن، وإبراهيم النخعي، وابن زيد.
وهو أولى القولين بالصواب عند الطبري في تفسيره: ١٨/ ١٣٢.
(٦) ذكره الماوردي في تفسيره: ٣/ ١٢٩ دون عزو، وكذا البغوي في تفسيره: ٤/ ٣٤٥، ونقله القرطبي في تفسيره: ١٢/ ٢٥٧ عن الضحاك، والقرظي، وابن عرفة، ونقله أبو حيان في البحر المحيط: ٦/ ٤٥٥ عن الحسن.
(٧) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: ٤/ ٤٤، وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة:
٣٠٥.

مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ: لأنّ الله بارك في زيتون الشّام، وزيتها أضوأ وأصفى، ويسيل من غير اعتصار.
لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ: ليست من الشّرق دون الغرب، أو الغرب دون الشّرق لكنها من شجر الشّام واسطة البلاد بين المشرق والمغرب «١».
أو ليست بشرقية في جبل يدوم إشراق الشّمس عليها، ولا غربية نابتة في وهاد «٢» لا يطلع عليها الشّمس، بل المراد أنها ليست من شجر الدنيا التي تكون شرقية أو غربية ولكنها من شجر الجنّة «٣»، وكما قال بأنه مَثَلُ نُورِهِ فلا يؤول على ظاهره، ولكن نور الله: الإسلام، والمشكاة: صدر المؤمن، والزّجاجة: قلبه، والمصباح: فيه الإيمان، والشّجرة المباركة: شجرة النّبوة «٤».
وأورد الفخر الرازي هذا القول في تفسيره: ٢٣/ ٢٣٧، وضعفه بقوله: «وهذا ضعيف لأن من قال: الأرض كرة لم يثبت المشرق والمغرب موضعين معينين، بل كل بلد مشرق ومغرب على حدة، ولأن المثل مضروب لكل من يعرف الزيت، وقد يوجد في غير الشام كوجوده فيها».
(٢) الوهاد: جمع وهدة، المكان المنخفض من الأرض.
الصحاح: ٢/ ٥٥٤، واللسان: ٣/ ٤٧٠ (وهد).
(٣) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٨/ ١٤٢ عن الحسن رحمه الله تعالى.
وهو عن الحسن أيضا في معاني القرآن للزجاج: ٤/ ٤٥، وتفسير الماوردي: ٣/ ١٣١، وتفسير البغوي: ٣/ ٣٤٦، وزاد المسير: ٦/ ٤٣، وغرائب التفسير للكرماني: ٢/ ٧٩٨.
وضعف الفخر الرازي هذا القول في تفسيره: ٢٣/ ٢٣٧ فقال: «وهذا ضعيف لأنه تعالى إنما ضرب المثل بما شاهدوه، وهم ما شاهدوا شجر الجنة».
(٤) ينظر ما سبق في تفسير البغوي: (٣/ ٣٤٦، ٣٤٧)، وزاد المسير: ٦/ ٤٥، وذكره الفخر الرازي في تفسيره: (٢٣/ ٢٣٥، ٢٣٦) عن بعض الصوفية.
وفي هذا القول تكلف ظاهر لأن الله سبحانه وتعالى أثبت لنفسه نورا فلا حاجة لمثل هذا التأويل، ويقال في إثباته كما يقال في بقية صفاته.
ولا يلزم من المثل التشبيه، وإنما تقريب ذلك إلى الأذهان، ولله المثل الأعلى.