
فأجاب المخفوض (١) بمرفوع (٢)؛ لأن معنى الكلام: فقال السائلون: من الميت؟ فقال المخبرون: الميت وزير (٣).
قال أبو علي: والجواب على اللفظ هو الوجه (٤).
قوله: ﴿أَفَلَا تَتَّقُونَ﴾ قال ابن عباس: أفلا تخافون حيث جعلتم لي ما تكرهون لأنفسكم، زعمتم أن الملائكة بناتي وكرهتم لأنفسكم البنات (٥).
وقال الكلبي: أفلا تتقون عبادة غير الله (٦).
٨٨ - قوله: ﴿قُلْ﴾ لهم كما محمد ﴿مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ قال ابن عباس: يريد السموات وما فوقها وما بينها (٧) والأرضين وما تحتها وما بينها وما لا يعلمه أحدٌ غيره (٨).
النواجع: الذين يخرجون إلى البادية من المرْتع. انتهى كلامه رحمه الله.
والرَّمْسُ: تراب القبر، والقبر نفسه. "لسان العرب" ٦/ ١٠٢ (رمس).
(١) في (ظ): (المحفوظ)، وهو خطأ.
(٢) في (ظ): (بالمرفوع).
(٣) من قوله: (فأجاب... إلى هنا) هذا كلام الثعلبي ٣/ ٦٣ ب بنصِّه. وكذلك الطبري ٨/ ٤٨.
(٤) "الحجة" لأبي علي الفارسي ٥/ ٣٠١.
(٥) ذكر القرطبي ١٢/ ١٤٥ هذا القول ولم ينسبه لأحد.
(٦) ذكر ابن الجوزي ٥/ ٤٨٧ هذا القول ولم ينسبه لأحد.
(٧) في (أ): (وما بينهما).
(٨) ذكره هذا القول القرطبي ١٢/ ١٤٥ ولم ينسبه لأحد.

قال أهل اللغة: معنى الملكوت: عظم الملك. وفعلوت (١) من صفة المجالغة نحو جبروت ورحموت ورهبوت (٢) (٣).
والذي ذكره [ابن عباس] (٤) في تفسير الملكوت موافق لهذا المعنى لأنّه أخبر عن عظيم (٥) ملكه.
وقال مجاهد: ﴿مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ خزائن كل شيء (٦).
وهذا أيضًا راجع إلى المعنى الذي ذكرنا.
قوله: ﴿وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ يقال أجرت فلانًا إذا استغاث بك فحميته. وأجرت عليه، إذا حميت عنه من يَرُومه (٧).
ومعنى الآية: أنّه يمنع من السوء من يشاء، ولا يمكن منع من أراده بسوء (٨) منه (٩). قال مقاتل: يُؤَمِّن ولا يؤمِّن عليه أحد (١٠).
(٢) في (ظ)، (ع): (ورهبوت ورحموت).
(٣) انظر: (ملك) في "الصحاح" ٤/ ١٦٠، "لسان العرب" ١٠/ ٤٩٢، "القاموس المحيط" ٣/ ٣٢٠.
(٤) ما بين المعقوفين ساقط من (أ).
(٥) في (ع): (عظم).
(٦) رواه الطبري ١٨/ ٤٨، ٤٩، وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٦/ ١١٣ وزاد نسبته لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٧) انظر: (جور) في "تهذيب اللغة" ١١/ ١٧٥ - ١٧٦، "المحكم" لابن سيده ٧/ ٣٧٦ - ٣٧٧، "لسان العرب" ٤/ ١٥٤ - ١٥٥.
(٨) في (أ): (بشيء).
(٩) انظر: "الطبري" ١٨/ ٤٩٠.
(١٠) "تفسير مقاتل" ٢/ ٣٢ ب