آيات من القرآن الكريم

فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّىٰ حِينٍ
ﯣﯤﯥﯦﯧ

وقال الفراء: المعنى في زُبُر وزُبَر واحد (١).
يعني أن الزُبْرة بمعنى القطعة تجمع على زُبُر وزُبَر، وعلى هذا ليس للكتب في الآية معنى، ويدل على هذا أنّ الذين قالوا من المفسرين في الآية فرقًا وقطعًا لم يقولوه في قراءة من قرأ بفتح الباء، وإنَّما فسروه على قراءة العوام.
وقد قال المبرد: ﴿زُبَرًا﴾ أي فرقًا مختلفة وأحدها زَبُور. والزُّبَر واحدها زُبْرة وهي القطعة (٢). وعلى هذا الزبور الفرقة والطائفة.
وقوله: ﴿كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾ قال ابن عباس: يريد بما عندهم من خلاف النبي -صلى الله عليه وسلم- مسرورون.
وقال مقاتل: يقول: كل أهل ملة بما عندهم من الدين راضون (٣).
ومضى الكلام في الفرح عند قوله: ﴿فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ [آل عمران: ١٧٠].
وقال الفراء: يقول معجبون بدينهم يرون أنهم على الحق (٤).
٥٤ - قوله تعالى: ﴿فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ﴾ قال مقاتل: يعني كفار مكة، يقول: خل عنهم في غفلتهم (٥).
وقال ابن عباس: يريد في ضلالتهم (٦). وهو قول قتادة (٧).

(١) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٢٣٨.
(٢) لم أجده.
(٣) "تفسير مقاتل" ٢/ ٣١ أ.
(٤) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٢٣٨.
(٥) "تفسير مقاتل" ٢/ ٣١ ب.
(٦) ذكره عنه الثعلبي ٣/ ٦٢ أ.
(٧) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" ٢/ ٤٦.

صفحة رقم 610
التفسير البسيط
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي
الناشر
عمادة البحث العلمي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
سنة النشر
1430
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية