
{يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون فذرهم في غمرتهم حتى حين أيحسبون أنما
صفحة رقم 56
نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون} قوله: ﴿وإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدةً﴾ فيه ثلاثة أوجه: أحدها: دينكم دين واحد، قاله الحسن، ومنه قول الشاعر:
(حلفت فلم أترك لنفسك ريبةً | وهل يأتَمن ذو أمة وهو طائع) |

والثاني: في عملهم، وهو قول يحيى بن سلام. والثالث: في حيرتهم، وهو قول ابن شجرة. والرابع: في جهلهم، وهو قول الكلبي. ﴿حَتَّى حِينٍ﴾ فيه ثلاثة أوجه: أحدها: حتى الموت. والثاني: حتى يأتيهم ما وعدوا به، وهو يوم بدر. والثالث: أنه خارج مخرج الوعيد كما تقول للتوعد: لك يوم، وهذا قول الكلبي. قوله عز وجل: ﴿أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ﴾ أي نعطيهم ونزيدهم من أموال وأولاد. ﴿نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ﴾ فيه وجهان: أحدهما: نجعله في العامل خيراً. والثاني: أنما نريد لهم بذلك خيراً. ﴿بَل لاَّ يَشْعُرُونَ﴾ فيه وجهان: أحدهما: بل لا يشعرون أنه استدراج. والثاني: بل لا يشعرون أنه اختبار.
صفحة رقم 58