آيات من القرآن الكريم

أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ
ﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔ

(أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ (٣٥)
كانت المادة الأولى لإنكارهم التي سوغت كفرهم أنه بشر مثلهم، ثم كانت المادة الثانية أنه يعدهم بأنهم سيبعثون، قالوا مستنكرين ومستبعدين: (أَيَعِدُكمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكنتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُم مُّخْرَجُونَ) الاستفهام للإنكار، أي استنكار هذا الوعد، لإنكار الواقع، فهو في معنى التوبيخ للنبيين على هذا الوعد الذي وعدوه، والذي هو جزء من رسالتهم، ويذكرون سبب الإنكار في أمرين:

صفحة رقم 5071

ْأولا - أنهم ماتوا.
والثاني - أنهم صاروا ترابا وعظاما بالية، وهي رميم، وإن ذلك يجعل الإعادة في نظرهم مستحيلة؛ لأن الأرواح زهقت بالموت، والأجسام بليت، ونسوا أن الذي بدأهم وأنشاهم من العدم، كما قال سبحانه: (كمَا بَدَأَكُمْ تَعودُونَ)، وأن الذي فطرهم أولا هو الذي يعيدهم ثانية. ويزيدون في استبعادهم أو إنكارهم أنهم مخرجون من دفائن القبور إلى ظاهر الوجود، وكل ذلك من سيطرة المادة.
ويؤكدون ذلك فيقولون:

صفحة رقم 5072
زهرة التفاسير
عرض الكتاب
المؤلف
محمد بن أحمد بن مصطفى بن أحمد المعروف بأبي زهرة
الناشر
دار الفكر العربي
عدد الأجزاء
10
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية