آيات من القرآن الكريم

وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ
ﭛﭜﭝﭞﭟ

- قَوْله تَعَالَى: وَالَّذين هم عَن اللَّغْو معرضون وَالَّذين هم لِلزَّكَاةِ فاعلون وَالَّذين هم لفروجهم حافظون إِلَّا على أَزوَاجهم أَو مَا ملكت أَيْمَانهم فَإِنَّهُم غير ملومين فَمن ابْتغى وَرَاء ذَلِك فَأُولَئِك هم العادون وَالَّذين هم لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدهمْ رَاعُونَ وَالَّذين هم على صلواتهم يُحَافِظُونَ
أخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله ﴿وَالَّذين هم عَن اللَّغْو معرضون﴾ قَالَ: الْبَاطِل
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن الْحسن فِي قَوْله ﴿وَالَّذين هم عَن اللَّغْو﴾ قَالَ: عَن الْمعاصِي
وَأخرج ابْن الْمُبَارك عَن قَتَادَة فِي قَوْله ﴿وَالَّذين هم عَن اللَّغْو معرضون﴾ قَالَ: أَتَاهُم وَالله من أَمر الله مَا وقذهم عَن الْبَاطِل
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن سعيد بن جُبَير فِي قَوْله ﴿وَالَّذين هم لِلزَّكَاةِ فاعلون﴾ يَعْنِي: الْأَمْوَال ﴿وَالَّذين هم لفروجهم حافظون﴾ يَعْنِي: الْفَوَاحِش ﴿إِلَّا على أَزوَاجهم أَو مَا ملكت أَيْمَانهم﴾ يَعْنِي
وَلَا ئدهم ﴿فَإِنَّهُم غير ملومين﴾ قَالَ:

صفحة رقم 87

لَا يلومون على جماع أَزوَاجهم وولائدهم ﴿فَمن ابْتغى وَرَاء ذَلِك﴾ يَعْنِي
فَمن طلب الْفَوَاحِش بعد الْأزْوَاج والولائد طلب مَا لم يحل ﴿فَأُولَئِك هم العادون﴾ يَعْنِي: الْمُعْتَدِينَ فِي دينهم ﴿وَالَّذين هم لِأَمَانَاتِهِمْ﴾ يَعْنِي
بِهَذَا مَا ائتمنوا عَلَيْهِ فِيمَا بَينهم وَبَين النَّاس ﴿وَعَهْدهمْ﴾ قَالَ: يُوفونَ الْعَهْد ﴿رَاعُونَ﴾ قَالَ: حافظوْن
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن السّديّ فِي قَوْله ﴿إِلَّا على أَزوَاجهم﴾ يَعْنِي
إِلَّا من امْرَأَته ﴿أَو مَا ملكت أَيْمَانهم﴾ قَالَ: أمته
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن مُحَمَّد بن كَعْب قَالَ: كل فرج عَلَيْك حرَام إِلَّا فرجين
قَالَ الله ﴿إِلَّا على أَزوَاجهم أَو مَا ملكت أَيْمَانهم﴾
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن قَتَادَة فِي قَوْله ﴿فَمن ابْتغى وَرَاء ذَلِك فَأُولَئِك هم العادون﴾ يَقُول: من تعدى الْحَلَال أَصَابَهُ الْحَرَام
وَأخرج عبد بن حميد عَن عبد الرَّحْمَن فِي قَوْله ﴿فَمن ابْتغى وَرَاء ذَلِك فَأُولَئِك هم العادون﴾ قَالَ: الزِّنَا
وَأخرج ابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن ابْن أبي مليكَة قَالَ: سُئِلت عَائِشَة عَن مُتْعَة النِّسَاء فَقَالَت: بيني وَبَيْنكُم كتاب الله وقرأت ﴿وَالَّذين هم لفروجهم حافظون إِلَّا على أَزوَاجهم أَو مَا ملكت أَيْمَانهم﴾ فَمن ابْتغى وَرَاء مَا زوجه الله أَو ملكه فقد عدا
وَأخرج عبد الرَّزَّاق عَن وَأَبُو دَاوُد فِي ناسخه عَن الْقَاسِم بن محمدأنه سُئِلَ عَن الْمُتْعَة فَقَالَ: إِنِّي لَا أرى تَحْرِيمهَا فِي الْقُرْآن ثمَّ تَلا ﴿وَالَّذين هم لفروجهم حافظون إِلَّا على أَزوَاجهم أَو مَا ملكت أَيْمَانهم﴾
وَأخرج عبد الرَّزَّاق عَن قَتَادَة قَالَ: تسرت امْرَأَة غُلَاما لَهَا فَذكرت لعمر رَضِي الله عَنهُ فَسَأَلَهَا: مَا حملك على هَذَا فَقَالَت: كنت أرى أَنه يحل لي مَا يحل للرجل من ملك الْيَمين
فَاسْتَشَارَ عمر رَضِي الله عَنهُ فِيهَا أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالُوا: تأولت كتاب الله على غير تَأْوِيله
فَقَالَ عمر: لَا جرم وَالله لَا أُحِلُّكِ لحر بعده أبدا
كَأَنَّهُ عاقبها بذلك وَدَرَأَ الْحَد عَنْهَا وَأمر العَبْد أَن لَا يقربهَا
وَأخرج عبد الرَّزَّاق عَن أبي بكر بن عبد الله أَنه سمع أَبَاهُ يَقُول: حضرت عمر ابْن عبد الْعَزِيز جَاءَتْهُ إمرأة من الْعَرَب بِغُلَام لَهَا رومي فَقَالَ: إِنِّي استسريته فَمَنَعَنِي بَنو عمي وَإِنَّمَا أَنا يمنزلة الرجل تكون لَهُ الوليدة فيطؤها فَأبى عَليّ بَنو عمي فَقَالَ لَهَا عمر: أتزوجت قبله قَالَت: نعم
قَالَ: أما وَالله لَوْلَا منزلتك من الْجَهَالَة

صفحة رقم 88

لرجمتك بِالْحِجَارَةِ
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن أبي شيبَة عَن ابْن عمر أَنه سُئِلَ عَن امْرَأَة أحلّت جاريتها لزَوجهَا فَقَالَ: لَا يحل لَك أَن تطَأ فرجا إِلَّا فرجا إِن شِئْت بِعْت وَإِن شِئْت وهبت وَإِن شِئْت أعتقت
وَأخرج عبد الرَّزَّاق عَن سعيد بن وهب قَالَ: جَاءَ رجل إِلَى ابْن عمر فَقَالَ: إِن أُمِّي كَانَت لَهَا جَارِيَة وانه أحلتها إِلَيّ أَطُوف عَلَيْهَا
فَقَالَ: لَا تحل لَك إِلَّا أَن تشتريها أَو تهبها لَك
وَأخرج عبد الرَّزَّاق عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: إِذا أحلّت امْرَأَة الرجل أَو ابْنَته أَو أُخْته لَهُ جاريتها فليصبها وَهِي لَهَا
وَأخرج عبد الرَّزَّاق عَن طَاوس أَنه قَالَ: هُوَ أحل من الطَّعَام فَإِن ولدت فولدها للَّذي أحلّت لَهُ وَهِي لسَيِّدهَا الأول
وَأخرج عبد الرَّزَّاق عَن عَطاء قَالَ: كَانَ يفعل يحل الرجل وليدته لغلامه وَابْنه وأخيه وَأَبِيهِ وَالْمَرْأَة لزَوجهَا وَلَقَد بَلغنِي أَن الرجل يُرْسل وليدته إِلَى ضَيفه
وَأخرج ابْن أبي شيبَة عَن ابْن سِيرِين قَالَ: الْفرج لَا يعار
وَأخرج ابْن أبي شيبَة عَن الْحسن قَالَ: لَا يعار الْفرج
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن قَتَادَة فِي قَوْله ﴿وَالَّذين هم على صلواتهم يُحَافِظُونَ﴾ قَالَ: أَي على وضوئها ومواقيتها وركوعها وسجودها
وَأخرج سعيد بن مَنْصُور وَابْن أبي حَاتِم عَن مَسْرُوق قَالَ: ماكان فِي الْقُرْآن ﴿يُحَافِظُونَ﴾ فَهُوَ على مَوَاقِيت الصَّلَاة
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ وَالطَّبَرَانِيّ عَن ابْن مَسْعُود أَنه قيل لَهُ: إِن الله يكثر ذكر الصَّلَاة فِي الْقُرْآن ﴿الَّذين هم على صلَاتهم دائمون﴾ المعارج الْآيَة ٢٣ ﴿وَالَّذين هم على صلواتهم يُحَافِظُونَ﴾ قَالَ: ذَاك على مواقيتها
قَالُوا مَا كُنَّا نرى ذَلِك إِلَّا على تَركهَا
قَالَ: تَركهَا الْكفْر
وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن أبي صَالح فِي قَوْله ﴿وَالَّذين هم على صلواتهم يُحَافِظُونَ﴾ قَالَ: الْمَكْتُوبَة
وَالَّذِي فِي سَأَلَ التطّوع
وَأخرج عبد بن حميد عَن عِكْرِمَة فِي قَوْله ﴿وَالَّذين هم على صلَاتهم يُحَافِظُونَ﴾ قَالَ: على الْمَكْتُوبَة

صفحة رقم 89
الدر المنثور في التأويل بالمأثور
عرض الكتاب
المؤلف
جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد ابن سابق الدين الخضيري السيوطي
الناشر
دار الفكر - بيروت
سنة النشر
1432 - 2011
عدد الأجزاء
8
التصنيف
كتب التفسير
اللغة
العربية