آيات من القرآن الكريم

وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ
ﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪ

(وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (٧)
الواو عاطفة على (بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ)، وهي تتضمن القصر، أي اللَّه وحده هو الحق، ولا حق غيره سبحانه، فعطف على ذلك (وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ

صفحة رقم 4947

فِيهَا)، أي أنه كما أن اللَّه وحده له الوجود، وأنه المعبود وحده، فكذلك الساعة آتية لَا ريب فيها فلا يلتفت إلى ريب الذين يرتابون فيها، وإذا كان من الناس من يرتابون، فالأدلة قائمة مثبتة موجبة مزيلة للريب كاشفة للحق، ثم قال تعالى: (وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ)، ولو تبددت أشلاؤهم، وتقطعت أوصالهم، وتداخلت في أجسام، فاللَّه على كل شيء قدير.
* * *
الجاحدون ومرضى القلوب والمنافقون
قال اللَّه تعالى:
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (٨) ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (٩) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (١٠) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (١١) يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ (١٢) يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ (١٣)
* * *
هذه السورة مدنية، وفي المدينة التقى النبي - ﷺ - باليهود، وغيرهم من أهل الكتاب، ولم يكن الجدل بين النبي - ﷺ - لذلك تشعبت المناقشة حول اللَّه تعالى إلى شعب شتى فوق الجدل في عبادة الأوثان والإشراك باللَّه سبحانه وتعالى، فكان الجدل حول ما أشاعه العرب من عبادة، وحول إرسال الرسل من غير بني

صفحة رقم 4948

إسرائيل، ومقام الشريعة التي جاء بها محمد - ﷺ - من الشرائع السابقة، وخصوصا شريعة التوراة بعد أن حرف الكلم عن مواضعه، وقد قال تعالى:

صفحة رقم 4949
زهرة التفاسير
عرض الكتاب
المؤلف
محمد بن أحمد بن مصطفى بن أحمد المعروف بأبي زهرة
الناشر
دار الفكر العربي
عدد الأجزاء
10
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية