آيات من القرآن الكريم

يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ
ﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯ ﮱﯓﯔﯕﯖﯗ ﯙﯚﯛﯜ ﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩ

وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ مُعَادِلٌ له، ويؤيد هذا قوله تعالى بعد هذا: وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ الآية.
[سورة الحج (٢٢) : الآيات ١٩ الى ٢٢]
هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ (١٩) يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (٢٠) وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (٢١) كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ (٢٢)
وقوله سبحانه: هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ... الآية، نزلت هذه الآيةُ في المتبارزين يوم بدر، وهم سِتَّةُ نفر: حَمْزَةُ، وعَلِيٌّ، وعبيدة بن الحارث (رضي الله عنهم) بَرَزُوا لعتبةَ بنِ ربيعة، والوليد بن عتبة، وشيبة بن ربيعة، قال علي بن أبي طالب: أنا أَوَّلُ مَنْ يجثو يوم القيامة للخصومة بين يدي الله تعالى، وأقسم أَبو ذَرٍّ «١» على هذا القولِ ووقع في «صحيح البخاريِّ» (رحمه الله تعالى) : أَنَّ الآيةَ فِيهم، وقال ابن عباس: الإِشارة إلى المؤمنين وأَهْلِ الكتاب «٢» وذلك أَنَّهُ وقع بينهم تخاصم، فقالتِ اليهودُ: نحن أقدمُ دِيناً منكُم، ونحو هذا فنزلت الآية، وقال مجاهد وجماعة «٣» : الإِشارة إلى المؤمنين والكُفَّارِ على العموم.
قال ع «٤» : وهذا قولَ تَعْضُدُهُ الآية وذلك أنه تَقَدَّمَ قولُه: وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ المعنى: هم مؤمنون ساجدون، ثم قال تعالى: وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ/، ثم أشار ٢٣ أإلى هذين الصنفين بقوله: هذانِ خَصْمانِ والمعنى: أَن الإيمانَ وأهله، والكفرَ وأهله- خصمان مذ كانا إلى يوم القيامة بالعداوة والجدال والحرب، وخصم مصدر يُوصَفُ به الواحد والجمع، ويَدُلُّ على أَنه أراد الجمع قوله: اخْتَصَمُوا فإنه قراءة الجمهور «٥» وقرأ ابن أبي «٦» عبلة: «اختصما».

(١) أخرجه البخاري (٨/ ٢٩٧) كتاب «التفسير» : باب هذانِ خَصْمانِ حديث (٤٧٤٣) و «مسلم» (٤/ ٢٣٢٣) كتاب «التفسير» : باب قوله تعالى: هذانِ خَصْمانِ حديث (٣٤/ ٣٠٣٣). [.....]
(٢) أخرجه الطبريّ (٩/ ١٢٤) برقم (٢٤٩٨٤)، وذكره البغوي (٣/ ٢٨٠)، وابن عطية (٤/ ١١٣، ١١٤)، وابن كثير (٣/ ٢١٢)، والسيوطي (٤/ ٦٢٨)، وعزاه لابن جرير، وابن مردويه عن ابن عباس.
(٣) أخرجه الطبريّ (٩/ ١٢٤) برقم (٢٤٩٨٥)، وذكره البغوي (٣/ ٢٨٠)، وابن عطية (٤/ ١١٤)، وابن كثير (٣/ ٢١٢)، والسيوطي (٤/ ٦٢٨)، وعزاه لابن جرير عن مجاهد، وعطاء بن أبي رباح والحسن.
(٤) ينظر: «المحرر الوجيز» (٤/ ١١٤).
(٥) ينظر: «المحرر الوجيز» (٤/ ١١٤).
(٦) ينظر: «المحرر الوجيز» (٤/ ١١٤)، و «البحر المحيط» (٦/ ٣٣٤)، و «الدر المصون» (٥/ ١٣٤).

صفحة رقم 113
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
عرض الكتاب
المؤلف
أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي
تحقيق
عادل أحمد عبد الموجود
الناشر
دار إحياء التراث العربي - بيروت
سنة النشر
1418
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية