آيات من القرآن الكريم

فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ
ﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣ ﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝ ﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩ ﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻ ﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄ ﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌ ﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤ ﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮ ﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛ ﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛ

(لِتُحْصِنَكُمْ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بَدَلًا مِنْ لَكُمْ، بِإِعَادَةِ الْجَارِّ ; وَيَجُوزُ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِعَلَّمْنَا ; أَيْ لِأَجْلِ تَحْصِينِكُمْ.
وَيُحْصِنَكُمْ - بِالْيَاءِ عَلَى أَنَّ الْفَاعِلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، أَوْ دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَوِ الصُّنْعُ، أَوِ التَّعْلِيمُ، أَوِ اللَّبُوسُ ; وَبِالتَّاءِ ; أَيِ الصَّنْعَةُ، أَوِ الدُّرُوعُ. وَبِالنُّونِ لِلَّهِ تَعَالَى عَلَى التَّعْظِيمِ.
وَيُقْرَأُ بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيفِ.
وَ (الرِّيحَ) : نُصِبَ عَلَى تَقْدِيرِ: وَسَخَّرْنَا لِسُلَيْمَانَ ; وَدَلَّ عَلَيْهِ وَ «سَخَّرْنَا» الْأُولَى.
وَيُقْرَأُ بِالرَّفْعِ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ.
وَ (عَاصِفَةً) : حَالٌ، وَ «تَجْرِي» : حَالٌ أُخْرَى ; إِمَّا بَدَلًا مِنْ عَاصِفَةً، أَوْ مِنَ الضَّمِيرِ فِيهَا.
قَالَ تَعَالَى: (وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ (٨٢)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ) :«مَنْ» فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَطْفًا عَلَى الرِّيَاحِ أَوْ رُفِعَ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ، وَهِيَ نَكِرَةٌ مَوْصُوفَةٌ، وَالضَّمِيرُ عَائِدٌ عَلَى مَعْنَاهَا.
وَ (دُونَ ذَلِكَ) : صِفَةٌ لِعَمَلًا.
قَالَ تَعَالَى: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (٨٤) وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ (٨٥) وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ (٨٦) وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (٨٧))
قَوْلُهُ تَعَالَى: (رَحْمَةً) وَ (ذِكْرَى) : مَفْعُولٌ لَهُ ; وَيَجُوزُ أَنْ يَنْتَصِبَ عَلَى الْمَصْدَرِ ; أَيْ وَرَحِمْنَاهُ.
وَ (مُغَاضِبًا) : حَالٌ.
قَالَ تَعَالَى: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (٨٨)).

صفحة رقم 924

قَوْلُهُ تَعَالَى: (نُنْجِي) : الْجُمْهُورُ عَلَى الْجَمْعِ بَيْنَ النُّونَيْنِ وَتَخْفِيفِ الْجِيمِ. وَيُقْرَأُ بِنُونٍ وَاحِدَةٍ وَتَشْدِيدِ الْجِيمِ، وَفِيهِ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ:
أَحَدُهَا: أَنَّهُ فِعْلٌ مَاضٍ، وَسَكَّنَ الْيَاءَ إِيثَارًا لِلتَّخْفِيفِ، وَالْقَائِمُ مَقَامَ الْفَاعِلِ الْمَصْدَرُ ; أَيْ نَجَّى النَّجَاءُ. وَهُوَ ضَعِيفٌ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا: تَسْكِينُ آخَرِ الْمَاضِي. وَالثَّانِي: إِقَامَةُ الْمَصْدَرِ مَقَامَ الْفَاعِلِ مَعَ وُجُودِ الْمَفْعُولِ الصَّحِيحِ. وَالْوَجْهُ الثَّانِي: أَنَّهُ فِعْلٌ مُسْتَقْبَلٌ قُلِبَتْ مِنْهُ النُّونُ الثَّانِيَةُ جِيمًا وَأُدْغِمَتْ ; وَهُوَ ضَعِيفٌ أَيْضًا.
وَالثَّالِثُ: أَنَّ أَصْلَهُ نُنَجِّي - بِفَتْحِ النُّونِ الثَّانِيَةِ، وَلَكِنَّهَا حُذِفَتْ كَمَا حُذِفَتِ التَّاءُ الثَّانِيَةُ فِي (تَظَاهَرُونَ) [الْأَحْزَابِ: ٤] وَهَذَا ضَعِيفٌ أَيْضًا لِوَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّ النُّونَ الثَّانِيَةَ أَصْلٌ وَهِيَ فَاءُ الْكَلِمَةِ، فَحَذْفُهَا يَبْعُدُ جِدًّا. وَالثَّانِي: أَنَّ حَرَكَتَهَا غَيْرُ حَرَكَةِ النُّونِ الْأُولَى، فَلَا يُسْتَثْقَلُ الْجَمْعُ بَيْنَهُمَا بِخِلَافِ «تُظَاهِرُونَ»، أَلَا تَرَى أَنَّكَ لَوْ قُلْتَ: تُتَحَامَى الْمَظَالِمُ، لَمْ يَسُغْ حَذْفُ التَّاءِ الثَّانِيَةِ.
قَالَ تَعَالَى: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (٩٠))
قَوْلُهُ تَعَالَى: (رَغَبًا وَرَهَبًا) : مَفْعُولٌ لَهُ، أَوْ مَصْدَرٌ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ ; أَوْ مَصْدَرٌ عَلَى الْمَعْنَى.
قَالَ تَعَالَى: (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ (٩١))
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ) : أَيْ وَاذْكُرِ الَّتِي.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ ; أَيْ: وَفِيمَا يُتْلَى عَلَيْكَ خَبَرُ الَّتِي.

صفحة رقم 925
التبيان في إعراب القرآن
عرض الكتاب
المؤلف
أبو البقاء محبّ الدين عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبريّ البغدادي
الناشر
عيسى البابي الحلبي وشركاه
عدد الأجزاء
1
التصنيف
إعراب القرآن
اللغة
العربية