آيات من القرآن الكريم

جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّىٰ
ﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄ ﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍﰎﰏ ﰑﰒﰓﰔﰕﰖﰗﰘﰙﰚﰛﰜﰝ

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن أبي معشر، عن محمد بن كعب، ومحمد بن قيس في قول الله (وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) قالا خيرا منك إن أطيع، وأبقى منك عذابا إن عُصي.
القول في تأويل قوله تعالى: ﴿إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا (٧٤) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى (٧٥) ﴾
يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل السحرة لفرعون (إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ) من خلقه (مُجْرِما) يقول: مكتسبا الكفر به، (فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ) يقول: فإن له جهنم مأوى ومسكنا، جزاء له على كفره (لا يَمُوتُ فِيهَا) فتخرج نفسه (وَلا يَحْيَا) فتستقر نفسه في مقرها فتطمئن، ولكنها تتعلق بالحناجر منهم (وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا) موحدا لا يُشرك به (قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ) يقول: قد عمل ما أمره به ربه، وانتهى عما نهاه عنه (فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى) يقول: فأولئك الذين لهم درجات الجنة العلى.
القول في تأويل قوله تعالى: ﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى (٧٦) ﴾
يقول تعالى ذكره: ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات، فأولئك لهم الدرجات العلى. ثم بين تلك الدرجات العلى ما هي، فقال: هن (جَنَّاتِ عَدْنٍ) يعني: جنات إقامة لا ظعن عنها ولا نفاد لها ولا فناء (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ) يقول: تجري من تحت أشجارها الأنهار (خَالِدِينَ فِيهَا) يقول: ماكثين فيها إلى غير غاية محدودة; فالجنات من قوله (جَنَّاتِ عَدْنٍ) مرفوعة بالردّ على الدرجات.

صفحة رقم 342

كما حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، في قوله (وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى) قال: عدن.
وقوله (وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى) يقول: وهذه الدرجات العُلى التي هي جنات عدن على ما وصف جلّ جلاله ثواب من تزكى، يعني: من تطهر من الذنوب، فأطاع الله فيما أمره، ولم يدنس نفسه بمعصيته فيما نهاه عنه.

صفحة رقم 343
جامع البيان في تأويل آي القرآن
عرض الكتاب
المؤلف
أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد الطبري
تحقيق
أحمد شاكر
الناشر
مؤسسة الرسالة
الطبعة
الأولى، 1420 ه - 2000 م
عدد الأجزاء
24
التصنيف
كتب التفسير
اللغة
العربية