آيات من القرآن الكريم

قَالُوا إِنْ هَٰذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَىٰ
ﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹ

الدهر والجدب بنى فلان، وقوم يقولون: أسحته بالألف وقال الفرزدق:

ومضّ زمان يا ابن مروان لم يدع «١» من المال إلّا مسحت أو مجلّف
«٢» [٥٤٣] والمسحت المهلك، والمجلّف: الذي قد بقي منه بقية، ولم يدع، أي لم يبق وقال سويد بن أبى كاهل:
أرّق العين خيال لم يدع من سليمى ففوادى منتذع
«٣» [٥٤٤] لم يدع أي لم يستقر..
«إِنْ هذانِ لَساحِرانِ» (٦٣) قال أبو عمرو وعيسى ويونس «إنّ هذين لساحران» فى اللفظ وكتب «هذان» كما يزيدون وينقصون فى الكتاب واللفظ صواب. وزعم أبو الخطّاب أنه سمع قوما من بنى كنانة وغيرهم يرفعون الاثنين فى موضع الجر والنصب، قال بشر بن هلال «إِنْ» بمعنى الابتداء والإيجاب، ألا ترى أنها تعمل فيما يليها ولا تعمل فيما بعد الذي بعدها فترفع الخبر ولا تنصبه كما تنصب الاسم فكان مجاز
(١). - ٦ «لم يدع» : يفتح الدال كما ذكروا فى المعاجم ونص عليه الأنبارى بأنه بكسر الدال أي لم يسكن ولم يستقر (اللسان).
(٢). - ٥٤٣: ديوانه ص ٥٥٦ والطبري ١٦/ ١١٩ وشرح المفضليات ص ٣٩٦ والجمهرة ٢/ ١٠٧ واللسان والتاج (جلف، سحت) والقرطبي ١١/ ٢١٥ والخزانة ٢/ ٣٤٧.
(٣). - ٥٤٤: سويد بن أبى كاهل: شاعر مخضرم عاش فى الجاهلية دهرا وعمر فى الإسلام عمرا طويلا، وانظر ترجمته فى طبقات الشعراء للجمحى ص ٤٥ والشعراء ص ٢٥٠ والأغانى ١١/ ١٦٥. - والبيت من قصيدة مفضلية (ص ٣٨١- ٤٠٩) قد كانت تسمى اليتيمة لما اشتملت عليه من الأمثال والبيت أيضا فى النقائض ص ٥٥٧ واللسان والتاج (ودع).

صفحة رقم 21

«إِنْ هذانِ لَساحِرانِ» «١» مجاز كلامين، مخرجه: إنه أي نعم، ثم قلت: هذان ساحران، ألا ترى أنهم يرفعون المشرك كقوله:

فمن يك أمسى بالمدينة رحله فإنّى وقيّار بها لغريب
(٢٠٧) وقوله:
إنَّ شَرخ الشَّباب والشّعر الأسود ما لم يعاص كان جنونا
(٢٩١) وقوله:
إنّ السيوف غدوّها ورواحها تركت هوازن مثل قرن الأعضب
«٢» «٣» [٥٤٥] ويقول بعضهم «إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ» (٣٣/ ٥٦) فيرفعون ملائكته على شركة الابتداء ولا يعملون فيها «إن»، وقال سمعت الفصحاء من المحرمين يقولون: إنّ الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.
وقرأها قوم على تخفيف نون «إن» وإسكانها وهو يجوز لأنهم قد أدخلوا اللام فى الابتداء وهى فضل، قال:
«أم الحليس لعجوز شهربه»
(٢٥٥)
(١). - ٧ (من ص ٢١) - «قال... ساحران» : قال الطبري (١٦/ ١٢١) وحدثت عن أبى عبيدة معمر بن المثنى، وروى الكلام سوى البيت رقم (٢٩١).
(٢). - ٥٤٥: هو للأخطل، فى ديوانه ص ٢٨ والكامل ص ٤٣٩ والجمهرة ١/ ٣٠٣ واللسان والتاج (عضب).
(٣). - ٥٤٦: لم أجده فى شعر كعب ولكننى وجدته فى ديوان أبيه زهير من كلمة ٢٦ بيتا ص ٣٥٤- ٣٦٥.

صفحة رقم 22
مجاز القرآن
عرض الكتاب
المؤلف
أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمى البصري
تحقيق
محمد فؤاد سزگين
الناشر
مكتبة الخانجى - القاهرة
الطبعة
1381
عدد الأجزاء
1
التصنيف
ألفاظ القرآن
اللغة
العربية