آيات من القرآن الكريم

فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَىٰ
ﰘﰙﰚﰛﰜ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜ ﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰ ﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻ ﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅ ﮇﮈﮉﮊﮋﮌ ﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔ ﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣ ﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬ ﮮﮯﮰﮱﯓﯔ ﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥ ﯧﯨﯩﯪﯫ ﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹ

ثُمَّ هَدى: للمعيشة في الدنيا والسعادة في الآخرة.
٥١ فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى: حين حذّره البعث، فقال: ما بال الأمم الخالية كيف يبعثون ومتى وهم رمم بالية؟.
٥٨ مَكاناً سُوىً: المكان النّصف بين الفريقين يستوي مسافته عليهما «١».
٥٩ يَوْمُ الزِّينَةِ: ارتفع يَوْمُ لأنّه خبر مَوْعِدُكُمْ، على أنّ الموعد اسم زمان الوعد أو مكانه، ومن نصب «٢» نصبه على الظرف للموعد، وجعل الموعد حدثا كالوعد لئلا يتكرر الزمان.
٦١ فَيُسْحِتَكُمْ: يستأصلكم «٣». سحت وأسحت، وسمّي السّحت لأنّه مهلك «٤»، ودم سحت: هدر «٥».
٦٣ إِنْ هذانِ لَساحِرانِ: قال أبو عمرو «٦»، إني لأستحي أن أقرأ: إِنْ هذانِ والقرآن أفصح اللّغات.

(١) ينظر معاني القرآن للفراء: ٢/ ١٨١، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٢٠، وغريب القرآن لليزيدي: ٢٤٧، ومعاني الزجاج: (٣/ ٣٦٠، واللسان: (١٤/ ٤١٣، ٤١٤) (سوا).
(٢) تنسب قراءة النصب إلى الحسن رحمه الله تعالى، كما في إعراب القرآن للنحاس: ٣/ ٤٢، والبحر المحيط: ٦/ ٢٥٢، وإتحاف فضلاء البشر: ٢/ ٢٤٨.
وانظر توجيه هذه القراءة في معاني الزجاج: ٣/ ٣٦٠، ومشكل إعراب القرآن لمكي:
٢/ ٤٦٤، والتبيان للعكبري: ٢/ ٨٩٢، والبحر المحيط: ٦/ ٢٥٢.
وقال ابن الأنباري في البيان: ٢/ ١٤٤: «ولا يجوز أن يكون يَوْمُ ظرفا لأن العرب لم تستعمله مع الظرف استعمال سائر المصادر، ولهذا قال تعالى: إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ اه.
(٣) معاني القرآن للفراء: ٢/ ١٨٢، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٨٠، ومعاني الزجاج:
٣/ ٣٦١، والمفردات للراغب: ٢٢٥.
(٤) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٢١.
(٥) اللسان: ٢/ ٤١ (سحت).
(٦) قراءته في هذا الموضع: «إنّ هذين»
.
ينظر السبعة لابن مجاهد: ٤١٩، وحجة القراءات: ٤٥٤، والتبصرة لمكي: ٢٦٠.

صفحة رقم 549

وأمّا خط المصحف فروى عيسى «١» بن عمر أنّ عثمان- رضي الله عنه- قال: أرى فيه لحنا ستقيمه العرب بألسنتها «٢».
[٦٠/ ب] وقرأ ابن كثير «٣» : إِنْ هذانِ فهي ضعيفة في نفسها خفيفة/ من المثقلة، فلم تعمل فيما بعدها، فارتفع ما بعدها على الابتداء والخبر، ودخل اللام الخبر فرقا بينها وبين إن النافية، أو هي بمعنى «ما» نافية واللّام في

(١) هو عيسى بن عمر الثقفي البصري، كان صديقا ملازما لأبي عمرو بن العلاء.
وصفه الذهبي بقوله: «العلّامة، إمام النحو... »، توفي عيسى بن عمر سنة ١٤٩ هـ.
أخباره في طبقات النحويين للزبيدي: ٤٠، وسير أعلام النبلاء: ٧/ ٢٠٠، وتقريب التهذيب: ٤٤٠.
(٢) ذكر الفراء الرواية المنسوبة إلى أبي عمرو بن العلاء عن عثمان رضي الله عنه، لكنه لم يصرح بذكر عثمان، وإنما قال: «عن بعض أصحاب محمد ﷺ... ».
معاني القرآن: ٢/ ١٨٣.
وأورد الفخر الرازي في تفسيره: ٢٢/ ٧٤، والقرطبي في تفسيره: ١١/ ٢١٦، نص الرواية التي وردت عند المؤلف هنا.
ودافع الفخر الرازي عن قراءة الجمهور، ونقد الرواية المذكورة عن عثمان رضي الله عنه، فقال: «إنه لما كان نقل هذه القراءة في الشهرة كنقل جميع القرآن فلو حكمنا ببطلانها جاز مثله في جميع القرآن، وذلك يفضي إلى القدح في التواتر وإلى القدح في كل القرآن وأنه باطل، وإذا ثبت ذلك وامتنع صيرورته معارضا بخبر الواحد المنقول عن بعض الصحابة.
وثانيها: أن المسلمين أجمعوا على أن ما بين الدفتين كلام الله تعالى، وكلام الله تعالى لا يجوز أن يكون لحنا وغلطا، فثبت فساد ما نقل عن عثمان وعائشة رضي الله عنهما أن فيها لحنا وغلطا.
وثالثها: قال ابن الأنباري: إن الصحابة هم الأئمة والقدوة، فلو وجدوا في المصحف لحنا لما فوضوا إصلاحه إلى غيرهم من بعدهم مع تحذيرهم من الابتداع وترغيبهم في الاتباع... »
.
وينظر نقد هذه الرواية عن عثمان رضي الله عنه في مجموع الفتاوى لابن تيمية رحمه الله (١٥/ ٢٥٠- ٢٥٤).
(٣) هو عبد الله بن كثير الداري، أحد القراء السبعة، توفي سنة ١٢٠ هـ.
ترجمته في: معرفة القراء الكبار: ١/ ٨٦، وغاية النهاية: ١/ ٤٤٣.
وانظر قراءته في السبعة لابن مجاهد: ٤١٩، وحجة القراءات: ٤٥٦، والتبصرة لمكي:
٢٦٠.

صفحة رقم 550

خبرها بمعنى «إلا»، أي: ما هذان إلّا ساحران «١»، كقوله «٢» : وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكاذِبِينَ.
وأما القراءة المعروفة «٣» فهي على لغة كنانة، وبلحارث بن كعب، وخثعم، وزبيد، ومراد، وبني عذرة، فالتثنية في لغاتها بالألف أبدا «٤».
وقيل «٥» : معنى إِنْ نعم، وقيل «٦» : هو على حذف الهاء بمعنى «إنه». وزبدة كلام أبي عليّ «٧» أنّ هذانِ ليس بتثنية «هذا» «٨» لأنّ «هذا» من أسماء الإشارة، فيكون معرفة أبدا، والتثنية والجمع من خصائص النكرات لأنّ واحدا أعرف، فلما لم يصح تنكير هذا لم يصح [تثنية] «٩» «هذا» [وجمعه] «١٠» من لفظه.

(١) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٢٣، ومشكل إعراب القرآن: ٢/ ٤٦٧، والبحر المحيط:
٦/ ٢٥٥.
(٢) سورة الشعراء: آية: ١٨٦. [.....]
(٣) يريد قراءة الجمهور بتشديد «إنّ» و «هذان» مرفوعا.
ينظر السبعة لابن مجاهد: ٤١٩، وتفسير الطبري: ١٦/ ١٨٠، وإعراب القرآن للنحاس:
٣/ ٤٣، والبحر المحيط: ٦/ ٢٥٥.
(٤) ينظر معاني القرآن للفراء: ٢/ ١٨٤، ومعاني القرآن للزجاج: ٣/ ٣٦٢، والكشف لمكي:
٢/ ٩٩، والمحرر الوجيز: (١٠/ ٤٩، ٥٠)، والبحر المحيط: ٦/ ٢٥٥.
(٥) ذكره أبو عبيدة في مجاز القرآن: ٢/ ٢٢، والزجاج في معانيه: ٣/ ٣٦٣، وابن عطية في المحرر الوجيز: ١٠/ ٤٨، وأبو حيان في البحر: ٦/ ٢٥٥.
(٦) في معاني الزجاج: ٣/ ٣٦٢ عن النحويين القدماء.
وانظر إعراب القرآن للنحاس: ٣/ ٤٦، وحجة القراءات: ٤٥٥، والمحرر الوجيز:
١٠/ ٥٠.
(٧) يريد أبا علي الفارسي.
(٨) هذا معنى قول الفراء في معانيه: ٢/ ١٨٤، ونقله ابن عطية في المحرر الوجيز: ١٠/ ٥٠ عن الفراء أيضا.
(٩) في الأصل: «تثنيته»، والمثبت في النص عن «ك».
(١٠) ما بين معقوفين ساقط من الأصل، والمثبت عن «ك».

صفحة رقم 551
إيجاز البيان عن معاني القرآن
عرض الكتاب
المؤلف
أبو القاسم محمود بن أبي الحسن (علي) بن الحسين النيسابورىّ الغزنوي
تحقيق
حنيف بن حسن القاسمي
الناشر
دار الغرب الإسلامي - بيروت
سنة النشر
1415 - 1995
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية