آيات من القرآن الكريم

يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا
ﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞ

﴿يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما﴾ قوله عز وجل: ﴿وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ﴾ فيه خسمة أوجه: أحدها: أي ذلت، قاله ابن عباس. الثاني: خشعت، قاله مجاهد، والفرق بين الذل والخشوع - وإن تقارب معناهما - هو أنّ الذل أن يكون ذليل النفس، والخشوع: أن يتذلل لذي طاعة. قال أمية بن الصلت:

(وعنا له وجهي وخلقي كله في الساجدين لوجهه مشكورا)
الثالث: عملت، قاله الكلبي. الرابع: استسلمت، قاله عطية العوفي.

صفحة رقم 427

الخامس: أنه وضع الجبهة والأنف على الأرض في السجود، قاله طلق بن حبيب. ﴿الْقَيُّومِ﴾ فيها ثلاثة تأويلات: أحدها: أنه القائم على كل نفس بما كسبت، قاله الحسن. الثاني: القائم بتدبير الخلق. الثالث: الدائم الذي لا يزول ولا يبيد. ﴿وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً﴾ يعني شركاً. قوله تعالى: ﴿فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً وَلاَ هَضْماً﴾ فيه وجهان: أحدهما: فلا يخاف الظلم بالزيادة في سيئاته، ولا هضماً بالنقصان من حسناته، قاله ابن عباس، والحسن، وقتادة. الثاني: لا يخاف ظلماً بأن لا يجزى بعمله، ولا هضماً بالانتقاص من حقه، قاله ابن زيد، والفرق بين الظلم والهضم أن الظلم المنع من الحق كله، [والهضم] المنع من بعضه، والهضم ظلم وإن افترقا من وجه، قال المتوكل الليثي:

صفحة رقم 428
النكت والعيون
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن محمد بن محمد البصري الماوردي الشافعي
تحقيق
السيد بن عبد الرحيم بن عبد المقصود
الناشر
دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان
عدد الأجزاء
6
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية
(إن الأذلة واللئام لمعشر مولاهم المتهضم المظلوم)