
﴿أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ﴾ استفهام للإنكار ﴿أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ﴾ بستان ﴿مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ﴾ ذكر الله تعالى النخيل والأعناب في غير موضع من كتابه الجليل؛ وذلك لفتاً لأنظار ذوي الاعتبار إلى ما يحتويه الصنفان من فوائد تجل عن الحصر: فمن فوائد التمر أنه يقوي الكبد والرئتان والحلق، ويزيد في الباه مع الصنوبر، وأكله على الريق: قاتل لديدان المعدة، وهو من أكثر الثمار تغذية للبدن؛ ويعتبر التمر غذاء ودواء، وفاكهة. أما العنب فهو من أجل الفواكه وأكثرها نفعاً؛ وهو يسهل ويسمن، ويقوي القلب والرئتان، ويقطع البلغم ﴿وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ﴾ ضعف عن السعي والكسب، واحتاج إلى الدعة والراحة ﴿وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَآءُ﴾ أبناء صغار ضعاف؛ لا يقدرون على السعي والكسب ﴿فَأَصَابَهَآ﴾ أي أصاب جنته؛ الذي أصبح هو وذريته في مسيس الحاجة إلى ثمارها ﴿إِعْصَارٌ﴾ ريح شديد مهلكة ﴿فِيهِ نَارٌ﴾ أي في هذا الإعصار نار ﴿فَاحْتَرَقَتْ﴾ جنته بما فيها من نبات وثمار
وهذا تمثيل لذهاب ثواب المرائي يوم القيامة؛ وهو أشد ما يكون احتياجاً إلى قليل الثواب