القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (٢) : آية ١٧٦]
ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتابِ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ (١٧٦)
ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ إنما استحقوا هذا العذاب الشديد، لأنّ الله تعالى أنزل الكتاب الجامع لأنواع الهدى. وهو صالح لإرادة القرآن والتوراة.
بالحقّ، أي متلبّسا به. فلا جرم يكون- من يختلف فيه ويرفضه بالتحريف والكتمان- مبتلى بمثل هذا من أفانين العذاب، لأنّه حاول نفي ما أثبت الله، فقد ضادّ الله في شرعه، عياذا به سبحانه. وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتابِ أي: في جنس الكتاب الإلهيّ. بأن آمنوا ببعض كتب الله تعالى وكفروا ببعضها أو في التوراة. بأن آمنوا ببعض آياتها وكفروا ببعض. أو الاختلاف في تأويلها. فاجترأوا لأجله على تحريفها.
أو في القرآن. بأن قال بعضهم: إنّه سحر، وبعضهم: إنه شعر، وبعضهم: أساطير الأولين.
قال الراغب: وأصل الاختلاف: التخلف عن المنهج. وقيل اختلفوا: أتوا بخلاف ما أنزل الله. وقيل: اختلفوا: بمعنى خلفوا- نحو اكتسبوا، وكسبوا، وعملوا واعتملوا- أي: صاروا خلفاء فيه، نحو فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ [الأعراف: ٦٩] و [مريم: ٦٩].
لَفِي شِقاقٍ أي: خلاف ومنازعة بَعِيدٍ عن الحقّ والصواب، مستوجب لأشدّ العذاب. وقوله تعالى:
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (٢) : آية ١٧٧]
لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقابِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (١٧٧)
لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ الْبِرَّ: اسم جامع للطاعات وأعمال الخير المقرّبة إلى الله تعالى، ومن هذا: برّ الوالدين، قال تعالى إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ
[الانفطار: ١٣- ١٤] فجعل البرّ ضدّ الفجور وقال وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ [المائدة: ٢]. فجعل البرّ ضدّ الإثم، فدلّ على أنه اسم عام لجميع ما يؤجر عليه الإنسان. أي: ليس الصلاح والطاعة والفعل المرضيّ في تزكية النفس- الذي يجب أن تذهلوا بشأنه عن سائر صنوف البرّ- هو أمر القبلة، ولكن البرّ- الذي يجب الاهتمام به- هو هذه الخصال التي عدّها جلّ شأنه.
ولا يبعد أن يكون بعض المؤمنين- عند نسخ القبلة وتحويلها- حصل منهم الاغتباط بهذه القبلة، وحصل منهم التشدّد في شأنها حتى ظنوا أنّه الغرض الأكبر في الدين. فبعثهم تعالى بهذا الخطاب على استيفاء جميع العبادات والطاعات. أشار لهذا الرازيّ.
وقال الراغب: الخطاب في هذه الآية للكفّار والمنافقين الذين أنكروا تغيير القبلة. وقيل: بل لهم وللمؤمنين حيث قد يرون أنهم نالوا البرّ كلّه بالتوجّه إليها.
وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ أي: إيمان من آمن بالله- الذي دعت إليه آية الوحدانية- فأثبت له صفات الكمال، ونزهه عن سمات النقصان. وَالْيَوْمِ الْآخِرِ الذي كذب به المشركون، فاختلّ نظامهم ببغي بعضهم على بعض وَالْمَلائِكَةِ أي: وآمن بهم وبأنهم عباد مكرمون متوسطون بينه تعالى وبين رسله بإلقاء الوحي وإنزال الكتب وَالْكِتابِ أي: بحبس الكتاب. فيشمل الكتب المنزلة من السماء على الأنبياء التي من أفرادها: أشرفها وهو القرآن- المهيمن على ما قبله من الكتب- الذي انتهى إليه كلّ خير واشتمل على كلّ سعادة في الدنيا والآخرة. وَالنَّبِيِّينَ جميعا من غير تفرقة بين أحد منهم، كما فعل أهل الكتابين.
قال الحراليّ ففيه- أي الإيمان بهم وبما قبلهم- قهر النفس للإذعان لمن هو من جنسها، والإيمان بغيب من ليس من جنسها، ليكون في ذلك ما يزع النفس عن هواها.
وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ أي: أخرجه وهو محبّ له راغب فيه، نصّ على ذلك:
ابن مسعود، وسعيد بن جبير، وغيرهما من السلف والخلف، كما
ثبت في
الصحيحين من حديث أبي هريرة «١» مرفوعا: أفضل الصدقة أن تصدّق وأنت صحيح شحيح، تأمل الغنى وتخشى الفقر
. وقوله ذَوِي الْقُرْبى هم قرابات الرجل، وهم أولى من أعطى من الصدقة.
وقد روى الإمام أحمد، والترمذيّ، والنسائي وغيرهم عن سليمان بن عامر قال: قال «٢» رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إن الصدقة على المسكين صدقة.
وعلى ذي الرحم اثنتان: صدقة وصلة. وفي الصحيحين من حديث زينب، امرأة عبد الله بن مسعود «٣»، أنها وامرأة أخرى سألتا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أتجزئ الصدقة عنهما على أزواجهما وعلى أيتام في حجورهما.. ؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لهما أجران: أجر القرابة وأجر الصدقة.
وقد أمر الله تعالى بالإحسان إلى القرابة في غير موضع من كتابه العزيز. وَالْيَتامى وهم الذين لا كاسب لهم وقد مات آباؤهم وهم ضعفاء صغار دون البلوغ. وَالْمَساكِينَ وهم الذين لا يجدون ما يكفيهم في قوتهم وكسوتهم وسكناهم، فيعطون ما يسدّ به حاجتهم وخلتهم.
وفي الصحيحين عن أبي هريرة «٤» أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ليس المسكين بهذا الطوّاف الذي تردّه التمرة والتمرتان واللقمة واللقمتان. ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه، ولا يفطن له فيتصدق عليه.
وَابْنَ السَّبِيلِ وهو المسافر المجتاز الذي قد فرغت نفقته. فيعطى ما يوصله إلى بلده لعجزه بالغربة. وكذا الذي يريد سفرا في طاعة فيعطى ما يكفيه في ذهابه وإيابه. ويدخل في ذلك الضيف، كما قال عليّ بن أبي طلحة عن ابن عباس أنه قال:
ابن السبيل هو الضيف الذي ينزل بالمسلمين.
وكذا قال مجاهد، وسعيد بن جبير، وأبو جعفر الباقر، والحسن وقتادة، والضحّاك، والزهريّ، والربيع بن أنس، ومقاتل بن حيّان. و (السبيل) اسم الطريق،
أخرجه البخاريّ في: الزكاة، ١١- باب أي الصدقة أفضل؟ ونصه: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله، أي الصدقة أعظم أجرا؟ قال «أن تصدّق وأنت صحيح شحيح، تخشى الفقر وتأمل الغنى، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا وكذا، وقد كان لفلان»
. (٢) أخرجه النسائيّ في: الزكاة، ٨٢- باب الصدقة على الأقارب.
(٣) أخرجه البخاري في: الزكاة، ٤٤- باب الزكاة على الأقارب.
(٤) أخرجه البخاري في: الزكاة، ٥٣- باب قول الله تعالى: لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً.
وأخرجه مسلم في: الزكاة، حديث رقم ١٠١. عن أبي هريرة أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «ليس المسكين بهذا الطوّاف الذي يطوف على الناس، فترده اللقمة واللقمتان، والتمرة والتمرتان».
قالوا: فما المسكين، يا رسول الله؟ قال: «الذي لا يجد غنى يغنيه، ولا يفطن له فيتصدق عليه، ولا يسأل الناس شيئا»
.
وجعل المسافر ابنا لها لملازمته إياها- كما يقال لطير الماء: ابن الماء، ويقال للرجل الذي أتت عليه السنون: ابن الأيام، وللشجعان: بنو الحرب، وللناس: بنو الزمان.
وَالسَّائِلِينَ وهم الذين يتعرضون للطلب، فيعطون من الزكوات والصدقات.
كما
روى الإمام أحمد عن حسين بن عليّ عليهما السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «١» : للسائل حق وإن جاء على فرس. ورواه أبو داود.
وَفِي الرِّقابِ معطوف على المفعول الأول- وهو ذوي- أي: وآتى المال في الرقاب، أي دفعه في فكّها، أي: لأجله وبسببه.
قال الراغب: الرقاب جمع رقبة. وأصل الرقبة: العنق. ويعبّر بها عن الجملة، كما يعبّر عنها بالرأس.
وقال الحراليّ: الرقاب جمع رقبة وهو ما ناله الرقّ من بني آدم. فالمراد: الرقاب المسترقّة التي يرام فكّها بالكتابة- وفكّ الأسرى منه- وقدّم عليهم أولئك لأنّ حاجتهم لإقامة البنية.
قيل نكتة إيراد (في) هو أنّ ما يعطى لهم: مصروف في تخليص رقابهم، فلا يملكونه كالمصارف الأخرى. والله أعلم.
لطيفة:
قال الراغب: إن قيل كيف اعتبر الترتيب المذكور في قوله تعالى وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ... الآية؟ قيل: لما كان أولى من يتفقدّه الإنسان بمعروفه أقاربه، كان تقديمها أولى ثمّ عقبه باليتامى لأن مواساتهم بعد الأقارب أولى. ثمّ ذكر المساكين الذين لا مال لهم حاضرا ولا غائبا. ثمّ ذكر ابن السبيل الذي قد يكون له مال غائب.
ثم ذكر السائلين الذين منهم صادق وكاذب، ثم ذكر الرقاب الذين لهم أرباب يعولونهم. فكلّ واحد ممن أخّر ذكره أقل فقرا ممن قدّم ذكره... !
وَأَقامَ الصَّلاةَ أي: أتمّ أفعالها في أوقاتها- بركوعها وسجودها وطمأنينتها وخشوعها- على الوجه الشرعي المرضيّ. وَآتَى الزَّكاةَ أي: زكاة المال المفروضة على أن المراد بما مرّ من إيتاء المال، التنفل بالصدقات والبرّ والصلة. قدّم على الفريضة مبالغة في الحث عليه، أو المراد بهما المفروضة، والأول لبيان
المصارف، والثاني لبيان وجوب الأداء. وقد أبعد من حمل الزكاة- هنا- على زكاة النفس وتخليصها من الأخلاق الدنيئة الرذيلة، كقوله قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها وقوله هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكَّى، ووجه العبد: أن الزكاة المقرونة بالصلاة في التنزيل لا يراد بها إلا زكاة المال، وأما مع الانفراد فعلى حسب المقام وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا عطف على من آمن، فإنه في قوة أن يقال: ومن أوفوا بعهدهم. وإيثار صيغة الفاعل للدلالة على وجوب استمرار الوفاء.
قال الرازيّ: اعلم أن هذا العهد إمّا أن يكون بين العبد وبين الله، أو بينه وبين رسول الله أو بينه وبين سائر الناس. فالأول: ما يلزمه بالنذور والأيمان. والثاني: فهو ما عاهد الرسول عليه عند البيعة: من القيام بالنصرة، والمظاهرة وموالاة من والاه، ومعاداة من عاداه. والثالث: قد يكون من الواجبات: مثل ما يلزمه في عقود المعاوضات من التسليم والتسلم. وكذا الشرائط التي يلتزمها في السلم والرهن.
وقد يكون من المندوبات: مثل الوفاء بالمواعيد في بذل المال والإخلاص في المناصرة. فالآية تتناول كلّ هذه الأقسام.
قال ابن كثير: وعكس هذه الصفة النفاق. كما صحّ في الحديث «١» : آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان. وفي رواية: إذا حدّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر. وَالصَّابِرِينَ نصب على الاختصاص. غيّر سبكه عما قبله تنبيها على فضيلة الصبر ومزيّته. وهو في الحقيقة معطوف على ما قبله. قال أبو عليّ: إذا ذكرت صفات للمدح أو للذم فخولف في بعضها الإعراب، فقد خولف للافتنان. ويسمى ذلك قطعا. لأن تغيير المألوف يدلّ على زيادة ترغيب في استماع المذكور، ومزيد اهتمام بشأنه! وقد قرئ (والصابرون) كما قرئ (والموفين).
قال الراغب: لما كان الصبر: من وجه مبدأ للفضائل، ومن وجه جامعا للفضائل، إذ لا فضيلة إلّا وللصبر فيها أثر بليغ، غيّر إعرابه تنبيها على هذا المقصد..!
أخرجه البخاريّ في: الإيمان، ٢٤- باب علامة المنافق ونصه: عن أبي هريرة: عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال «آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب وإذ وعد أخلف وإذا ائتمن خان».
وعن عبد الله بن عمرو أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «أربع من كنّ فيه كان منافقا خالصا. ومن كانت فيه خصلة منهم كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا ائتمن خان، وإذا حدّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر»
.
فِي الْبَأْساءِ أي: الشدّة، أي عند حلولها بهم وَالضَّرَّاءِ بمعنى البأساء وهي الشدة أيضا، كما فسرهما بها في القاموس. وقال ابن الأثير: الضرّاء: الحالة التي تضرّ وهي نقيض السرّاء، وهما بناءان للمؤنث ولا مذكّر لهما وَحِينَ الْبَأْسِ أي:
وقت مجاهدة العدوّ في مواطن الحرب، وزيادة (الحين) للإشعار بوقوعه أحيانا، وسرعة انقضائه، ومعنى (البأس) في اللغة: الشدّة، يقال: لا بأس عليك في هذا، أي: لا شدّة. وعذاب بئيس شديد. وسميت الحرب بأسا لما فيها من الشدّة.
والعذاب يسمى بأسا لشدته. قال تعالى: فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا [غافر: ٨٤]. فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا [الأنبياء: ١٢]. فَمَنْ يَنْصُرُنا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ [غافر: ٢٩]. وقال ابن سيده: البأس الحرب، ثمّ كثر حتى قيل: لا بأس عليك، أي: لا خوف.
وقال الراغب: استوعبت هذه الجملة أنواع الضرّ. لأنّه إمّا يحتاج إلى الصبر في شيء يعوز الإنسان، أو يريده فلا يناله، وهو البأساء. أو فيما نال جسمه من ألم، وهو الضرّاء. أو في مدافعة مؤذيه وهو اليأس.
أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا في إيمانهم، لأنهم حققوا الإيمان القلبيّ بالأقوال والأفعال، فلم تغيرهم الأحوال، ولم تزلزلهم الأهوال. وفيه إشعار بأنّ من لم يفعل أفعالهم لم يصدق في دعواه الإيمان..! وَأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ عن الكفر وسائر الرذائل. وتكرير الإشارة لزيادة تنويه بشأنهم. وتوسيط الضمير للإشارة إلى انحصار التقوى فيهم.
قال الواحديّ: هذه الواوات في الأوصاف في هذه الآية للجمع. فمن شرائط البرّ، وتمام شرط البارّ، أن تجتمع فيه هذه الأوصاف. ومن قام به واحد منها لم يستحق الوصف بالبر.
فهرس الجزء الأول
مقدمة ٣ تمهيد خطير في قواعد التفسير ٧ ١- قاعدة في أمهات مآخذه ٧ ٢- قاعدة في معرفة صحيح التفسير، وأصح التفسير عند الاختلاف ١٢ فصل ١٢ ٣- قاعدة في أن غالب ما صح عن السلف من الخلاف يرجع إلى اختلاف تنوّع، لا اختلاف تضادّ ١٤ فصل ١٦ ٤- قاعدة في معرفة سبب النزول ١٨ ٥- قاعدة في الناسخ والمنسوخ ٢٥ ٦- قاعدة في القراءة الشاذة، والمدرج ٢٩ ٧- قاعدة في قصص الأنبياء والاستشهاد بالإسرائيليات ٣٠ فصل ٣٩ في معنى ما نقل أن للقرآن ظاهرا وباطنا ٣٩ فصل ٤٢ كل ما كان من المعاني العربية التي لا ينبني فهم القرآن إلا عليها ٤٢ ٨- قاعدة في أن كل معنى مستنبط من القرآن ٤٥ فصل ٤٨
كون الباطن هو المراد من الخطاب ٤٨ فصل ٥٠ وقوع تفاسير مشكلة في القرآن ٥٠ فصل ٥١ ما نقل عن سهل في قوله تعالى: فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً ٥١ فصل ٥٢ المنقول عن سهل أيضا في قوله تعالى: وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ ٥٢ المسألة العاشرة ٥٥ فصل ٥٦ للسنّة مدخل في هذا النمط ٥٦ ٩- قاعدة في أن للشريعة أمية ٥٦ فصل ٥٨ العلوم التي كان العرب يعتنون بها ٥٨ المسألة الرابعة ٦٢ فصل ٦٣ لا بد في فهم الشريعة من اتباع معهود الأميين ٦٣ فصل ٦٥ أنه إنما يصح في مسلك الأفهام والفهم ٦٥ فصل ٦٦ وأن يكون الاعتناء بالمعاني المبثوثة في الخطاب هو المقصود الأعظم ٦٦ فصل ٦٨
صفحة رقم 488بيان الصحابة حجة إذا أجمعوا ٦٨ فصل ٧٠ في أن كل حكاية في القرآن لم يقع لها رد فهي صحيحة ٧٠ قصص القرآن لا يراد بها سرد تاريخ الأمم أو الأشخاص ٧٤ ١٠- قاعدة الترغيب والترهيب في التنزيل الكريم ٧٥ فصل ٨٠ في أن الأحكام في التنزيل أكثرها كلية ٨٠ فصل ٨٢ القرآن فيه بيان كل شيء ٨٢ فصل ٨٦ في أقسام العلوم المضافة إلى القرآن ٨٦ فصل ٩١ في أن المدنيّ من السور منزل في الفهم على المكيّ ٩١ فصل ٩١ مدخل السنّة في تبيين الكتاب ٩١ فصل ٩٢ في الاعتدال في التفسير ٩٢ فصل ٩٤ الضابط المعوّل عليه في مأخذ الفهم ٩٤ فصل ٩٩ فيما جاء من إعمال الرأي في القرآن الكريم ٩٩
صفحة رقم 489فصل ١٠٢ في أن الأدلة الشرعية لا تنافي قضايا العقول ١٠٢ فصل ١٠٥ رتبة السنّة التأخر عن الكتاب ١٠٥ السنّة تفصّل ما أجمله الكتاب ١١٧ ١١- قاعدة في أنه: هل في القرآن مجاز أم لا؟ ١٣٥ فصل ١٥٥ هل في اللغة أسماء شرعية، نقلها الشارع عن مسماها في اللغة؟ ١٥٥ ذكر مجمل مقاصد التنزيل الكريم وضروب التفسير ١٥٨ مطلب في سر التكرير ١٥٩ إن للتفسير أحكاما وضروبا ١٦٢ سر تكرير قصة موسى مع فرعون ١٦٤ ما اقتضته الحكمة الربانية في التنزيل الكريم ١٦٥ ذكر بديع أسلوب القرآن الكريم ١٦٩ الفصل الأول ١٦٩ الفصل الثاني ١٧١ الرخصة بقراءة القرآن على سبعة أحرف في العهد النبويّ ١٧٨ معنى السبع في حديث «أنزل القرآن على سبعة أحرف» ١٨٠ معنى الأحرف في الحديث ١٨١ الرد على من توهم أن بعض الصحابة يجوز التلاوة بالمعنى ١٨٢ اقتصار عثمان رضي الله عنه، في جمعه، على الحرف المتواتر ١٨٢
صفحة رقم 490اختلاف القراءة في رفع حرف ونصبه، ليس من السبعة أحرف ١٨٤ سبب الاقتصار على قراءات الأئمة المشهورين ١٨٥ ورود القراءات عن أئمة الأمصار على موافقة مصاحفهم العثمانية ١٨٦ موافقة القراءات لرسم المصحف العثمانيّ تحقيقا أو تقديرا ١٨٧ ما لا يعدّ مخالفا لصريح الرسم من القراءات الثابتة ١٨٧ مدار القراءات على صحة النقل، لا على الأقيس، عربية ١٨٨ ذكر من ذهب إلى أن مرجع القراءات ليس هو السماع بل الاجتهاد ١٨٨ بحث أسانيد الأئمة السبعة هل هي متواترة أم آحاد ١٨٩ رأى الإمام أبي شامة في تواتر ما أجمع عليه، من غير نكير ١٩٠ رأى ابن الحاجب وغيره في تواتر ما ليس من قبل الأداء ١٩١ بحث القراءات الشاذة ١٩١ بيان أن كل قراءة صحت عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وجب قبولها والإيمان بها ١٩٤ افتراق اختلاف القراء من اختلاف الفقهاء ١٩٥ معنى إضافة القراءة إلى من قرأ بها ١٩٥ ثمرة اختلاف القراءات وتنوعها ١٩٥ إجمال المباحث المتقدمة في تواتر القراءات وعدمها ١٩٦ فصل ٢٠٢ في ذكر ملخص وجوه التفسير ومراتبه (للإمام الشيخ محمد عبده) ٢٠٢ فصل ٢١٠ في بيان دقائق المسائل العلمية الفلكية الواردة في القرآن الكريم ٢١٠ بيان أن الصواب في آيات الصفات هو مذهب السلف ٢١٣ ذكر انطواء القرآن على البراهين والأدلة ٢٢١ شرف عمل التفسير ٢٢٢
صفحة رقم 491سورة الفاتحة فاتحة الكتاب الآية ١ ٢٢٤ فاتحة الكتاب الآية ٢ ٢٢٦ فاتحة الكتاب الآية ٣ ٢٢٧ فاتحة الكتاب الآية ٤ ٢٢٧ فاتحة الكتاب الآية ٥ ٢٢٨ فاتحة الكتاب الآية ٦ ٢٣٠ فاتحة الكتاب الآية ٧ ٢٣٥ سورة البقرة البقرة الآية ١ ٢٤٢ البقرة الآية ٢ ٢٤٢ البقرة الآية ٣ ٢٤٤ البقرة الآية ٤ ٢٤٥ البقرة الآية ٥ ٢٤٦ البقرة الآية ٦ ٢٤٦ البقرة الآية ٧ ٢٤٦ البقرة الآية ٨ ٢٤٨ البقرة الآية ٩ ٢٤٨ البقرة الآية ١٠ ٢٥٠ البقرة الآية ١١ ٢٥١ البقرة الآية ١٢ ٢٥١ البقرة الآية ١٣ ٢٥٢ البقرة الآية ١٤ ٢٥٣ البقرة الآية ١٥ ٢٥٣ البقرة الآية ١٦ ٢٥٤ البقرة الآية ١٧ ٢٥٦ البقرة الآية ١٨ ٢٥٨ البقرة الآية ١٩ ٢٥٨ البقرة الآية ٢٠ ٢٥٩ البقرة الآية ٢١ ٢٦٤ البقرة الآية ٢٢ ٢٦٦ البقرة الآية ٢٣ ٢٦٧ البقرة الآية ٢٤ ٢٦٩ البقرة الآية ٢٥ ٢٧٥ البقرة الآية ٢٦ ٢٧٨ البقرة الآية ٢٧ ٢٨٠ البقرة الآية ٢٨ ٢٨٠ البقرة الآية ٢٩ ٢٨١ البقرة الآية ٣٠ ٢٨٤ البقرة الآية ٣١ ٢٨٧
صفحة رقم 492
البقرة الآية ٣٢ ٢٨٨ البقرة الآية ٣٣ ٢٨٨ البقرة الآية ٣٤ ٢٨٩ البقرة الآية ٣٥ ٢٩٢ البقرة الآية ٣٦ ٢٩٤ البقرة الآية ٣٧ ٢٩٥ البقرة الآية ٣٨ ٢٩٥ البقرة الآية ٣٩ ٢٩٥ البقرة الآية ٤٠ ٢٩٧ البقرة الآية ٤١ ٢٩٨ البقرة الآية ٤٢ ٢٩٩ البقرة الآية ٤٣ ٢٩٩ البقرة
الآية ٤٤ ٣٠٠ البقرة الآية ٤٥ ٣٠١ البقرة الآية ٤٦ ٣٠١ البقرة الآية ٤٧ ٣٠١ البقرة الآية ٤٨ ٣٠٢ البقرة الآية ٤٩ ٣٠٣ البقرة الآية ٥٠ ٣٠٤ البقرة الآية ٥١ ٣٠٥ البقرة الآية ٥٢ ٣٠٥ البقرة الآية ٥٣ ٣٠٥ البقرة الآية ٥٤ ٣٠٦ البقرة الآية ٥٥ ٣٠٧ البقرة الآية ٥٦ ٣٠٧ البقرة الآية ٥٧ ٣٠٩ البقرة الآية ٥٨ ٣١١ البقرة الآية ٥٩ ٣١١ البقرة الآية ٦٠ ٣١٢ البقرة الآية ٦١ ٣١٣ البقرة الآية ٦٢ ٢١٦ البقرة الآية ٦٣ ٣٢١ البقرة الآية ٦٤ ٣٢٢ البقرة الآية ٦٥ ٣٢٣ البقرة الآية ٦٦ ٣٢٣ البقرة الآية ٦٧ ٣٢٤ البقرة الآية ٦٨ ٣٢٥ البقرة الآية ٦٩ ٣٢٦ البقرة الآية ٧٠ ٣٢٦ البقرة الآية ٧١ ٣٢٦ البقرة الآية ٧٢ ٣٢٧ البقرة الآية ٧٣ ٣٢٨ البقرة الآية ٧٤ ٣٢٩ البقرة الآية ٧٥ ٣٣٣
البقرة الآية ٧٦ ٣٣٦ البقرة الآية ٧٧ ٣٣٧ البقرة الآية ٧٨ ٣٣٧ البقرة الآية ٧٩ ٣٣٩ البقرة الآية ٨٠ ٣٤٠ البقرة الآية ٨١ ٣٤١ البقرة الآية ٨٢ ٣٤١ البقرة الآية ٨٣ ٣٤٢ البقرة الآية ٨٤ ٣٤٤ البقرة الآية ٨٥ ٣٤٥ البقرة الآية ٨٦ ٣٤٦ البقرة الآية ٨٧ ٣٤٧ البقرة الآية ٨٨ ٣٤٨ البقرة الآية ٨٩ ٣٤٨ البقرة الآية ٩٠ ٣٤٩ البقرة الآية ٩١ ٣٥١ البقرة الآية ٩٢ ٣٥٢ البقرة الآية ٩٣ ٣٥٢ البقرة الآية ٩٤ ٣٥٣ البقرة الآية ٩٥ ٣٥٤ البقرة الآية ٩٦ ٣٥٥ البقرة الآية ٩٧ ٢٣٥٦ البقرة الآية ٩٨ ٣٥٦ البقرة الآية ٩٩ ٣٦١ البقرة الآية ١٠٠ ٣٦١ البقرة الآية ١٠١ ٣٦٢ البقرة الآية ١٠٢ ٣٦٣ البقرة الآية ١٠٣ ٣٦٩ البقرة الآية ١٠٤ ٣٦٩ البقرة الآية ١٠٥ ٣٧٠ البقرة الآية ١٠٦ ٣٧٠ البقرة الآية ١٠٧ ٣٧١ البقرة الآية ١٠٨ ٣٧٣ البقرة الآية ١٠٩ ٣٧٤ البقرة الآية ١١٠ ٣٧٥ البقرة الآية ١١١ ٣٧٥ البقرة الآية ١١٢ ٣٧٦ البقرة الآية ١١٣ ٣٧٦ البقرة الآية ١١٤ ٣٧٨ البقرة الآية ١١٥ ٣٨٠ البقرة الآية ١١٦ ٣٨٠ البقرة الآية ١١٧ ٣٨٢ البقرة الآية ١١٨ ٣٨٦ البقرة الآية ١١٩ ٣٨٦
صفحة رقم 494البقرة الآية ١٢٠ ٣٨٧ البقرة الآية ١٢١ ٣٨٧ البقرة الآية ١٢٢ ٣٨٨ البقرة الآية ١٢٣ ٣٨٨ البقرة الآية ١٢٤ ٣٨٩ البقرة الآية ١٢٥ ٣٩١ البقرة الآية ١٢٦ ٣٩٥ البقرة الآية ١٢٧ ٣٩٧ البقرة الآية ١٢٨ ٣٩٨ البقرة الآية ١٢٩ ٣٩٨ البقرة الآية ١٣٠ ٤٠٠ البقرة الآية ١٣١ ٤٠٢ البقرة الآية ١٣٢ ٤٠٢ البقرة الآية ١٣٣ ٤٠٤ البقرة الآية ١٣٤ ٤٠٦ البقرة الآية ١٣٥ ٤٠٦ البقرة الآية ١٣٦ ٤٠٧ البقرة الآية ١٣٧ ٤٠٨ البقرة الآية ١٣٨ ٤٠٩ البقرة الآية ١٣٩ ٤١٠ البقرة الآية ١٤٠ ٤١٠ البقرة الآية ١٤١ ٤١١ البقرة الآية ١٤٢ ٤١٢ البقرة الآية ١٤٣ ٤١٤ البقرة الآية ١٤٤ ٤٢٥ البقرة الآية ١٤٥ ٤٢٦ البقرة الآية ١٤٦ ٤٢٨ البقرة الآية ١٤٧ ٤٢٩ البقرة الآية ١٤٨ ٤٢٩ البقرة الآية ١٤٩ ٤٣٠ البقرة الآية ١٥٠ ٤٣٠ البقرة الآية ١٥١ ٤٣١ البقرة الآية ١٥٢ ٤٣٢ البقرة الآية ١٥٣ ٤٣٦ البقرة الآية ١٥٤ ٤٣٨ البقرة الآية ١٥٥ ٤٤١ البقرة الآية ١٥٦ ٤٤١ البقرة الآية ١٥٧ ٤٤٢ البقرة الآية ١٥٨ ٤٤٩ البقرة الآية ١٥٩ ٤٥٥ البقرة الآية ١٦٠ ٤٥٦ البقرة الآية ١٦١ ٤٥٦ البقرة الآية ١٦٢ ٤٥٦ البقرة الآية ١٦٣ ٤٥٧
صفحة رقم 495البقرة الآية ١٦٤ ٤٥٨ البقرة الآية ١٦٥ ٤٦١ البقرة الآية ١٦٦ ٤٦٤ البقرة الآية ١٦٧ ٤٦٤ البقرة الآية ١٦٨ ٤٦٦ البقرة الآية ١٦٩ ٤٦٧ البقرة الآية ١٧٠ ٤٦٩ البقرة الآية ١٧١ ٤٧١ البقرة الآية ١٧٢ ٤٧٣ البقرة الآية ١٧٣ ٤٧٤ البقرة الآية ١٧٤ ٤٧٨ البقرة الآية ١٧٥ ٤٧٩ البقرة الآية ١٧٦ ٤٨٠ البقرة الآية ١٧٧ ٨٠
صفحة رقم 496