
قَوْله تَعَالَى: يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا كلوا من طَيّبَات مَا رزقناكم واشكروا لله إِن كُنْتُم إِيَّاه تَعْبدُونَ
أخرج أَحْمد وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الله طيب لَا يقبل إِلَّا طيبا وَإِن الله أَمر الْمُؤمنِينَ بِمَا أَمر بِهِ الْمُرْسلين فَقَالَ (يَا أَيهَا الرُّسُل كلوا من الطَّيِّبَات وَاعْمَلُوا صَالحا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عليم) (الْمُؤْمِنُونَ الْآيَة ٥١) وَقَالَ ﴿يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا كلوا من طَيّبَات مَا رزقناكم﴾ ثمَّ ذكر الرجل يُطِيل السّفر أَشْعَث أغبر يمد يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاء يَا رب يَا رب ومطعمه حرَام ومشربه حرَام وملبسه حرَام وغذي بالحرام فأنَّى يُسْتَجَاب لذَلِك
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن سعيد بن جُبَير ﴿كلوا من طَيّبَات﴾ قَالَ: من الْحَلَال
وَأخرج ابْن سعد عَن عمر بن عبد الْعَزِيز
أَنه قَالَ يَوْمًا: إِنِّي أكلت حمصاً وعدساً فنفخني
فَقَالَ لَهُ بعض الْقَوْم: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن الله يَقُول فِي كِتَابه ﴿كلوا من طَيّبَات مَا رزقناكم﴾ فَقَالَ عمر: هَيْهَات ذهبت بِهِ إِلَى غير مذْهبه إِنَّمَا يُرِيد بِهِ طيب الْكسْب وَلَا يُرِيد بِهِ طيب الطَّعَام
وَأخرج ابْن جرير عَن الضَّحَّاك فِي قَوْله ﴿يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا﴾ يَقُول: صدقُوا ﴿كلوا من طَيّبَات مَا رزقناكم﴾ يَعْنِي اطعموا من حَلَال الرزق الَّذِي أحللناه لكم

بتحليلي إِيَّاه لكم مِمَّا كُنْتُم تحرمونه أَنْتُم وَلم أكن حرمته عَلَيْكُم من المطاعم والمشارب ﴿واشكروا لله﴾ يَقُول: أثنوا على الله بِمَا هُوَ أهل لَهُ على النعم الَّتِي رزقكم وطيبها لكم
وَأخرج عبد بن حميد عَن أبي أُميَّة ﴿يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا كلوا من طَيّبَات مَا رزقناكم﴾ قَالَ: فَلم يُوجد من الطَّيِّبَات شَيْء أحل وَلَا أطيب من الْوَلَد وَمَاله
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَأحمد وَمُسلم عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الله ليرضى عَن العَبْد أَن يَأْكُل الْأكلَة وَيشْرب الشربة فيحمد الله عَلَيْهَا