آيات من القرآن الكريم

وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا
ﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈ ﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩ ﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠ ﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩ

«مقابلة»، وهي بمعنى «قبلا»، وفي الحديث «١» :«إنّ الله كلّم آدم قبلا»، أي: معاينة.
و «قبلا» : مستأنفا «٢».
٥٦ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ: يبطلوه ويزيلوه.
٥٨ مَوْئِلًا: منجى «٣» وملجأ.
٥٩ لِمَهْلِكِهِمْ: لإهلاكهم، مصدر «٤»، كقوله «٥» : مُدْخَلَ صِدْقٍ.
ويجوز «مهلكهم» اسم زمان الهلاك، أي: جعلنا لوقت إهلاكهم موعدا، ولكنّ المصدر أولى لتقدم أَهْلَكْناهُمْ «٦»، والفعل يقتضي المصدر وجودا وحصولا، وهو المفعول المطلق، ويقتضي الزّمان والمكان محلا وظرفا، وكلّ فعل زاد على ثلاثة/ أحرف فالمصدر واسم الزّمان والمكان منه على

(١) أخرجه الإمام أحمد في مسنده: (٥/ ٢٦٥، ٢٦٦) عن أبي أمامة رضي الله عنه مرفوعا.
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد: ١/ ١٦٤ وقال: «رواه أحمد والطبراني في الكبير...
ومداره على علي بن يزيد وهو ضعيف»
.
وأخرجه الخطابي في غريب الحديث: ٢/ ١٥٧ عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه مرفوعا.
(٢) قال الخطابي في غريب الحديث: ٢/ ١٥٧: «وقوله: «قبلا»، إذا كسرت القاف كان معناه المقابلة والعيان، وكذلك قبلا، يقال: لقيت فلانا قبلا وقبلا: أي مقابلة، وإذا فتحت القاف والباء كان معناه الاستقبال والاستئناف».
وانظر غريب الحديث لابن الجوزي: ٢/ ٢١٧، والنهاية: ٤/ ٨. [.....]
(٣) في الأصل: «منجاء».
وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٤٠٨، وتفسير الطبري: ١٥/ ٣٦٩، ومعاني القرآن للزجاج: ٣/ ٢٩٧.
(٤) على قراءة الكسائي، ونافع، وابن كثير، وأبي عمرو، وابن عامر، وحمزة، بضم الميم وفتح اللام الثانية.
ينظر معاني القرآن للزجاج: ٣/ ٢٩٧، وحجة القراءات: (٤٢١، ٤٢٢)، والكشف لمكي: ٢/ ٦٦.
(٥) سورة الإسراء: آية: ٨٠.
(٦) في قوله تعالى: وَتِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا....

صفحة رقم 524

مثال «المفعول» «١»، وإذا كان «المهلك» اسم زمان «الهلاك» لا يجوز «الموعد» اسم الزمان لأنّ الزّمان وجد في المهلك فلا يكون للزّمان زمان بل يكون الموعد بمعنى المصدر، أي: جعلنا لزمان هلاكهم وعدا وعلى العكس «٢». وهذا من المشكل حتى على الأصمعي «٣»، فإنه أنشد للعجاج «٤» :
جأبا «٥» ترى تليله مسحجا

(١) أي يأتي على وزن اسم المفعول بأن يؤتى بالمضارع من الفعل المزيد فيضم أوله ويفتح ما قبل آخره.
(٢) ينظر ما سبق في معاني القرآن للزجاج: ٣/ ٣٩٧.
(٣) الأصمعي: (١٢٢- ٢١٦ هـ).
هو عبد الملك بن قريب بن علي الباهلي، أبو سعيد.
الإمام اللغوي المشهور.
من كتبه: خلق الإنسان، والخيل، واشتقاق الأسماء.
أخباره في تاريخ بغداد: ١٠/ ٤١٠، وطبقات النحويين للزبيدي: ١٦٧، وبغية الوعاة:
٢/ ١١٢.
(٤) العجاج: (؟ - نحو ٩٠ هـ).
هو عبد الله بن رؤبة بن لبيد بن صخر التميمي، أبو رؤبة.
راجز من أهل البصرة، قوي العارضة، كثير الرجز.
ذكر ابن قتيبة في الشعر والشعراء: ٢/ ٥٩١ أنه لقي أبا هريرة وسمع منه أحاديث.
أخباره في طبقات فحول الشعراء: ٢/ ٧٣٨.
والبيت في ديوانه: ٣٧٣.
(٥) الجأب: الحمار الوحشي الضخم، يهمز ولا يهمز، والجمع جؤوب.
وجاء في شرح ديوان العجاج: الجأب الغليظ، ويروى: بليته، قال أبو حاتم:
كان الأصمعي ينشد: ترى تليله. والتليل العنق، وهو الذي كان يختاره. وغيره يقول: بليته، أي بعنقه، والليتان ناحيتا العنق. قال أبو حاتم: رواه الناس كلهم: بليته مسحّجا، فقال الأصمعي: هذا تصحيف. قال أبو حاتم: ويخلط الأصمعي، فقلت له: لم؟ قال: كيف يكون ترى بعنقه مسحّجا؟ لو كان ذاك لقال: تسحيجا، قلت له: في كتاب الله وَمَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ يريد كل تمزيق. فسكت وعرف الحق» اه.
راجع هذه المناظرة- أيضا- في الخصائص لابن جني: (١/ ٣٦٦، ٣٦٧)، وشرح ما يقع فيه التصحيف للعسكري: ١٠٠، والمزهر للسيوطي: (٢/ ٣٧٥، ٣٧٦)، واللسان:
٢/ ٢٩٦ (سحج).

صفحة رقم 525
إيجاز البيان عن معاني القرآن
عرض الكتاب
المؤلف
أبو القاسم محمود بن أبي الحسن (علي) بن الحسين النيسابورىّ الغزنوي
تحقيق
حنيف بن حسن القاسمي
الناشر
دار الغرب الإسلامي - بيروت
سنة النشر
1415 - 1995
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية