آيات من القرآن الكريم

وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا
ﯼﯽﯾﯿﰀﰁ

(وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (٤) مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (٥).
بعد إنذار عامة الكافرين العصاة من وثنيين وغيرهم خص الذين اتخذوا الولد، وقالوا: (اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا)؛ لأنهم لم يفهموا ذات اللَّه، ولا خواص الألوهية، وأنها منافية للحوادث منافاة تامة، وعبر سبحانه بقوله: (قَالُوا)، ولم يقل اعتقدوا؛ لأنهم لَا يؤمنون ومن اتبع الأوهام لَا يؤمن بشيء، ولا يعتقد اعتقادا جازما، لأن الأوهام تساوره فتزلزل اعتقاده بل هو في ريب دائم مستمر، وعبارة اتخذ اللَّه ولدا، فهم نسبوا الاتخاذ للَّه، وهي فرية على اللَّه تعالى وتدل على عدم كماله سبحانه؛ لأن اتخاذ الولدان يترتب عليه أمران باطلان لَا يليقان بذات اللَّه:
الأمر الأول - مشابهته للحوادث، وأن يكون للَّه سبحانه نظير مثله، لأن الولد مثيل أبيه، فكيف يكون للَّه تعالى شبيه ومثيل.
الأمر الثاني - أنه ينبئ عن احتياج اللَّه للولد لنصرته، واللَّه تعالى غني حميد لا يحتاج لشيء ويحتاج إليه كل شيء سبحانه تعالى عما يقولون علوا كبيرا.

صفحة رقم 4487
زهرة التفاسير
عرض الكتاب
المؤلف
محمد بن أحمد بن مصطفى بن أحمد المعروف بأبي زهرة
الناشر
دار الفكر العربي
عدد الأجزاء
10
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية