آيات من القرآن الكريم

قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا
ﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊ

(قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (٩٦)
الخطاب للنبي - ﷺ - لأنه قام الجدل بينهم وبينه، واللَّه من ورائهم محيط، وهو المؤيد والناصر لنبيه، ويقول اللَّه تعالى لنبيه: قل يا أيها النبي لهؤلاء المعاندين الضالين الذين يطلبون دليلا على رسالتك غير القرآن أو يريدون رسولا من الملائكة (كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) الباء هنا لتأكيد معنى الكفاية بشهادة اللَّه تعالى، و (شَهِيدًا) إما أن تفسر الشهادة بمعنى الحكم، وهي تستعمل في ذلك، كقوله تعالى: (... وَشَهِدَ شَاهِدٌ منْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ...)، إلى آخر الآية، ويكون معنى النص السامي، وكفى باللَّه حاكما بيني وبينكم، بأني رسول، وأن المعجزة الكبرى وهي القرآن كافية ملزمة وقد ألزمتكم الحجة، وإن حكم اللَّه واضح، وشَهادته قائمة بصدق ما جئتكم به.

صفحة رقم 4460

وإما أن نقول: إن شهيدا معناه شاهد، للفصل بيني وبينكم، وحاسمة لخلافكم، والشاهد حاكم، لأن الحكم يبنى على شهادته، كما قال علي كرم اللَّه وجهه: إنما قتلك شاهداك.
والمعنى على ذلك إنما يشهد اللَّه وحده فيما بيني وبينكم، وإن شهادة اللَّه تعالى هي المحكَّمة، ولذا قال سبحانه: (إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِه خَبِيرًا بَصِيرًا)، أي عليما علما دقيقا، و (بَصِيرًا) علم من يبصر، فيعرف ما يَصلح لكم وما لَا يصلح، ومن يكون رسولا ومن لَا يكون وهو على كل شيء قدير.
ثم قال تعالى:

صفحة رقم 4461
زهرة التفاسير
عرض الكتاب
المؤلف
محمد بن أحمد بن مصطفى بن أحمد المعروف بأبي زهرة
الناشر
دار الفكر العربي
عدد الأجزاء
10
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية