آيات من القرآن الكريم

اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا
ﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫ ﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔ ﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭ ﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼ

«أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ» (١٣) أي حظّه. «١»
«وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى» (١٥) أي ولا تأثم آثمة إثم أخرى أثمته ولم تأثمه الأولى منهما، ومجاز وزرت تزر: مجاز أثمت، فالمعنى أنه:
لا تحمل آثمة إثم أخرى، يقال: وزر هو، ووزّرته أنا.
«وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها»
(١٦) «٢» أي أكثرنا مترفيها وهى من قولهم: قد أمر بنو فلان، أي كثروا فخرج على تقدير قولهم: علم فلان، وأعلمته أنا ذلك، قال لبيد:

(١) «حظه» : قال ابن مطرف فى القرطين (١/ ٢٥٢) : قال أبو عبيدة حظه، وقال المفسرون: ما يحمل من خير أو شر ألزمناه عنقه، وهذان التفسيران يحتاجان إلى تبيين إلخ وقال الطبري (١٦/ ٣٨- ٣٩) : أي حظه من قولهم: طار سهم فلان بكذا، إذا خرج سهمه على نصيب من الأنصباء، وذلك وإن كان قولا له وجه فإن تأويل أهل التأويل على ما قد بينت وغير جائز أن يتجاوز فى تأويل القرآن ما قالوه إلى غيره، على أن ما قاله هذا القائل إن كان عنى بقوله حظه من العمل والشقاء والسعادة فلم يبعد معنى قوله من معنى قولهم.
(٢) «أمرنا» : قال الطبري (١٥/ ٣٩) : اختلفت القراء فى قراءة قوله «أمرنا مترفها» فقرأت ذلك عامة قراء الحجاز والعراق أمرنا بقصر الألف دون مدها، وتخفيف الميم وفتحها... إلخ وفى اللسان (أمر) : قال أبو عبيدة آمرته بالمد وأمرته لغتان بمعنى كثرته وأمر هو أي كثر فخرج على تقدير قولهم: علم فلان وأعلمته أنا ذلك.

صفحة رقم 372

[كلّ بنى حرّة قصارهم قلّ وإن أكثرت من العدد] «١»
إن يغبطوا يهبطوا وإن أمروا يوما يصيروا للهلك والنّفذ
وبعضهم يقرؤها: «أَمَرْنا مُتْرَفِيها»
على تقدير أخذنا وهى فى معنى أكثرنا وآمرنا غير أنها لغة أمرنا: أكثرنا «٢» ترك المدّ ومعناه أمرنا، ثم قالوا:
مأمورة من هذا، فإن احتج محتج فقال هى من أمرت فقل كان ينبغى أن يكون آمرة ولكنهم يتركون إحدى الهمزتين، وكان ينبغى أن يكون آمرة ثم طوّلوا ثم حذفوا «ولأمرنّهم» (٤/ ١١٩) فلم يمدوها قال الأثرم: وقول أبى عبيدة فى مأمورة لغة وقول أصحابنا قياس وزعم يونس عن أبى عمرو أنه قال: لا يكون هذا وقد قالت العرب: خير المال نخلة مأبورة ومهرة مأمورة أي كثيرة الولد. وله موضع آخر مجازه: أمرنا ونهينا فى قول بعضهم وثقّله بعضهم فجعل معناه أنهم جعلوا أمراء.
(١) : ديوانه ١/ ١٩، والأغانى ١٥/ ١٣٣، والقرطبي ١٠/ ٢٣٣، والثاني فقط فى اللسان والتاج (أمر).
(٢) «أكثرنا» : قال الطبري (١٥/ ٤٠) : وقد كان بعض أهل العلم بكلام العرب من أهل البصرة يقول قد يتوجه معناه إذا قرىء كذلك إلى معنى «أكثرنا مترفيها» ويحتج لتصحيحه ذلك بالخبر الذي روى عن رسول الله ﷺ أنه قال:
خير المال مهرة مأمورة أو سكة مأبورة ويقول: إن معنى قوله مأمورة كثيرة النسل، وكان بعض أهل العلم بكلام العرب من الكوفيين ينكر ذلك من قيله...
ولا يجيز أمرنا بمعنى أكثرنا... إلخ.
(ص ٣٧٣) «خير... مأمورة» : وفى الحديث: خير المال سكة مأبورة ومهرة مأمورة أخرجه حميد وإسحاق وابن أبى رشيق والحارث والطبراني وأبو عبيد من رواية مسلم بن بديل... عن النبي ﷺ قال: خير مال المرء ميرة مأمورة أو سكة مأبورة (الكافي الشاف فى تحريج أحاديث الكشاف ٢/ ٦٥٥) وانظره فى الطبري ١٥/ ٤٠ والقرطبي ١٠/ ٢٣٣ والغريبين والنهاية واللسان (أمر).

صفحة رقم 373
مجاز القرآن
عرض الكتاب
المؤلف
أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمى البصري
تحقيق
محمد فؤاد سزگين
الناشر
مكتبة الخانجى - القاهرة
الطبعة
1381
عدد الأجزاء
1
التصنيف
ألفاظ القرآن
اللغة
العربية