آيات من القرآن الكريم

وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ۗ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚ

يقول تعالى مخبراً عن كتابه العزيز وهو القرآن المجيد، إنه بالحق نزل، أي متضمناً للحق، كما قال تعالى :﴿ لكن الله يَشْهَدُ بِمَآ أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ والملائكة يَشْهَدُونَ ﴾ [ النساء : ١٦٦ ] أي متضمناً علم الله الذي أراد أن يطلعكم عليه من أحكامه وأمره ونهيه، وقوله ﴿ وبالحق نَزَلَ ﴾ أي ونزل إليك يا محمد محفوظاً محروساً، لم يشب بغيره ولا زيد فيه، ولا نقص منه، بل وصل إليك بالحق فإنه نزل به شديد القوى، الأمين المكين المطاع في الملأ الأعلى، وقوله :﴿ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ ﴾ أي يا محمد ﴿ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً ﴾ مبشراً لمن أطاعك من المؤمنين، ونذيراً لمن عصاك من الكافرين، وقوله :﴿ وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ ﴾ بالتخفيف، ومعناه فصلناه من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا، ثم نزل مفرقاً منجماً في ثلاث وعشرين سنة، قاله ابن عباس، وعن ابن عباس ﴿ فَرَقْنَاهُ ﴾ بالتشديد أي أنزلناه آية آية مبيناً مفسراً، ولهذا قال ﴿ لِتَقْرَأَهُ عَلَى الناس ﴾ أي لتبلغه الناس وتتلوه عليهم ﴿ على مُكْثٍ ﴾ أي مهل ﴿ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً ﴾ شيئاً بعد شيء.

صفحة رقم 1492
تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
عرض الكتاب
المؤلف
محمد نسيب بن عبد الرزاق بن محيي الدين الرفاعي الحلبي
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية