آيات من القرآن الكريم

وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ ۚ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ
ﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦ

الذي يخرج من فم ابن آدم، فالنحل تخرج العسلَ من بطونها إلى أفوَاهِهَا.
(فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ).
في هذا قولان، قيل إِن. الهاء يرجع على العَسَل، المعنى في العَسَلِ
شفاء للناس. وقيل إن الهاء للقرآن، المعنى في القرآن شفاءٌ للناس وهذا
القول إذا فسَّرَ علم أنه حَسَنٌ، المعنى فيما قصصنا عليكم من قصة النحل في
القرآن وسائر القصص التي تدل على أن اللَّه واحد شفاء للناس.
والتفسير في العَسَل حسن جدًا.
فإن قال قائل: قد رأينا من ينفعهُ العسلُ ومن يضره العسل، فكيف
يكون فيه شفاء للناس؟
فجواب هذا أن يقال له الماء حياة كل شيء فقد رأينا
من يقتله الماء إذا أخذه على ما يصادف من علة في البدَنِ، وقد رأينا شفاء
العسل في أكثر هذه الأشربة، لأن الجَلَّاب والسكنجيين، إِنما أصلهما
العَسَلُ، وكذلك سائر المعجونات.
وهذا الاعتراض في أمر العَسَلِ إنما هو اعتراض جهلة لا يعرفون قدرة في النفع، فأمَّا من عرف مقدار النفع فهو وإن كان من غير أهل هذه الملةِ فهو غير رافع أن في العَسَلِ شفاء.
* * *
وقوله: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (٧٠)
أي منكم من يكبر وُيسِن حتى يذهب عقله خَرَفاً فيصير بعدَ أنْ
كَانَ عَالماً جاهلاً، والمعنى - واللَّه أعلم -
(لكيلا يَعْلم بعد علم شيئاً) أي ليريكم من قدرته أنه كما قدر على إمَاتَتِه وإحْيَائِه أنه قادر على نقله من العلم إلى الجهْلِ.
وأعلم - عزَّ وجلَّ - أن الموتَ والحياةَ بيدِه، وأن الإنسان قد

صفحة رقم 211
معاني القرآن وإعرابه للزجاج
عرض الكتاب
المؤلف
أبو إسحاق إبراهيم بن السري بن سهل، الزجاج
تحقيق
عبد الجليل عبده شلبي
الناشر
عالم الكتب - بيروت
سنة النشر
1408
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
5
التصنيف
ألفاظ القرآن
اللغة
العربية