آيات من القرآن الكريم

ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّىٰ حِينٍ
ﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓ

(ثُمَّ بَدَا لَهُم مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الآيَاتِ) أي العزيز ومن معه من أهل مشوِرته من بعد ما رأوا البينات الدالة على مكرهن وإغوائهن مع التهديد (لَيَسْجُنُنَّهُ حتَّى حِينٍ) أي أكدوا إرادة سجنه حينا.

صفحة رقم 3822

أى بدا لهم الإصرار على سجنه لدة معينة، حتى ينسى الناس حوادث المرأة والنسوة اللاتي انضممن إليها، وقد أكدن هذا الأمر الذي بدا لهم بالقسم، ولامه، ونون التوكيد، ولكن السجن كان مؤقتا، وليس مطلقا كما ظهر من كلامهم.
وكان تأكيد السجن، لأنه لم يكن منطقيا أن يسجن وهو البريء، ولكن لأنهم وجدوه إطفاء لهذه الشائعة التي هزت مقومات المجتمع، ، وأشاعت القول بالفاحشة - عن أكبر سدة في مصر، فكان التأكيد بالسجن أيقاوم منطق البراءة الذي يوجب الثناء وطيب الجزاء، بدل العقاب والإلقاء في غياهب السجن. حسنت الألفة بين يوسف الحبيب، ومن معه في السجن؛ لأنه أليف بفطرته، ولأن الضعف يقرب ولا يبعد، ولأن محنة السجن جمعت بينهم، والمحنة تجمع، ولا تفرق.
رأى أحدهما أنه يعصر خمرا، أي يعصر عنبا يكون بعد. ذلك خمرا، فعبر بالخمر باعتبار المآل، ورأى الآخر أنه يحمل فوق رأسه خبزا، وتأكل الطير منه.
اقتضى حسن الصحبة أن يلجئا إلى يوسف، وقد توسه سا فيه الخير، فاتجها إليه قائلين:

صفحة رقم 3823
زهرة التفاسير
عرض الكتاب
المؤلف
محمد بن أحمد بن مصطفى بن أحمد المعروف بأبي زهرة
الناشر
دار الفكر العربي
عدد الأجزاء
10
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية