آيات من القرآن الكريم

ذَٰلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ۖ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ
ﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅ ﰇﰈﰉﰊﰋﰌ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛ ﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧ ﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯ ﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾ ﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒ ﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔ ﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩ ﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂ

ربه ولقاء الصالحين من سلفه وغيرهم، فدعا بالموت. وقيل ليس ذلك دعاء بالموت، وإنما دعا أن الله يتم عليه النعم بالوفاة على الإسلام إذا حان أجله.
ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ احتجاج على صحة نبوة محمد صلّى الله عليه وآله وسلم بإخباره بالغيوب وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ الخطاب للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم تأكيدا لحجته والضمير لأخوة يوسف إِذْ أَجْمَعُوا أي عزموا وَهُمْ يَمْكُرُونَ يعني فعلهم بيوسف وَما أَكْثَرُ النَّاسِ عموم لأن الكفار أكثر من المؤمنين، وقيل أراد أهل مكة وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ اعتراض أي لا يؤمنون، ولو حرصت على إيمانهم وَما تَسْئَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ أي لست تسألهم أجرا على الإيمان، فيثقل عليهم بسبب ذلك، وهكذا معناه حيث وقع وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ يعني المخلوقات والحوادث الدالة على الله سبحانه وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ نزلت في كفار العرب الذين يقرون بالله ويعبدون معه غيره، وقيل:
في أهل الكتاب لقولهم: عزير ابن الله والمسيح ابن الله غاشِيَةٌ هي ما يغشى ويعم.
قُلْ هذِهِ سَبِيلِي إشارة إلى شريعة الإسلام أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أي أدعو الناس إلى عبادة الله، وأنا على بصيرة من أمري وحجة واضحة أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي أنا تأكيد للضمير في أدعو، ومن اتبعني معطوف عليه وعلى بصيرة في موضع الحال وقيل: أنا مبتدأ وعلى بصيرة خبره، فعلى هذا يوقف على قوله أدعو إلى الله، وهذا ضعيف وَسُبْحانَ اللَّهِ تقديره وأقول سبحان الله وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالًا ردّ على من أنكر أن يكون النبي من البشر، وقيل فيه إشارة إلى أنه لم يبعث رسولا من النساء مِنْ أَهْلِ الْقُرى أي من أهل المدن، لا من أهل البوادي، فإن الله لم يبعث رسولا من أهل البادية لجفائهم
حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ متصل بالمعنى بقوله وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا إلى قوله عاقبة الذين من قبلهم، ويأسهم: يحتمل أن يكون من إيمان قومهم أو من النصر، والأول أحسن وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا قرئ بتشديد الذال وتخفيفها «١»، فأما التشديد فالضمير في ظنوا

(١). التشديد قراءة أهل الحجاز والبصرة والشام، والتخفيف قراءة الكوفة.

صفحة رقم 397

وكذبوا للرسل، والظن يحتمل أن يكون على بابه، أو بمعنى اليقين: أي علم الرسل أن قومهم قد كذبوهم فيئسوا من إيمانهم، وأما التخفيف، فالضميران فيه للقوم المرسل إليهم، أي ظنوا أن الرسل قد كذبوهم فيما ادعوه من الرسالة، أو من النصرة عليهم فِي قَصَصِهِمْ الضمير للرسل على الإطلاق، أو ليوسف وإخوته ما كانَ حَدِيثاً يُفْتَرى يعني القرآن وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ تقدم معناه في البقرة.

صفحة رقم 398
التسهيل لعلوم التنزيل
عرض الكتاب
المؤلف
أبو القاسم، محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله، ابن جزي الكلبي الغرناطي
تحقيق
عبد الله الخالدي
الناشر
شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم - بيروت
سنة النشر
1416
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية