آيات من القرآن الكريم

قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ
ﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟ ﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞ ﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬ

قوله تعالى :﴿ ولما جاءَت رُسُلنا لوطاً سيء بهم وضاق بهم ذراعاً ﴾ قال ابن عباس : ساء ظنه بقومه وضاق ذرعاً بأضيافه.
ويحتمل وجهاً آخر أنه ساء ظنه برسل ربه، وضاق ذراعاً بخلاص نفسه لأنه نكرهم قبل معرفتهم.
﴿ وقال هذا يومٌ عصيب ﴾ أي شديد لأنه خاف على الرسل من قومه أن يفضحوهم على قول ابن عباس، وعلى الاحتمال الذي ذكرته خافهم على نفسه فوصف يومه بالعصيب وهو الشديد، قال الشاعر :

وإنك إلاّ ترض بكر بن وائل يكن لك يومٌ بالعراق عصيب.
قال أبو عبيدة : وإنما قيل له عصيب لأنه يعصب الناس بالشر، قال الكلبي : كان بين قرية إبراهيم وقف لوط أربعة فراسخ.
قوله تعالى :﴿ وجاءه قومُه يهرعون إليه ﴾ أي يسرعون، والإهراع بين الهرولة والحجزى. قال الكسائي والفراء : لا يكون الإهراع إلا سراعاً مع رعدة.
وكان سبب إسراعهم إليه أن أمرأة لوط أعلمتهم بأضيافه وجَمالهم فأسرعوا إليه طلباً للفاحشة منهم.
﴿ ومن قبل كانوا يعملون السيئات ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : من قبل إسراعهم اليه كان ينكحون الذكور، قاله السدي.
الثاني : أنه كانت اللوطية في قوم لوط في النساء قبل الرجال بأربعين سنة، قاله عمر بن أبي زائدة.
﴿ قال يا قوم هؤلاء بناتي هُنَّ أطهر لكم ﴾ قال لهم لوط ذلك ليفتدي أضيافه منهم.
﴿ هؤلاء بناتي ﴾ فيهن قولان :
أحدهما : أنه أراد نساء أمته ولم يرد بنات نفسه. قال مجاهد وكل نبي أبو أمّته وهم أولاده. وقال سعيد بن جبير : كان في بعض القرآن : النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزاجه أمهاتهم وهوأب لهم.
الثاني : أنه أراد بنات نفسه وأولاد صلبه لأن أمره فيهن أنفذ من أمره في غيرهن، وهو معنى قول حذيفة بن اليمان.
فإن قيل : كيف يزوجهم ببناته مع كفر قومه وإيمان بناته؟
قيل عن هذا ثلاثة أجوبة :
أحدها : أنه كان في شريعة لوط يجوز تزويج الكافر بالمؤمنة، وكان هذا في صدر الإسلام جائزاً حتى نسخ، قاله الحسن.
الثاني : أنه يزوجهم على شرط الإيمان كما هو مشروط بعقد النكاح.
الثالث : أنه قال ذلك ترغيباً في الحلال وتنبيهاً على المباح ودفعاً للبادرة من غير بذل نكاحهن ولا بخطبتهن، قاله ابن أبي نجيح.
﴿ هن أطهر لكم ﴾ أي أحل لكم بالنكاح الصحيح.
﴿ فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : لا تذلوني بعار الفضيحة، ويكون الخزي بمعنى الذل. الثاني : لا تهلكوني بعواقب فسادكم، ويكون الخزي بمعنى الهلاك. الثالث : أن معنى الخزي ها هنا الاستحياء، يقال خزي الرجل إذا استحى، قال الشاعر :
من البيض لا تخزى إذا الريح ألصقت بها مِرطها أو زايل الحلي جيدها
والضيف : الزائر المسترقد، ينطلق على الواحد والجماعة، قال الشاعر :

صفحة رقم 214

لا تعدمي الدهر شفار الجازر للضيف والضيف أحق زائر
﴿ أليس منكم رجلٌ رشيد ﴾ فيه وجهان : أحدهما : أي مؤمن، قاله ابن عباس. الثاني : آمر بالمعروف وناهٍ عن المنكر، قاله أبو مالك. ويعني : رجل رشيد ليدفع عن أضيافه، وقال ذلك تعجباً من اجتماعهم على المنكر. قوله تعالى :﴿ قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : ما لنا فيهن حاجة، قاله الكلبي.
الثاني : ليس لنا بأزواج، قاله محمد بن إٍسحاق.
﴿ وإنك لتعلم ما نريد ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : تعلم أننا لا نتزوج إلا بامرأة واحدة وليس منا رجل إلا له امرأة، قاله الكلبي.
الثاني : أننا نريد الرجال.

صفحة رقم 215
النكت والعيون
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن محمد بن محمد البصري الماوردي الشافعي
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية