آيات من القرآن الكريم

قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ
ﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾ ﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚ ﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫ ﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫ ﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵ ﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃ

كر چهـ شيرى چون روى ره بيدليل همچوروبه ودر ضلالى وذليل
هين مپر الا كه با پرهاى شيخ تا به بينى عون ولشكرهاى شيخ
وينبغى للمؤمن ان يجتهد فى تحصيل سير اولياء الله واقل الأمر أن لا يقصر فى حبهم فان المرء مع من أحب ان يحشر معه فلا بد من الجهة الجامعة من وجه خاص وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ هو فى الحقيقة نهى له عليه السلام عن الحزن كأنه قيل لا تحزن بقولهم ولا تبال بتكذيبهم وتشاورهم فى تدبير هلاكك وابطال أمرك وسائر ما يتفوهون به فى شأنك مما لا خير فيه وانما وجه النهى الى قولهم للمبالغة فى نهيه عليه السلام عن الحزن لما ان النهى عن التأثير نهى عن التأثر بأصله قال الكواشي يتم الوقف هنا ويختار الاستئناف بان العزة كأنه قيل فما لى لا احزن فقيل إِنَّ الْعِزَّةَ اى الغلبة والقهر لِلَّهِ جَمِيعاً اى فى مملكته وسلطانه لا يملك أحد شيأ منهما أصلا لا هم ولا غيرهم ويعصمك منهم وينصرك عليهم هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ يسمع ما يقولون فى حقك ويعلم ما يعزمون عليه وهو مكافئهم بذلك وفى التأويلات النجمية إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً فى الدنيا والآخرة يعز من يشاء فى الدنيا دون الآخرة ويعز من يشاء فى الآخرة دون الدنيا ويعز فى الدنيا والآخرة جميعا فلا يضره هواجس النفس ووساوس الشيطان فى احتظاظه بشهوات الدنيا ونعيمها والتزين بزينتها ولا يمنعه نعيم الدنيا عن نعيم الآخرة كما قال تعالى قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ. فيكون من خواص عباده الذين آتاهم الله فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة بل يكون لبعضهم نعيم الدنيا معينا على تحصيل نعيم الآخرة كما جاء فى الحديث الرباني (وان من عبادى من لا يصلحه الا الغنى فان أفقرته يفسده ذلك) أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ اى العقلاء من الملائكة والثقلين وإذا كان هؤلاء الذين هم اشرف الممكنات عبيد اله سبحانه مقهورين تحت قدرته وملكيته فما عداهم من الموجودات اولى بذلك فهو تعالى قادر على نصرك عليهم ونقل أموالهم وديارهم إليك وَما يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكاءَ ما نافية وشركاء مفعول يتبع ومفعول يدعون محذوف لظهوره والتقدير وما يتبع الذين يدعون آلهة من دون الله شركاء فى الحقيقة وان سموها شركاء لان شركة الله تعالى فى الربوبية محال إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ اى ما يتبعون الا ظنهم انها شركاء وَإِنْ هُمْ اى ما هم إِلَّا يَخْرُصُونَ يكذبون فيما ينسبونه الى الله سبحانه يقال خرص يخرص خرصا اى كذب وهو من باب نصر والخراص الكذاب. ثم نبه على تفرده بالقدرة الكاملة والنعمة الشاملة ليدلهم على توحده باستحقاق العبادة فقال هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ مظلما لِتَسْكُنُوا فِيهِ وتستريحوا من تعب الطلب وَالنَّهارَ مُبْصِراً لتتحركوا فيه لتحصيل اسباب معاشكم فحذف مظلما لدلالة مبصرا عليه وحذف لتتحركوا لدلالة لتسكنوا عليه. واسناد الابصار الى النهار مجازى والمراد يبصر فيه كقوله نهاره صائم وليله قائم اى صام فى نهاره وقام فى ليله وفيه اشارة الى ان الله تعالى جعل بعض الأوقات للاستراحة من نصب المجاهدات وتعب الطاعات لنزول ملالة النفوس وكلالة القلوب ويستجد الشوق الى جانب المطلوب ومن ثمة جعل اهل التدريس يوم التعطيل ليحصل النشاط الجديد للتحصيل كما قال ابن خيام

صفحة رقم 63

زمانى بحث ودرس وقيل وقالى كه انسان را بود كسب كمالى
زمانى شعر وشطرنج وحكايات كه خاطر را شود دفع ملالى
ففى الانتقال من اسلوب الى اسلوب تجديد كتقلب اهل الكهف من اليمين الى اليسار من عهد بعيد: قال الحافظ
از قال وقيل مدرسه حال دلم كرفت يك چند نيز خدمت معشوق ومى كنم
إِنَّ فِي ذلِكَ اى فى جعل كل منهما كما وصف لَآياتٍ عجيبة كثيرة لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ اى سماع تدبر واعتبار لمواعظ القرآن وتخصيص الآيات بهم مع انها منصوبة لمصلحة الكل لما انهم المنتفعون بها قالُوا اى بنوا مدلج كما فى الكاشفى اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً اى تبناه وفى التبيان قالت اليهود عزير بن الله وقالت النصارى المسيح بن الله وقالت قريش الملائكة بنات الله سُبْحانَهُ تنزيه وتقديس له عما نسبوا اليه من الولد وتعجب لكلمتهم الحمقاء اما انه تنريه فلان تقديره أسبحه تسبيحا اى انزهه تنزيها واما انه تعجب فلانه يقال فى مقام التعجب سبحان الله واستعمال اللفظ فى الاول حقيقى وفى الثاني مجازى فان قلت لفظ واحد فى معنيين حقيقى ومجازى ممنوع قلت لا يلزم ان يكون استفادة معنى التعجب منه باستعمال اللفظ فيه بل هى من المعاني الثواني كما فى حواشى سعدى چلبى ورد فى الاذكار لكل اعجوبة سبحان الله ووجه اطلاق هذه الكلمة عند التعجب هو ان الإنسان عند مشاهدة الأمر العجيب الخارج عن حد أمثاله يستبعد وقوعه وتنفعل نفسه منه كأنه استقصر قدرة الله فلذلك خطر على قلبه ان يقول قدر عليه وأوجده ثم تدارك انه فى هذا الزعم مخطئ فقال سبحان الله تنزيها لله تعالى عن العجز عن خلق امر عجيب يستبعد وقوعه لتيقنه بانه تعالى على كل شىء قدير كذا فى حواشى ابن الشيخ فى سورة النصر هُوَ الْغَنِيُّ عن كل شىء وهو علة لتنزهه سبحانه فان اتخاذ الولد مسبب عن الحاجة فيتخذه الضعيف ليتقوى به والفقير ليستعين به والذليل ليتعزز به والحقير ليشتهر به وكل ذلك علامة الاحتياج لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ اى من العقلاء وغيرهم وهو تقرير لغناه وتحقيق لمالكيته تعالى لكل ما سواه إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بِهذا اى ما عندكم حجة وبرهان بهذا القول الباطل الذي صدر منكم فان نافية ومن زائدة لتأكيد النفي وسلطان مبتدأ والظرف المتقدم خبره وبهذا متعلق بسلطان أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ توبيخ وتقريع على اختلافهم وجهلهم. وفيه تنبيه على ان كل قول لا دليل عليه فهو جهالة وان العقائد لا بدلها من برهان قطعى وان التقليد فيها غير جائز قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ باتخاذ الولد واضافة الشريك اليه لا يُفْلِحُونَ لا ينجون من مكروه ولا يفوزون بمطلوب أصلا مَتاعٌ فِي الدُّنْيا جواب سؤال كأن قائلا قال كيف لا يفلحون وهم فى الدنيا بانواع ما يتلذذون به متمتعون فقيل ذلك متاع يسير فى الدنيا زائل لا بقاء له وليس بفوز بالمطلوب ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ اى بالموت ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذابَ الشَّدِيدَ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ فيبقون فى الشقاء المؤبد بسبب كفرهم المستمر فى الدنيا فاين هم من الفلاح قال فى التأويلات النجمية فى الدنيا ماذا قوا ألم العذاب لانهم

صفحة رقم 64
روح البيان
عرض الكتاب
المؤلف
إسماعيل حقي بن مصطفى الإستانبولي الحنفي الخلوتي , المولى أبو الفداء
الناشر
دار الفكر - بيروت
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية